فيما مضى من الوقت، كان إذا قيل عن "فلان" من الناس أنه "متعلم" سار خبره في الآفاق، وحالفه الحظ والنصيب.. اليوم،، لا "العلم نور" ولا "لميس"!!،، ولا صاحب العلم في سرور ولا سعادة!!.. كان "المتعلم" في أيام زمان رقماً صعباً، وكان تخر له الجبابر ساجدينا (!!).. اليوم: أنت "متعلم"،، إذن، أنت في ورطة!! لم يعد للمتعلم أن يجد الفرص أمامه مثل الأيام الخوالي.. لقد أضحى "المتعلم" عالة على الحكومة والوطن، وصار يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في الخدمة المدنية؛ كونه بتعلمه يبحث عن وظيفة، والوظيفة تعني أجراً، ولا يوجد أجر ولا ثواب لدى الجهات المعنية!! "المتعلم "زمان" إذا كان يحفظ جزء عمَّ فقط ويعرف القراءة والكتابة ومعه شهادة المرحلة الإعدادية، وجد نفسه أحد رجالات الدولة، وربما تبوأ منصباً فخماً لا يصل إليه اليوم أكبر دكتور!! إذا كنت "متعلماً" اليوم، فخيرٌ لك رُبما أن تتعلم لك "شغلة" تنفعك، وتضع أحلامك وطموحاتك جانباً، وإلى أجلٍ غير مسمى!! ولا يعني شيئاً، وبخاصةٍ عندما تقيد "المتعلم" قيود الجنسية العربية؛ فالدول العربية عودت أبناءها "المتعلمين" أن ترمي بهم إلى مجاهل الدنيا.. "التعليم والتعلم" في الوطن العربي الكبير ضرب من الفوضى غير الخلاقة!! "المتعلم" اليوم، "متعلم" لنفسه؛ ليس إلا!! وتنصفه، أو ينتظر قدوم رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يظهر عليه أثر السفر ليأتي ويأخذ بيده إلى مقعده من البرلمان، أو ينتظر الوحي والكرامات لتتنزل على قلوب المسؤولين إيذاناً بنصرٍ من الله وفتح قريب،،، فذلك كُله من قبيل انتظار يسوع المخلص أو المهدي العسكري، أو من قبيل انتظار الساعة؛ فالساعة أدهى وأمر!!.. انتظار ذلك كله إنما هو من قبيل انتظار المجهول؛ فليس "المتعلم" اليوم في دولة عمر بن الخطاب، مثلاً؛ ليبالغ في التفاؤل!!.. وعموماً؛ إذا كنت متعلماً اليوم فجميل؛ وإذا كنت غير متعلم فجميل جداً جداً جداً!!!