واجه عيد الحب في السعودية يوما عصيبا لدرجة أن السلطات منعت بيع الزهور، وهو ما بدا مثل قفزة هائلة إلى الوراء بعد عدت خطوات سعودية إلى الأمام. وفي اليمن انشغل محمد الظاهري هذه المرة عن تغطية يوم الحب بتغطية محاكمة 11 شخصا كان متوقعا أن تتهمهم النيابة بالانتماء إلى تنظيم القاعدة، وهذا ما لم يحدث. ومن الأشياء غير الجيدة أيضا أن تعود إلى المنزل في أول «14 فبراير» بعد زواجك وأنت منشغل عنه حتى بمحاكمة إرهابيين، خصوصا حين تكتشف أن سطح مكتبك الصغير أستبدل «كراكيبك» الكثيرة بهدية جميلة وضعتها زوجتك. ورغم أني لم أجد فرصة لشراء الزهور هذا العام، فإن أبو الفضل الصعدي، وهو أكبر بائعي الزهور في اليمن، أكد بأن اليوم كان جيدا كالعادة. إن هذا الرجل القادم من صعده مثلي يثير إعجابي، فعشقه للزهور جعله ملكها في اليمن دون منازع، وهذا ليس تعصبا. لقد عرفته قبل ثلاث سنوات فقط، ويومها كان يستورد الزهور إلى اليمن من الخارج، وكان الوحيد الذي يقوم بذلك لتغطية السوق اليمنية.إليكم الأكثر إثارة للإعجاب، إنه لم يعد يستورد الزهور، بل يزرعها هنا، ويملك اليوم أكبر مزرعة زهور في اليمن، وربما الوحيدة بعد جفاف مشتل كانت تعتني به الحكومة. ووصف عيد الحب هذا العام بأنه «أكثر من جيد» فقد تمكن من بيع 1500 وردة من ورود الجوري «روز» بالإضافة إلى 800 وردة أخرى استوردها من بيروت لتغطية الطلب. وباع من مزرعته أيضا 1000 قرنفلة، و200 زهرة جربيرا، وأكثر من 200 زهرة مختلفة أخرى.وللأسف أني لم أشتري أيا من هذه الزهور لزوجتي كما كنت أفعل حين كانت ما تزال خطيبتي، وما أتمناه ألا تنظر إلى الأمر من هذه الزاوية. وبما أن ثقافة الزهور ما زالت هنا متواضعة، وربما لأن أسعارها مرتفعة نوعا ما فإن الهدايا الأخر كالتي اشترتها زوجتي هي الأكثر روجا ودلالة على نشاط الحب.أحد الأصدقاء يدير محلا لبيع الهدايا قال بأنهم اشتروا هذا العام بأكثر من مليون ريال هدايا خاصة بالمناسبة، ولن تمر أيا حتى يستنفد معظمها، خصوصا أن تأجيل المناسبات عندنا أمر ممكن. وتلاحظ وجود هذه الهدايا في كل المكتبات ومحال بيع الهدايا هذه الأيام، وحسب صديقي فإن «14 فبراير» هو اليوم الأعلى إيرادا بالنسبة لتجارة الهدايا على الإطلاق. أن عيد الحب كان بحالة جيدة في صنعاء إلا أنه لم يكن كذلك في عاصمة الحب بيروت، لقد كان يوما عربيا مائة بالمائة، وشهد واحدة من صور السياسة العربية ضيقة الأفق. الأكثر غرابة بأن هذه الأعمال القذرة ما زالت أحد عناوين سياساتنا، في الوقت الذي تزعم فيه القيادات العربية أنها قادرة على التغيير دون تدخل واشنطن، إن هذا أخر شيء يمكنني تصديقه. وسأخبركم بشيء آخر. هذه المقالة اعتذار رسمي لزوجتي، وأيضا من أجل أن يخرس صديقي صقر الصنيدي الذي لم يكف عن ترديد «فلنتينو نسي المناسبة هذا العام». وإذا كان لديكم تعليق، يمكنكم إرساله إلى [email protected]