صادف أن يتزامن حلول شهر رمضان المبارك بعد انتهاء الموسم الرياضي لكرة القدم في بلادنا، ليسود الصمت ملاعبنا ومسابقاتنا الكروية، إلا من صرخات منتعشة والمحصورة في بعض الملاعب في أمانة العاصمة وعدن التي تغلبت على الصمت وأقامت مسابقات رمضانية تحت مسمى (الدوري الرمضاني)، وهي مسابقات محصورة في ليالي رمضان، والامكانيات والفنية للملاعب المعروف عنها بالقصور والفاقدة للعديد من المزايا، حتى أعمدة الإضاءة وهي الركيزة الأساسية لإقامة مثل هذه المسابقات الرمضانية والفعاليات الكروية، وعلى الرغم ما يشوب الموجود منها من عيوب وقصور في كشافاتها ومحدودية أضاءتها لم تسعف تهالكها الكهرباء التي أصبحت عبئاً عليها لتكرر انقطاع التيار مما أضعف المردود العملي من الدوريات الرمضانية ولولا وجود بعض المؤسسات ذات الطابع الخاص لما تحقق لأيٍّ من هذه الأنشطة النجاح. المعروف بأن اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، وهما الجهتان المشرفتان على النشاط الكروي لا يكترثان لأي شيء على الساحة الكروية طالما وأن المسابقات الموسمية قد أنتهت، فليس هناك ما يدعو لإحياء أنشطة رياضية وشبابية وكروية تكون خارج مدى الدوري الكروي ومسابقات كأس الرئيس وكأس الوحدة، فالجميع بعدها يدخل في بيان شتوي لا يصحون إلا مع بدايات الموسم الرسمي الجديد هذا إذا صحوا مبكرين.. ولذلك يجدون الشباب وعشاق الرياضة وبالذات كرة القدم أنفسهم في شهر رمضان الكريم محرومين من أي وجود كروي، ومحكوم عليهم بقضاء أوقات فراغهم أسرى للقات أو التسكع بالشوارع، وبالإضافة إلى الحرمان من المشاركة بأي نشاط ثقافي أو رياضي داخل الأندية فإن المصير الوحيد لهم هو الشارع أو مقايل القات. والسؤال هنا: لماذا تصمت الساحة الرياضية والكروية داخل ملاعبنا خارج إطار النشاط الرسمي؟ وهل انحصرت مهام الجهات المختصة بالشباب والرياضة على ذلك الواجب الرسمي فقط؟ ولماذا لا تشجع الدولة رجال المال والقطاع الخاص على تفعيل المسابقات الرياضية ورعايتها وبخاصة في الإجازات الصيفية أو في شهر رمضان الكريم؟! الإشكالية الوحيدة لدى رياضتنا اليمنية بأن من يقف على هرم إدارتها لا يرى إلا بعين واحدة لحقيقة الرياضة والتي تقف عند حدود الفعاليات الرسمية للأنشطة والمسابقات والفعاليات الرياضية المحلية، بينما لا ترى في العين الأخرى حاجة الشباب اليمني للرياضة في كل أوقات السنة، فهذا يعني بحسب رؤيتهم فوق الإمكانات وخارج عن الذوق العام.. هكذا للأسف الشديد هي الرؤية القاصرة لإدارة الرياضة والشباب سواء أكانت بإرادة المسئول أم خارج عن إرادته، ولذلك تفتقر الساحة الرياضية في بلادنا إلى بنية رياضية حقيقية من ملاعب وصالات رياضية وغيرها وافتقار ما هو موجود للصيانة والتطوير والتوسعة لاستيعاب أنشطة رياضية جديدة.. فلا عزاء للشباب ولا عزاء للرياضة اليمنية.