دائماً ما يمكن أن يقال إن "الجمل لو طاح كثرت سكاكينه"!!.. ومثل هذا حصل بتداعياته في مسألة عبد الرقيب مرزاح الوصابي.. إن مثله ومثلنا مثل امرأة العزيز وصواحب يوسف إذ أرسلتْ إليهن واعتدتْ لهن مُتكأً.. "فذلكن الذي لُمتُنَّني فيه"!!.. لقد تمكن عبد الرقيب مرزاح الوصابي من أن يُصيبنا في مقتل!!.. وبصرف النظر عن التُهم التي انطبقت به وغالبها متعلق بالسطو والسرقة الأدبية؛ فإنه في حقيقة الأمر قد فضح جزءاً كبيراً من تقصيرنا كأدباء وإنْ كنا غير ملزمين بحفظ علوم الأولين والآخرين.. ما ينبغي لفت الانتباه إليه أن قدراً من النصوص التي يفترض أنه اجتزأها إنما هو مجزوءٌ ممن لم تُنْسبْ إليه في الأصل؛ بمعنى أن ما يشبه أن يكون حكمه لهو مما يتخفى وراء السطور،، "لا تسألني عن شيء حتى أُحْدثَ لك منه ذكرا"!!.. إن مجموعة من الأدباء والمفكرين الكبار سطوا على إبداعات غيرهم ومروا دون حسابٍ.. فهل إذا سرق فينا الشريف تركناه وإذا سرق فينا الضعيف أقمنا عليه الحد؟!!.. شخصياً،، أتمتع بعلاقةٍ وديةٍ مع عبد الرقيب مرزاح على سلبياته وتمادياته، وأثق بقدراته الفائقة وإمكاناته العالية التي لو وظفها كما يجب لتجاوز بها العديدين من ذوي القدرات المحدودة، الذين ما إن سمع بعضهم بقصة ما جرى حتى ذهب ليعتبر نفسه أحد أساطين الثقافة.. إن أخطاء عبد الرقيب لا تعني بالضرورة إيجابيات الباقين.. أعتقد أن علينا مراجعة قراءاتنا من جديد، والاكتراث لزخم المعلومات والمعارف وتدفقها.. لا نريد أن نقول "إنه إذا اختلف اللصوص ظهرت السرقة"!!.. بل نريد أن نحسن الظن بالجميع شريطة أن يكون الجميع على قدرٍ من الاتزان حتى في مسائل تتعلق بالملكية الفكرية.. إننا بقدر ما نُعري أخطاء الأشخاص وسلبياتهم بقدر ما نكتشف كم نكون أحياناً غافلين عن أبسط ما قد يدور في أفلاكنا.. سيكون حرياً بنا أن نتبين ونتفكر ونتثبت قبل أن نصيب صاحبنا بجهالة؛ خاصة وأن ما حصل قد حصل من بين أيدينا ولا يُجدي مزيد الاستعراض الآن،، نحن نوشك أن نحاكم النظام الثقافي في شخص عبد الرقيب مرزاح، الذي يُمثل بقضيته إدانة سافرة وساخرة لأدوار تناوب المثقفون هزالتها فاختفوا بقصدٍ أو بدون قصدٍ بإخفاقاتهم الذريعة!!