إلى جانب آفة تدني التعليم وهشاشته في بلادنا تواجهه هذا العام آفة آخرى هي أنفلونزا الخنازير، والتي بسببها تأجل العام الدراسي قرابة 3أشهر على ما كان معتاداً، فما الإجراءات التي تتخذها المدارس والجهات المعنية لوقاية الطلاب؟ وفي المقابل هل ثمة إجراءات للحد من تدني التعليم وتراجعه؟ هذه الأسئلة وغيرها ما ستجيب عنها "رأي" من خلال الإستطلاع التالي، فإلى الحصيلة: عن الإجراءات التي تتخذها المدارس للحيلولة دون انتشار آفة أنفلونزا الخنازير في أوساط الطلاب الدارسين والتعامل مع أي حالة قبل تفشيها، إضافة إلى تلافي وهشاشة الوضع التعليمي تحدث الأستاذ علي قاسم أحمد البكالي، مدير مدارس22مايو الأهلية، بالقول: "من أجل تلافي أي حالة أنفلونزا نتخذ عدداً من التدابير الصحية الكفيلة بذلك منها: توعية المدرسين والطلاب على السواء بهذا المرض وأعراضه وأساليب الوقاية منه التي تتعلق بالطالب ذاته والمدرس كاستخدام مناديل أثناء العطاس، وغسل اليدين بالماء والصابون، وتجنب الزحام، كما أننا نراعي إيجاد فوارق مناسبة بين كل طالب وآخر، ولدينا طبيب مختص يملك كافة التجهيزات الطبية والأدوية اللازمة للتعامل مع أي حالة يلاحظ عليها مدرس الصف أي مؤشر أو عرض من أعراض هذا المرض أو ما شابهه لإجراء الفحوصات اللازمة لها، والتأكد منها. أما تلافي جمود التعليم وهشاشته فهذا ما نأمل أن نوفق فيه، حيث نقوم بعدد من الإجراءات والتدابير بدءاً من اختيار المدرسين المؤهلين من ذوي الكفاءة ثم المتابعة المستمرة للطالب، واتباع أسلوب التقييم البيني للطالب، والذي تشترك فيه إدارة المدرسة وهيئة التدريس مع الأسرة في تقييم الطالب علمياً وسلوكياً عبر ثلاث مراحل هي التقييم القبلي، وتقييم بيني كل شهر أو فصل دراسي وتقييم بعدي بما يساهم في الارتقاء بمستوى الطالب علمياً وأخلاقياً ودلائل ذلك تظهر من خلال سلوكه، موضحاً بأن الأمراض أياً كانت تأتي وتنتهي خلال فترة محددة، أما ضعف التعليم وتراجعه فداء خبيث يحتاج علاجه إلى زمن وجهود كبيرة ووطنية مخلصة للارتقاء بمستوى التعليم وجودته. الفساد أخطر وهناك من يرى أن المدارس الأهلية أكثر أمناً للطالب وبها تقل فرص انتقال عدوى الأنفلونزا غير إن إمكانية التخلص من هشاشة التعليم تتطلب ضمائر وطنية ورقابة ذاتية من قبل القائمين على التعليم قبل غيرهم، هذا ما تحدثت عنه الأستاذة أمل دحوان، مديرة مدارس صناع الحياة الرائدة، بالقول: "إن آفة أنفلونزا الخنازير أسهل من آفة تدني التعليم، لأن الأمراض تعالج، وسرعان ما تبرز وسائل للوقاية منها، ولكل شخص يلتزم تلك الوسائل وتظهر أدوية لذلك أيضاً، بخلاف فساد التعليم الذي يصعب استئصاله، وإشهاره كعدو على الجميع العمل على الخلاص منه، واستمراره إهداراً للتنمية البشرية والاقتصاد الوطني، وإضاعة لقيمة التعليم والأهداف المتوخاة منه، وأن الحد منه يتطلب رقابة ذاتية ومسؤولية وطنية من قبل المعنيين على التعليم كإدارات مدارس وإدارات تربوية، وأسر وطلاب. مشيرة إلى أن مرض أنفلونزا الخنازير من الصعب انتشاره في المدارس الأهلية بالذات، لقلة عدد الطلاب في الفصول، وزوال الزحام، والرقابة المستمرة من المدرسين لطلابهم، والتوعية المستمرة التي تنفذها إدارات هذه المدارس للطلاب، ومتابعة سلوكياتهم وإضافة إلى وجود عيادة إسعاف لدى أغلب هذه المدارس، ولكنها تتساءل عن حلول وزارة التربية والتعليم لتعويض الفصل الدراسي الأول من العام الذي شارف على النهاية هل ستكون بأشهر إضافية؟