ظلت مسألة تسمية قادة المناطق العسكرية المستحدثة بعد قرارات اعادة هيكلة الجيش، مطلوبة من عامة ابناء الشعب، وانتظروها بفارغ الصبر حتى جاءت قرارات رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة يوم الاربعاء 10 أبريل والقاضية بتعيينات عسكرية كثيرة، وقد كانت ضرورة ملحة أظهر أهميتها الانقسام الذي حدث في صفوف القوات المسلحة، بحيث أثر ذلك الانقسام على عملها وجعلها شبه معطلة عن اداء دورها الذي يخدم الجمهورية اليمنية ومواطنيها.. وبسبب ذلك نادت كل الاطراف بسرعة تسمية قادة المناطق الجديدة. ولعل ذلك ما تجسد في القرارات التي اتخذها الاخ الرئيس، أنها أتت وفق ما يريده الشعب التواق لأن يرى جيشا موحدا لبلاده تحت قيادة واحدة وبزي واحد.. لهذا فإن القرارات الاخيرة ستكون عونا للوصول باليمن إلى بر الامان بعد أن يكون الجيش تحت إمرة القائد الاعلى للقوات المسلحة. الرئيس هادي بهذا القرار يكون قد هيأ الارضية المناسبة لانجاح مؤتمر الحوار الوطني، حيث ستمهد الاجواء السياسية وتنقيها، فقد ظل امر انقسام الجيش يؤرق كل مواطن يمني يريد ان يرى قواته المسلحة تحت إمرة القائد الأعلى، بعيداً عن الانشقاقات التي أظهرت الحاجة الماسة للهيكلة، بحيث سيصعب مستقبلاً أن يرتبط اسم وحدة عسكرية بشخصية معينة. القرارات صدرت والأكيد أنها ستجد ترحيباً كبيراً من الشعب، وتجاوبا من القيادات التي خدمت الوطن خلال الفترة الماضية، وستكون تلك القيادات خير عون لمن تم تعيينهم، لأن ذلك يصب في مصلحة الجيش اليمني.. المهم ألا تنساق الوسائل الاعلامية لتأجيج الموقف، من خلال تصوير القرارات وكأنها جاءت استبعاداً لأشخاص بعينهم، بل ينبغي عليها أن تساعد رئيس الجمهورية من خلال توضيح الصورة الحقيقية لإعادة الهيكلة، وكيف أنها ستنعكس بالإيجاب على قدرات الجيش، خصوصاً أن القرار يقضي بأن تفتح لها سجلات حساب مستقلة وتعامل في جميع جوانب التأمينات كوحدة بحسب النظام الإداري الثابت، أي ان ذلك سيكشف الحجم الحقيقي للجيش بعيداً عن الاسماء المزدوجة أو الوهمية أو المعينة خارج اطار القانون. القوات المسلحة والأمن هي المدافع الأول عن اراضي الجمهورية اليمنية، وعن مواطنيها، ولهذا فإن تصوير القرار على غير الوجه الذي اتخذ من أجله، لن يفيد في شيء بقدر ما سيوتر الأجواء، وسيخلق حالة من عدم الرضا بذلك القرار.. ولهذا فدور وسائل الاعلام ينبغي ان يتجلى في دعمه ومؤازرته لما فيه المصلحة العليا، بعيداً عن الشخصنة التي هي سبب كل الفتن التي عشناها خلال الفترة الماضية . نشكر كل القادة الذين عملوا خلال الفترة الماضية، وجنبوا البلاد ويلات الحرب من خلال تحكيم العقل، ونتمنى لخلفهم التوفيق في مهامهم.. ونشد على يدي كل مواطن يمني شريف نأى بنفسه عن التأويلات اللاحقة للقرار، والتي في مجملها ستكون بعيدة عن روح التوافق الذي ينبغي أن تسير عليه اعادة هيكلة الجيش، الذي هو جيشنا جميعاً، كيف لا وهو جيش الجمهورية اليمنية. * أستاذ مساعد بجامعة البيضاء