رمضان شهر صيام وعبادة.. وهو قبل هذا شهر عمل ونشاط، ويبقى النشاط الشبابي والرياضي هو الغائب الأكبر في هذا الشهر الكريم لأسباب تقيد عادة ضد مجهول!! في سنوات مضت حل علينا شهر رمضان حاملاً معه أجندة عامرة بالأنشطة الشبابية والرياضية اكتسبت طابعاً متميزاً. الإنارة والدوري الكروي زمان عندما لم يكن هناك "صندوق" ولا إمكانيات كان اتحاد الكرة في مقدمة الاتحادات التي تحرص على مواصلة نشاطها في رمضان، لاسيما الدوري العام لكرة القدم رغم معاناته في تلك الأيام من مشكلة إنارة الملاعب ناهيك عن قلة الملاعب نفسها.. أما اليوم فرغم تشييد العديد من الاستادات الرياضية واستكمال ملحقاتها من إنارة وغيرها، ورغم الدعم الكبير الذي يتلقاه اتحاد الكرة لتسيير نشاطه، إلا أن المسابقات الكروية تغط في رمضان في نوم عميق دون أن نجد عذراً واحداً من "مشائخ" الاتحاد!!. جمود شطرنجي اتحاد الشطرنج هو الآخر أصيب بعدوى النوم في رمضان، ولعل الجميع يتذكر كيف كان هذا الاتحاد شعلة من النشاط طوال العام لاسيما في شهر رمضان المبارك، الذي كان يشهد إقامة بطولات نوعية مثل بطولة شهداء السبعين وبطولة كمران وبطولة الوحدة، ناهيك عن بطولات الجمهورية على المستوى الفردي والفرقي للأندية ومنتخبات المحافظات. هبوط الطائرة وكذلك اختفت هذا العام العديد من المسابقات والبطولات الخاصة بلعبة كرة الطائرة التي عادة ما كانت تقام على ملاعب ناديي ضباط الشرطة وضباط القوات المسلحة والأندية، وعلى مستوى العديد من المحافظات وفي مقدمتها محافظة حضرموت. 3 نماذج الاتحادات الثلاثة المذكورة "القدم، الشطرنج، الطائرة" ليست سوى النموذج الأبرز لاتحادات عرفت بنشاطها خلال الشهر الفضيل في سنوات سابقة، ودخلت هذا العام في خانة الركود والإهمال. بداية الموسم المشكلة أن شهر رمضان لهذا العام يتزامن مع شهر أغسطس وسبتمبر أي مع بداية الموسم الرياضي، كما هو حاصل في كل بلدان العالم وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية والتي تشهد نشاطاً رياضياً متميزاً مع بداية الموسم. رحم الله ثقافة الأندية حتى النشاط الثقافي الذي كان الأبرز في شهر رمضان متوقف ومتجمد فلا بطولات للأندية ولا مسابقات ثقافية علمية وأدبية ولا يحزنون. أين الروح الكشفية؟! الأمر كذلك يسحب نفسه على النشاط الكشفي.. حيث كانت جمعية الكشافة والمرشدات تحرص كل عام على إقامة المخيمات الرمضانية على مستوى المفوضيات الكشفية بعموم محافظات الجمهورية وعلى المستوى المركزي في صنعاء، وتتخلل هذه المخيمات مسابقات ثقافية ورياضية وأنشطة تنافسية في المهارات الكشفية وحفلات السمر وغيرها. وهنا نسأل القيادة الجديدة للجمعية لماذا تجمد النشاط الرمضاني وأين ذهبت تصريحاتكم التي أكدتم فيها على إعادة الروح للنشاط الكشفي؟!!. "كلفتة" وفراغ هناك فراغ كبير يعانيه الناشئة والشباب في شهر رمضان المبارك وخصوصا هذا العام لتزامنه مع فترة الإجازة الصيفية، ويفترض على وزارة الشباب والرياضة التي اعتمدت المليارات من موازنتها لإقامة المراكز الصيفية بهدف استغلال وقت الفراغ لدى الشباب فيما يفيد وينفع، ألاَّ تتجاهل الفراغ الذي يعيشه شبابنا في هذا الشهر الفضيل.. على الأقل من باب تعويض "الكلفتة" التي حدثت للمراكز الصيفية هذا العام!!.