بني سوق البلدية المركزي بمدينة عدن في الخمسينيات من القرن الماضي إبان احتلال بريطانيا للشطر الجنوبي من الوطن ويتكون من ثلاثة طوابق، ونتيجة لأزمة السكن الخانقة اضطرت بعض الأسر للسكن على سطحه منذ فترة من الزمن تقارب العشرين عاماً هم في الحقيقة الآن عوائل وأكثر من أسرة واحدة تسكن في البيت الواحد. المبنى الآن حالته سيئة ومنظره الداخلي والخارجي غير مطمئن ومهدد بالسقوط والانهيار لا سمح الله. وعلمنا أنه خصص مبلغ من البنك الدولي لإعادة ترميمه وتحديثه وتعويض الساكنين على سطحه، لكن هناك مشكلة تتمثل بالساكنين الذين قد يرفضون الخروج نتيجة ضآلة مبلغ التعويض. وبما أن السوق والمواقع المحيطة به في منطقة حساسة جداً (قلب مدينة كريتر) نرجو عدم المماطلة والتأخير في ترميمه وإعادة بنائه. حيث سيضم بداخله جميع الباعة المنتشرين خارجه وعلى أطراف الشوارع والطرقات الذين يقومون بتعطيل حركة سير السيارات ومضايقة المارة وإعطاء صورة مشوهة لجمال الشارع والطريق. سوق البلدية هو صورة من صور الآثار في عدن أتمنى إذا بني أو عمل فيه توسعة أو صيانة أن يراعى فيه منظره الجمالي الذي يناسب صورته الحالية وإشراك مهندسين من ذوي الخبرة. هذا السوق ما هو إلاَّ واحد من معالم كثيرة في عدن أهملت وخربت بسبب عدم المبالاة من قبل المسؤولين والمواطنين. كما تزخر عدن بكثير من الأماكن الخدمية والسياحية التي لو دخلها الاهتمام والمتابعة لامتصت الكثير من حالات التذمر والإحباط الذي أصاب الساكنين المحبين لعدن وكل شيء جميل فيها. ومن هذه المواقع الكثيرة: مسبح حقات- ملعب الحبيشي- مكتبة مسواط- الصهاريج- قلعة صيرة- ساحل أبين الذي شوه وجهه بالمباني الخرسانية- عقبة عدن وفتحة البغدة- ساحل جولد مور- الجولات والمتنفسات- المسارح العدنية- معاهد الفنون التراثية التي تعبر عن حبها لعدن- وأيضا فرز النقل الصغيرة والكبيرة بين المديريات والمحافظات والاهتمام بها وتوسعتها والحدائق والملاهي العامة التي تفتح لأبناء عدن مجاناً أو بأسعار رمزية. هيا بنا معاً لإعادة الحب والفرحة والبناء والسعادة الكاملة لعدن وكل من فيها وكل أسواقها ومعالمها وبحارها وفنونها.