مع حلول شهر مايو 2014م يكون قد مر عام كامل على استشهاد أخ وصديق عزيز وأحد أكفا مدراء شركة النفط - فرع عدن .. ذلك هو سهيل عوض سهيل (ليث شبوة وابنها المغوار). لقد عرفت الشهيد سهيل منذ سنوات خلال خدماتنا الطويلة في الفرع.. وعرفت فيه الكثير من قيم عزة النفس والشجاعة والأخلاق والكرم وعرفته أكثر وعن قرب منذ عام 2010م حيث كنا نعمل سوياً في لجنة مسح ودراسة احتياجات القطاع الصناعي والتجاري من الوقود في محافظات (عدن ولحج وأبين) على ضوء قرار مجلس الوزراء حينها كنت مديراً لمبيعات الفرع ومن خلال العمل سويا في تلك اللجنة عرفت في الشهيد سهيل - إلى جانب سجاياه الطيبة وأخلاقه العالية وتمتعه بقدرات إدارية عالية - أنه صائغ قرار في اللحظات الهامة وكان يعمل بعزيمة وإخلاص دون انتظار ثناء أو مصلحة من أحد. كما كان يتمتع بعلاقات واسعة ولديه إمكانات في محاورة وإقناع الآخرين على تحقيق الأهداف التي يؤمن بها.. وفوق كل ذلك فهو رجل تشبع بالحرية واحترام حق الآخرين وقد دفع ثمن قناعاته وتوجهاته السياسية والفكرية دون ندم، حيث ظل لأكثر من خمسة عشر عام تقريباً دون وضع وظيفي يتناسب مع إمكاناته وخبراته العملية.. وهكذا عرفنا شهيد الواجب سهيل. وبعد إنجاز مهمتنا في إطار تلك اللجنة تولدت لدي قناعات كبيرة بضرورة الاستفادة من قدرات وخبرات ذلك الرجل المعطاء في أحد المواقع القيادية في الفرع مما دفعني ذلك إلى إيصاء المدير العام السابق للفرع ( عاتق أحمد علي محسن ) بضرورة الاستفادة منه وترتيب وضعه وتكرم المدير في البدء بترتيب وضعه رئيساً لقسم النقل ثم مديراً لمحطات الفرع ورئيساً للجنة التراخيص والتوكيلات. وقد كان ناجحاً في جميع المناصب الإدارية الذي تولاها وبالطبع كان ذلك النجاح امتداداً لخلفياته وخبراته السابقة حيث سبق له العمل لسنوات طويلة مديراً لمكتب اتصال شبوة ثم بعدها مديراً لمكتب مدير عام شركة النفط فرع عدن خلال فترة سابقة من التسعينات. ولذلك فقد استطاع وفي وقت قياسي منذ توليه مديراً للمحطات ترتيب أوضاع تلك المحطات وإدارتها وصيانتها وتشغيلها بصورة جيدة بعد أن كانت أوضاع الكثير من تلك المحطات متردية وبعضها متوقفة نتيجة الأزمة التي مرت بها البلاد خلال العامين 2011 - 2012م. وبعد تسلمنا قيادة الفرع منذ فبراير 2013م كنا نعمل نحن والشهيد سوياً ونلتقي معظم الأيام لساعات طويلة بعد الظهيرة في مقر نادي النفط لمناقشة مواضيع العمل وحل الكثير من المشكلات حتى ساعة متأخرة من الليل وكان للشهيد الكثير من التطلعات والأفكار الرامية إلى إدارة المحطات بصورة فاعلة ونظراً لإخلاصه وتفانيه كان يعمل منذ الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من الليل حرصاً على تشغيل تلك المحطات في تموين السوق المحلية في محافظة عدن بصورة جيدة وطبيعية. وفي بداية ابريل من عام 2013م وفي خضم الصراع بين شركة النفط ومستأجر منشاة حجيف النفطية بهدف استعادتها بعد انتهاء عقد التأجير في شهر مارس 2013م.. كان شهيد الواجب سهيل أول المدافعين استعادة المنشأة وعن أصول وممتلكات الشركة دون خوف أو مواربة. ففي يوم 1 ابريل من عام 2013م اخترقت إحدى رصاصات الغدر والخيانة جسده الطاهر وهو يؤدي واجبه في الدفاع عن أصول الشركة إلى جانب كل من مدير عام الفرع ومدير الشؤون الفنية ولجنة من الموظفين وأفراد الأمن، حيث وجهت تلك الرصاصة الغادرة من قبل مليشيات مسلحة جلبها المستأجر توفيق عبدالرحيم من خارج المؤسسات الأمنية الرسمية بهدف البسط والاستيلاء على منشأة حجيف لابتزاز الشركة وتحقيق مطالب غير مشروعة. وكان ذلك اليوم يوماً عسيراً علينا ألقى بظلال قاتمة وحزينة ومؤلمة على قلوب وأفئدة كل موظفي فرع الشركة بعدن وموظفي شركة النفط عامة وبعد إصابته تم إسعافه إلى أحد مستشفيات مدينة عدن وبعد أسبوع تم نقله إلى الأردن حيث شاءت الأقدار أن تخطف روحه الطاهرة مفارقاً أسرته وأهله وأصدقاءه وزملاءه في العمل ورغم ذلك سيظل في قلوبنا حيا لن ننساه ما حيينا. وبمناسبة إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده فإننا نعاهده ونعاهد أسرته وأولاده وأقرباءه وكل موظفي الشركة بأننا سنظل نبذل كل مافي وسعنا من جهود وإمكانيات أمام أجهزة القضاء والعدالة حتى نحصل على القصاص العادل من القتلة المجرمين .. كما أننا سنظل أوفياء لرعاية أسرته وأولاده كما لو كان حيا إن شاء الله تعالى. المدير العام لشركة النفط اليمنية ( فرع عدن )