؛ أم باختصار المنهج الدراسي أسوة ببعض دول الخليج واختصار أشهر الدراسة بدلاً عن8 أشهر للعام الدراسي؟! موضحة أنهم كإدارة مدرسية استغلوا فترة تأجيل التدريس بدورات تدريبية لتأهيل الكادر التعليمي. متطلبات وعما يجب عمله لإصلاح الوضع المتدني الذي يعانيه التعليم في اليمن تحدث الأستاذ راشد دحوان مدير مدارس الثريا وأحد الإدارات التربوية بأمانة العاصمة بالقول: "من أجل الارتقاء بمخرجات التعليم وتصحيح الوضع يجب أن يدرك الجميع أن الاختيار السليم للمعلم ذو الكفاءة والقدرة هو الأساس، فالتربية والتعليم الرافد الأساسي لكل الجهات طبية أو عسكرية أو إعلامية أو... والدول المتقدمة أول ما بدأت ركزت أهتمامها على التربية باعتبار صلاحها وقوتها صلاح لكل مرافق ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص بمختلف المجالات، وينعكس ذلك على التنمية وفسادها فساد ووباء للجميع، مشيراً إلى أن الارتقاء بالتعليم يتطلب غرس الولاء و حب الله والوطن والعلم لدى العاملين في الحقل التربوي، عندها ستكون المخرجات سليمة ونافعة، وبدون ذلك فلا فائدة من أي تعليم أو عمل وسيعيش الجميع في حلقة مفرغة كما هو الوضع الآن. موضحاً بأن معالجة الأخطاء الحاصلة في التعليم والناجمة عن المدرس تتطلب مراقبة شديدة وفاعلة على الأداء والإتقان فيه، في الوقت ذاته على الجهة المسئولة عن التعليم أن تعطي العاملين في المجال التربوي أجوراً تكفيهم لإعالة أسرهم وتسيير أمورهم الحياتية. أما أنفلونزا الخنازير فاحتياطاتنا موجودة وجاهزة من أجل ذلك، حيث ضاعفنا أعداد الباصات لنقل الطلاب وراعينا التهوية المناسبة وقمنا بعمل غسالات للطلاب على جانب الساحة مزودة بالصابون، والراحة جعلناها3 راحات، كل راحة لفصول معينة تجنباً لزحام الطلاب. الأعراض والوقاية وعن أعراض مرض أنفلونزا الخنازير ووسائل الوقاية منه لاسيما في أوساط طلاب المدراس تحدث الدكتور فيصل الأنسي بالقول: "إن أعراض أنفلونزا الخنازير (H1N1) تشبه إلى حد ما أعراض الزكام، في العطاس المتكرر، والكحة إضافة إلى آلام في العمود الفقري وإسهال حاد وطرش، وأن فيروس H1N1) ) ينتقل عبر الهواء، موضحاً بأن هذا الفيروس لا يستطيع العيش في الهواء أكثر من 3دقائق، وأن وسائل الوقاية منه لاسيما في أوساط طلاب المدارس تتمثل في التهوية المناسبة للفصول الدراسية، والحرص على إيجاد مسافات بين طالب وآخر، وتوعية الطلاب باستخدام منديل عند العطاس أو استخدام أعلى الذراع، وعدم لمس الأنف أو العينين باليد، والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد الذهاب إلى المدرسة، وفي المدرسة إذا أراد الطالب تناول إفطاره أو أي مأكولات