ظلت القضية الجنوبية محور اهتمام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وكان حريصًا على مشاركة الحراك الجنوبي السلمي في العملية السياسية التي تمخض عنها مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وكان مؤتمر الحوار الوطني قد وضع القضية الجنوبية في صلب اهتماماته، كما كان فريق القضية الجنوبية أحد أهم الفرق التي كانت توصياتها قد ارتكز عليها الكثير من المخرجات الأخرى وخاصة فيما يتعلق بشكل الدولة الاتحادية وبنظام الأقاليم الستة. إنَّ هذه المخرجات وما احتوتها من رغبةٍ حقيقيةٍ في حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً تمثل مخرجًا منطقيًا لأزمة استمرت أكثر من عقدين بسبب طريقة إدارة الدولة في الوحدة الاندماجية، وما ترتب عنها من مظالم جسدتها حرب 1994م وتبعاتها. اليوم ونحن نقف على أعتاب ومشارف بناء ملامح وطن جديد يتجاوز كافة الصعاب والمشكلات التي رافقت مسيرته، يظل الالتفاف حول الرئيس هادي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني هو الطريق الصائب والمؤدي إلى بر الأمان. ويبدو هذا الاتجاه قد استوعبه الحراك السلمي الجنوبي وتتضافر الجهود الخيرة في قيادات الحراك السلمي لاستيعاب هذه الحقيقة الناصعة والمتمثلة في حل القضية الجنوبية، ولا يمكن أن يتم؛ إلا في إطار الحوار الوطني الشامل، وفي ظل قيادة فخامة الرئيس هادي الذي لم يدخر جهدًا في إنجاح المؤتمر وخروجه بمخرجات وطنية تستوعب مشكلات الحاضر وتؤسس لمستقبل زاهر. وتأتي في هذا الصدد وفي الذكرى السابعة لتأسيس الحراك الجنوبي يوم 7 / 7 / 2007م دعوة المناضل العميد ناصر النوبة أحد أبرز مؤسسي الحراك السلمي الجنوبي أمس لتأسيس تحالف من كافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي لدعم الرئيس في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، التي دعا فيها كل الجنوبيين في الداخل والخارج إلى المصالحة الجنوبية الشاملة، والانخراط في العملية السياسية التي تجرى في البلاد باعتبارها المخرج الآمن والحل الضامن للقضية الجنوبية. من المفيد أن نردد ما قاله العميد النوبة بأنَّ هذه الدعوة لدعم فخامة الرئيس هادي جاءت ملبيةً للمواقف المبدئية لفخامته، والتي تميَّزت بالاعتدال والحرص على تأمين مسار سفينة الوطن.. والحراك السلمي في قلب هذه المعادلة التي تضمن لليمن مستقبلاً آمنًا وزاهرًا.