افاد شهود عيان الخميس ان اكثر من ثمانين مدنيا قتلوا في غارة نفذتها القوات اليمنية الاربعاء واصابت تجمعا عشوائيا للاجئين شرق حرف سفيان (شمال صنعاء)، فيما اتهمت قيادة التمرد الحوثي الحكومة بارتكاب "مجازر جماعية بحق مدنيين ونازحين ابرياء". وبحسب مصادر قبلية، شيعت جثث الضحايا الخميس في مكان الهجوم ودفنت في مقبرة جماعية بعدما تم جمع الاشلاء من المكان وكانت بعض الجثث مشوهة تماما. وذكرت هذه المصادر ان مئات من اهالي الضحايا شاركوا في التشييع. وكان شهود عيان اكدوا لوكالة فرانس برس ان طائرة تابعة للجيش اليمني استهدفت ظهر الاربعاء لاجئين فارين من المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الزيديين الحوثيين في شمال اليمن كانوا متجمعين في شكل عشوائي تحت الاشجار في منطقة العادي شرق حرف سفيان في محافظة عمران، على مسافة 120 كلم شمال صنعاء. وافاد الشهود ان معظم الضحايا من النساء والاطفال فيما اكد احد الشهود لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان "87 شخصا قتلوا على الاقل". واضافة الى ذلك، افاد مصدر رسمي لم يكشف اسمه ان القصف "استهدف متمردين حوثيين اطلقوا النار من بين النازحين" الا انه لم يؤكد حصيلة الضحايا. وفي وقت لاحق، اكدت مصدر امني يمني على موقع 26 سبتمبر.نت التابع لوزارة الدفاع ان الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في "مزاعم" مقتل اكثر من ثمانين لاجئا مدنيا من دون تأكيد حصول الواقعة الدامية. ونقل الموقع عن مصدر في اللجنة الامنية العليا قوله ان "القيادة اقرت تشكيل لجنة للتحقق من الانباء التي زعمت تعرض عدد من المواطنين لقصف جوي في منطقة العادي بحرف سفيان". ونفى المصدر وجود اي تجمعات للنازحين في تلك المنطقة وقال انها "منطقة عمليات عسكرية وتجمع للعناصر الارهابية التخريبية"، مشيرا الى ان المتمردين دأبوا "في الآونة الاخيرة على منع المواطنين بالقوة عن النزوح الى مناطق آمنة متخذين اياهم دروعا بشرية بهدف الحاق الضرر بهم". وكانت قيادة التمرد الحوثي اصدرت بيانا اشارت فيه الى "سقوط ضحايا بالعشرات وتناثر الجثث عشرات الامتار" جراء غارة القوات اليمنية، واتهمت "السلطة الدموية" بارتكاب "مجزرة جماعية" و"انتقام جماعي" من اللاجئين. من جهتها، افادت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تدافع عن حقوق الانسان ومقرها في نيويورك، ان 87 شخصا غالبيتهم من النساء والاطفال والمسنين قتلوا في غارة للقوات اليمنية، وذلك نقلا عن شهود عيان. وفي بيان اصدرته، دعت المنظمة الحكومة اليمنية الى "اجراء تحقيق بشكل فوري وحيادي لتحديد المسؤوليات" كما دعت الاطراف الى "احترام مبدأ عدم استهداف المدنيين بحسب القانون الدولي". في هذه الاثناء، وزعت قيادة التمرد الحوثي رسالة تحمل تاريخ يوم الثلاثاء موجهة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اكدت فيها رغبتها في الوقف الفوري للنزاع الذي انفجر مجددا في 11 اب/اغسطس الماضي في ما بات يعرف ب"الحرب السادسة" بين الحكومة اليمنية والحوثيين ضمن صراعهم المستمر منذ 2004. وقال القائد الميداني للتمرد عبدالملك الحوثي في الرسالة الصادرة عن مكتبه الاعلامي "نعلن من جانبنا رغبتنا في الوقف الفوري للحرب وبدون شروط واعتماد اسلوب الحوار والتفاوض لحل قضية صعدة"، المحافظة اليمنية الشمالية ومعقل التمرد الزيدي الحوثي. كما اكد ان قيادة التمرد ترحب "بلجان مستقلة تراقب تطبيق وقف اطلاق النار ومتابعة اعمال الاغاثة". وسبق للحكومة ان وضعت ستة شروط لوقف اطلاق النار منها انسحاب المتمردين من المدن وفتح الطرق والنزول من الجبال وتسليم الاسلحة. ودعت الاممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء الى اقامة ممر انساني في منطقة صعدة في شمال اليمن لتقديم المساعدات الى الاف السكان العالقين هناك بسبب معارك تدور بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات اليمنية. وتقدر الاممالمتحدة عدد السكان الذين اجبروا على ترك منازلهم بسبب المعارك بنحو 150 الف شخص منذ 2004 بينهم 55 الفا منذ انطلاق العمليات العسكرية الحالية في 11 اب/اغسطس. وتتهم السلطات اليمنية التمرد الحوثي بانه مدعوم من جهات في ايران في حين يؤكد المتمردون ان السلطات تحظى بمساعدة عسكرية من السعودية المجاورة. ومنذ 2004، اسفرت المواجهات بين السلطة المركزية والمتمردين عن مقتل الاف الاشخاص في صعدة. وتتهم السلطات المتمردين الزيديين، وهم فرع من الشيعة، بالسعي لاعادة حكم الامامة الزيدية الذي اطاح به انقلاب في العام 1962 اعلنت في اعقابه الجمهورية. وتقع معاقل التمرد الزيدي في محافظة صعدة الشمالية المتاخمة للسعودية، والمناطق المحيطة بها.