يجب عليه اتخاذ التدابير الوقائية الصحية، إضافة إلى تجنب العناق عند السلام، وتجنب الزحام أثناء الراحة، ناهيك عن ممارسة المدرسين التوعية لطلابهم بكل هذه الأمور قبل كل شيء، وملاحظتهم لطلابهم والإبلاغ عن أي حالة يلاحظ المدرس عليها أحد الأعراض السالفة لإجراء الفحص لها، وفي حال إصابة أي حالة يتم نقلها للمستشفى مباشرة وعزلها عن العودة إلى الصف حتى يتم شفاؤها. محدودية التطوير وإذا كانت أنفلونزا الخنازير قد قضت مضاجع الجميع وتسببت في تآخر التعليم إلى10/10/2009م للمرحلة الثانوية و31/10/2009م للمرحلة الأساسية كبداية للعام الدراسي مشوبة بالخوف وقد تتعرض للايقاف في أي وقت عند وجود أي تطورات أو توسع لهذا المرض، لكن فساداً وتردياً للتعليم منذ عقود لم يتم إصلاحه وتلمس مواطن الخلل للحد منها، ومما هو ضروري للإرتقاء بالتعليم والتحصيل العلمي بعد المنهج الموحد، هو التأهيل والتدريب للكادر التدريسي عن مدى الاهتمام بهذا الجانب لاسيما أن المنهج الموحد مبهم يصعب على المدرس ذاته الإلمام به وإجادته ما لم توجد لديه خلفية علمية وثقافية وخبرة كافية، تحدثت الأستاذة سميحة المحفدي مدربة صفوف أولية ومعلمي المواد في مكتب التربية والتعليم بالأمانة بالقول: "إن التدريب للكادر التدريسي يتم للمدارس الحكومية من خلال برنامج متكامل وفق أجزاء ويستمر لمدة36يوماً، أما المدارس الأهلية فإن تدريب كوادرها لا يتم إلا وفق طلب من إدارات هذه المدارس، والتي تختار مواضيع محددة للتدريب وليست كل أجزاء مشروع التدريب للتعليم الأساسي الذي ينفذ في المدارس الحكومية، وخلال فترة وجيزة 3:4أيام، موضحة أن صعوبات التدريب للمعلمات والطلاب عدة أبرزها عدم توفر الوسائل للعرض وعدم الالتزام بمشروع التدريب بكل أجزائه للمعلمات مما يجعل المدرب يحس بوجود حلقة مفقودة لدى المتدربين، وعدم قدرة المتدربين على تحويل ما اكتسبوه من مهارات و معلومات إلى واقع وسلوك، والكثافة الكبيرة في المدارس الحكومية التي تجعل من الصعب إيصال المعلومات إلى كل المتدربين أو التعامل معهم، وتؤكد على أن المدارس الأهلية تحتاج إلى التدريب لكوادرها أكثر من المدراس الحكومية؛ لأن أغلب المدرسين في التعليم الأهلي خريجي ثانوية أو جامعة يفتقدون للخبرة والمهارات، ولم يتلقوا أي دورات سابقة، موضحة بأن الارتقاء بالعملية التعليمية يتطلب تدريب يقبله الجميع ويحولونه إلى واقع ورقابة ذاتية للمدارس والجهات المعنية، أما فيروس التعليم المستشري منذ عشرات السنوات لم يبق مستوى أو نوع من أنواع التعليم إلا أصابه يعرفه الجميع ومن نتائجه مخرجات لا تعي أبجديات الحياة العلمية وسلوكيات وممارسات تنبئ عن ضياع وتراجع التعليم لأسباب تتعلق بالسياسة التربوية والكادر، والمنهج والوسائل، والطالب، والمدرس، والأسرة، وبمناسبة التفاتة الجميع إلى أنفلونزا الخنازير نذكر بالالتفات إلى فساد المؤسسة التربوية وضرورة العمل بجدية على إصلاحها وإنقاذها لأن إنقاذها إنقاذ للمجتمع بكل أطيافه ووضع خطط وآليات تنفيذية لبدء عملية الإصلاح وتحديد المدة الزمنية لذلك.