عادة ما تتأفف النفس البشرية من كل أشكال القبح أياً كان مصدره أو نوعه، تلك الطبيعة البشرية دفعت الكثير من الناس للتوقف لا إرادياً عن استكمال قراءة قبح " البلاد" عند السطرين الأولين. ذلك أن الاستمرار في قراءة مقال "قارورة القوارير" الذي حشد فيه الكاتب كل أنواع القبح والنتانة ليصوبهما نحو زميلين عزيزين أشبه بالغوص في مستنقع مليء بالقاذورات. إن صحيفة البلاد وهي تعلن عن صدورها بالعدد التجريبي"صفر" الذي حمل ذلك المقال "الفضيحة" أرادت أن تؤكد لكل منتسبي صاحبة الجلالة وكل القراء أن هويتها مغايرة لكل الإصدارات الصحفية الموجودة حالياً في الساحة. إنها تعلن عن نفسها بقدرات خاصة متميزة عن سواها .. وتتحدى: فهل من مبارز؟!، وفي ذات الوقت تعرف بالقائمين عليها بصفتهم المسوقين لهذا القبح، وفي ذلك أيضاً إثباتاً للحق الفكري والأدبي حتى لا تفكر أي صحيفة أخرى في السطو على حقهم في الابتكار القذر ومنازعتهم ملكية المستنقع. وأجزم مسبقاً أن أحدا من الصحفيين داخل اليمن وخارجه لن يتمكن من مجاراة كاتب المقال في هذا الميدان، بل ولن يجرؤ أحد على مجرد التفكير في خوض المنافسة، ما يعني أن هذه الصحيفة وهيئة تحريرها سيبقون مسيطرين ومتفردين في ميدان القبح. ذلك لأنهم يمتلكون قدرات عالية وإلا لما تمكنوا من كتابة ونشر ذلك المقال الذي أثار اشمئزاز كل الصحفيين والمثقفين والقراء، وأصابهم بالغثيان. الزميلان العزيزان حافظ ورحمة، أنتما أنقى من كل ما كتب ونشر، ولن تتمكن كل قاذورات الصحافة من أن تطال أياً منكما أو تصيبكما برذاذها المشبع بالحقد. إن صحافة كهذه حري بالصحفيين مواجهتها وأن يعلنوا البراءة منها، ولتجف كل الأقلام، وتحرق كل الصحف، إذا كانت كهذه البلاد.