لا يمكن اعتبار النجم الانكليزي ديفيد بيكهام الذي سيعتزل في نهاية الموسم الحالي في صفوف فريقه باريس سان جرمان الفرنسي بعمر 38 عاما، مجرد لاعب كرة قدم فحسب، بل هو (أيقونة) وماركة مسجلة تتخطى حدود المستطيل الأخضر حيث تضاهي شهرته ابرز نجوم البوب الستار العالميين . برز الفتى المولود في ليتونستون في شرق لندن بقدمه اليمنى الساحرة ودقة تمريراته وتسديداته وتحديدا من الركلات الثابتة. كان بإمكان بيكهام أن يبقى في صفوف توتنهام حيث تعلم أصول اللعبة لكنه انضم إلى مانشستر يونايتد لأن والديه من أنصار النادي الشمالي العريق. خاض أول مباراة رسمية في مسيرته الاحترافية وهو في السابعة عشرة من عمره ضد برايتون عام 1992، وأول مباراة رسمية في الفريق الأول لمانشستر يونايتد عام 1995 ضد ليدز حيث سجل هدفه الرسمي الأول أيضا ولتبدأ الأسطورة. أمضى بيكهام ثمانية أعوام في صفوف "الشياطين الحمر" أحرز خلالها العديد من الألقاب المحلية والأوروبية والعالمية وسجل 84 هدفا قبل أن ينتقل إلى صفوف ريال مدريد عام 2003 اثر الحادثة الشهيرة بينه وبين مدرب الفريق السير اليكس فيرغوسون الذي استشاط غضبا بعد خسارة فريقه إحدى المباريات فركل حذاء بقوة ليرتطم بحاجب بيكهام ويجرحه. بلغت صفقة انتقال بيكهام إلى ريال مدريد 35 مليون يورو وقد تخلى عن الرقم 7 واستبدله بالرقم 23 الذي كان يرتديه أسطورة كرة السلة الأميركي مايكل جوردان في صفوف شيكاغو بولز. استغل بيكهام موهبته وأناقته لجلب عقود الرعاية وما زاد من شهرته أيضا، زواجه من مغنية السبايس غيرلز فيكتوريا ليدخل عالم المشاهير من بابه الواسع. وبحسب دراسة لمجلة "ايكسبانسيون" في كانون الأول/ديسمبر 2011 قدرت ثروة بيكهام ب200 مليون يورو جلها من الإعلانات. وخلال تواجده في صفوف ريال مدريد قدر عدد القمصان الذي بيع ويحمل اسم بيكهام بمليون قميص خصوصا في القارة الآسيوية. دائما ما تسلط الأضواء على كل حركة يقوم بها بيكهام وتلاحقه عدسات المصورين أينما حل خصوصا عندما يتعلق الأمر بطبع وشم جديد على جسده أكان لزوجته أو لأولاده الأربعة. حتى انه أعطى اسمه لإحدى الأفلام السينمائية "سددها على طريقة بيكهام". لكن سجل بيكهام ليس ممتلئ كحسابه المصرفي، فبعد أن ترك مانشستر يونايتد بعد أن أحرز في صفوفه دوري أبطال أوروبا عام 1999 والدوري المحلي ست مرات، وكأس انكلترا 3 مرات، استمر في حصد الألقاب لكن على وتيرة اقل، فقد توج في صفوف ريال مدريد بطلا للدوري الاسباني، ومع لوس انجليس ليكرز بطلا للدوري الأميركي مرتين، وأخيرا مع باريس سان جرمان. التحق بصفوف ميلان مرتين على سبيل الإعارة عام 2009 و2010، وخاض في صفوف منتخب انكلترا 115 مباراة دولية (اكبر عدد على الصعيد المحلي للاعب ميدان، وثاني أكثر اللاعبين خوضا للمباريات الدولية في بلاده بعد الحارس بيتر شيلتون (125). وكانت لحظة الذروة في منتخب بلاده عندما أدرك التعادل لانكلترا 2-2 في مرمى اليونان في الدقيقة 93 وتحديدا في 6 تشرين الأول/أكتوبر عام 2001 على ملعب اولدترافورد ليحجز بطاقة التأهل إلى مونديال 2002. أما أسوأ لحظة في مسيرته الدولية فكانت عندما طرد في مباراة منتخبه ضد الأرجنتين في الدور الثاني من مونديال فرنسا عام 1998، وإهداره ركلة جزاء ترجيحية في كأس الأمم الأوروبية عام 2004 ضد البرتغال.