لغابات الأرز التي تظلل رجال حزب الله وقائدهم الأشم أجل الاحترام والتقدير، لذرات التراب التي تقل أقدامهم الطاهرة ألف تحية وسلام، لدقات القلوب المصاحبة للقصف في بيروت كل إعزاز ومساندة، للأرحام التي لاتكل تدفع بالحياة وإن إلى أحضان الموت في جنوبلبنان وغزة أرفع آيات الامتنان للزخم الصامد الداحض لقوى الشر والاستبداد. المجد والخلود للمقاومة الشريفة التي أسقطت بالفعل وبالقول الصادق أسطورة أمريكا وإسرائيل الكذبة الهشة السمجة التي مافتئ العرب يخشونها ويحسبون لها الحساب وهي ليست إلا غثاء مدجج بالسلاح الأرعن الذي أثبت هزالته وضعفه أمام عباد الله الذين إذا أرادوا أراد، إسرائيل الملفقة، إسرائيل الجمع المحتقن كرأس فطر كلما انفجر ملأ الدنيا فطريات، لا تدري بل لاندري من أين وكيف ولماذا أتت؟ إسرائيل الجماعات المختلفة المتباينة البشعة جمعتها الدموية والعنصرية والبهتان وحلم كاذب آن لها وللعالم أن يفيق من ذلك الكابوس. إسرائيل الفقر والبطالة والشح والتمييز العنصري، ستون عاماً من الرعب والحرب والكراهية والقلق، ستون عاماً من الشحناء مع العرب الصامدين لقيام شعبهم المختار والمحتال دون فائدة ترجى. كيف لهذه الدولة الفقاعة أن تستمر رغم كل الأشلاء والجثث والتجاوزات ورغم المساندة البشعة من أمريكا صديقتها اللدودة التي لا غرو أن تدعمها دفاعاً عن نفسها حتى لا تكون هي الدولة الأقبح التي نشأت على إبادات الهنود الحمر واستعباد الزنوج واستحداث وجودها من الحروب مع الدول شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً في الأمريكيتين وخارجهما في كوريا وفيتنام، وصاحبة أبشع اختراع وأشنع تجربة عرفتها البشرية حتى اليوم في هيروشيما وناجازاكي. أمريكا التي تضرم النار والحروب والدسائس هنا وهناك وكأنها إبليس اللعين إن لم يكن هو إحدى قواها ومرتكزات عملها ونشاطاتها، أمريكا اللعينة التي تدخل بيوتنا وعقولنا وأبصارنا وبطوننا لا شك أنها أهش وأضعف من إسرائيل التي كانت تراهن عليها بكل بوارجها وأسلحتها وقواعدها ومعتقلاتها وإجرامها. لقد أثبتت الأيام أنه مهما عتت الإمبراطوريات وطغت فلا بد لها من لحظة تسقط فيها.. لا أعتقد أن إسرائيل وبعد هجرة الملايين أو نزوحهم للهجرة ورعبهم ستستمر، ولا أعتقد أنها وأمريكا ستقدران على الاستمرار في ظل هذه الفضائح البشرية المرعبة وفي سعير ثورة الجماهير الآدمية في كل بقعة من بقاع الأرض، البشر الذين لا تجمعهم سوى أرواحهم الآدمية وضعفهم وقلة حيلتهم، لم تعد هناك أية رهانات عربية أو إسلامية حزب الله زنبقة اليوم الحالم بغد وطني أجمل للبنان الصامد بجباله الشماء التي لا تستطيع إسرائيل بكل قنابلها الانشطارية والفسفورية وما لاندري مما تستخدمه من محرمات أن تنال من ذرة رمل منها وان استوت ومستوى سطح البحر فإنها ستظل في لبنان الجمال العربي الوحيد حلماً وفكرة وطن إنساني مترابط تلتف حوله قلوب وأرواح الأمة العربية والإسلامية شعوباً. العروبة لن تلم شعث روحها اليوم إلا بانتصار لبنان واسترداده كافة أراضية وسلطته عليها كاملة، أما في حالة وصول الأممالمتحدة لقرار بوقف النار ونزول قوات (حضر السلام) وليس حفظ السلام فإنها لن تجد عراقاً ولا صومالاً جديداً وحسب لكنها ستقع في بئر لبنان الذي عرف أبشع حروب القناصة والعصابات والميلشيات فلا أظنها إلا القشة التي ستقصم ظهر المعتدي بأذن الله.. النصر للبنان والسلام على شهدائه وشهدائنا في الأمة العربية والإسلامية كافة، واللعنة على الجبناء خالدة خلودهم في تاريخ الذل السياسي والانحطاط المرير والخزي.