يا جماعة فيروس أنفلونزا الخنازير خطر حقيقي، ليس في العالم من حولنا فحسب إذا شئنا الدليل، بل أيضاً في بلادنا.. والحالات المكتشفة فقط تجاوز عددها الألف حالة، والوفيات اقتربت من العشرين، والعدوى في المدارس المفتوحة فقط إلى الآن ظهرت في عشر فيها خلال فترة وجيزة.. ونقول إن الاستهتار بهذا الخطر سيقود إلى كارثة في بلد لا تنقصه الكوارث. العجيب بأنه بعد هذه الحقائق التي باتت أسطع من مئة الشمس لايزال بعضهم في الصحف اليمنيةيسوق شائعات وافدة تدفع المواطنين إلى اتخاذ موقف سلبي من الخطر، ولا يبالون بالنصائح والإرشادات الوقائية والعلاجية.. ولو كان لدى هؤلاء أدنى قدرة على التفكير والتدقيق في تلك الشائعات لوجدوا أنها أخبار كاذبة.. شائعات يكذبها العلم وتدحضها الوقائع.. تقول إحدى الشائعات إن فيروس أنفلونزا الخنازير هو مجرد أكذوبة، الغرض منها أن تسوق الشركات الغربية منتجاتها، وأن العلاج الذي تنتجه خطير على الصحة، وأن اللقاحات ضد الفيروس تحتوي على مكونات تستهدف تشكيل الذكاء وخفض نسبة الإنجاب بنسبة ثمانين في المئة.. بل إن شائعة تقول إن الفيروس أنتج صناعياً في مختبرات أمريكية ويهودية لتبرير تسويق تلك اللقاحات. عندما ظهر فيروس الأيدز وكان حينها غامضاً أشاع السوفيتيون أن الفيروس أنتج عمداً في المعامل الكيميائية أو البيولوجية للجيش الأمريكي، وتم بعد ذلك نقله إلى البشر لإبادتهم.. وكانت تلك أكذوبة كشفتها الأيام، والآن ها هي الشائعات تصاحب فيروس أنفلونزا الخنازير وهو فيروس طبيعي وليس صناعياً.. وقد يكون وجود الوباء فرصة للشركات المصنعة للأدوية من اللقاحات لكي تضاعف ثرواتها، لكن هذه الشركات ليست غربية فقط بل من مختلف الدول بما فيها شركات خليجية ومصرية، بل إن شركة الأدوية اليمنية (يدكو) تحاول إنتاج أدوية ولقاحات.. وكيف نصدق شائعات تقول إن الأدوية خطرة، وأن اللقاح يخفض نسبة الإنجاب بينما نحن نعرف أن الفيروس أصبح كارثة في الغرب أولاً وأنتجت تلك الأدوية للغرب الذي يهتم بصحة مواطنيه.. فهل يعقل أن الدول الغربية التي تسعى إلى رفع معدلات الإنجاب ستنتج لمواطنيها لقاحاً يخفض معدلات الإنجاب لديهم؟ إن الصحف في بلادنا يجب عليها أن تفضح تلك الشائعات وأن تحذر المواطنين من تصديقها وتشرح لهم أن تصديقها ومن ثم عدم التعاطي الإيجابي مع الإرشادات والأدوية واللقاحات المكافحة للفيروس سوف يقودنا إلى خطر ووباء أفضح من أي وباء عرفه أجدادنا سنة الجدري وسنة الطاعون وسنة الدودحية.