الأحداث والمفارقات لم تتوقف مع انطلاقة تصفيات كأس العالم السبت الماضي في شتى قارات الأرض والتي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي. وكانت ملاعب القارة العجوز (أوروبا) قد شهدت أحداثاً دراماتيكية في اللقاءات التي خاضتها المنتخبات الأوروبية، حيث كان المراقبون والمتابعون لعشاق كرة القدم الأوروبية ينتظرون الإعلان عن أكثر من منتخب للتأهل إلى كأس العالم2010م في جنوب أفريقيا... وهو ما حدث ففي اللقاء الذي جمع الإنجليز بالكروات، قدم فيها اللاعبون الإنجليز درساً في الانتقام، حيث دكوا مرمى كرواتيا بخماسية كانت كافية للرد على الكروات الذين أخرجوهم من تصفيات بطولة أوروبا الأخيرة وأيضاً للإعلان الرسمي عن تأهل وحضور الإنجليز في كأس العالم، وبات المنتخب الثاني الذي لحق بالمنتخب الهولندي كأول المتأهلين عن القارة الأوروبية من الجولة السابقة ومع ذلك فقد استطاع الهولنديون أن يتخطوا أسكتلندا بهدف نظيف، الأمر الذي عزز من صدارة الطاحونة البرتغالية وأنهى آمال الأسكتلنديين بالتأهل إلى كأس العالم نهائياً.. وبهذه النتائج يكون الهولندويون والإنجليز قد ضمنوا التأهل وبرصيد24 نقطة دون أي خسارة جمعوها من الثمان مباريات التي خاضوها في التصفيات، وجاء فوز أسبانيا بطل أوروبا على أستونيا بثلاثية وفوز الطليان بطل كأس العالم على بلغاريا بهدفين بمثابة الخطوة الأخيرة لمرور الأسبان والطليان إلى كأس العام2010م إلى جانب هولندا وإنجلترا.. أما بقية المنتخبات الأوروبية فمازال الصراع على أشده وخصوصاً في المجموعة الرابعة والتي انحصرت فيها المنافسة على الصدارة بين الألمان والروس واللقاء الفاصل بينهما ستشهده الجولة القادمة، وكذلك الأمر مع البرتغال التي جاهدت في الجولات الأخيرة للحاق بركب متصدر المجموعة المنتخب الدنماركي الذي تعثر أمام ألبانيا وخسر نقطتين مهمتين بتعادله وتجمد رصيده عند 19نقطة وقدم خدمة لزملاء رينالدو الذين حققوا المراد بفوزهم على المجر بهدف نظيف تقدم بهم خطوة مهمة للإبقاء على آمالهم بالمنافسة والتأهل مباشرة إذا ما تعثر الدنماركيون في الجولتين المتبقيتين... ولعل أكبر المتضررين في هذه الجولة هو المنتخب الفرنسي وصيف كأس العالم الذي خاض لقاءً مصيرياً أمام متصدر المجموعة صربياً، وعلى أرضها وكان المطلوب الفوز فقط لانعاش آمال التأهل المباشر ولكن ذلك لم يحدث، حيث فوجئ الفرنسيون في أول دقائق المباراة بإعلان الحكم ضربة جزاء وإشهار البطاقة الحمراء في وجه الحارس الفرنسي، لتتقدم صربيا بهدف، وتجاهد فرنسا بنقصها العددي للظفر بنقطة أو على الأقل تخفيف عدد الأهداف في شباكها. وفي الشوط الثاني تمكن تيري هنري، قائد المنتخب الفرنسي، من تسجيل هدف التعادل، لتنتهي المباراة بتعادل إيجابي، ضمنت فيه صربيا خطوة إلى جنوب أفريقيا، وارتضى الفرنسيون بالبقاء انتظاراً لحكم الملحق الأوروبي وإحياء آمالهم بالتأهل من جديد.