احتفت سفارة الجمهورية التونسيةبصنعاء صباح اليوم ومركز الدراسات والبحوث اليمني بمئوية الشاعر العربي الكبير أبو القاسم الشابي..في صباحية ثقافية بحضور نخبة من رجال الفكر والأدب والثقافة والإعلام اليمنيين وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإفريقي المعتمدين بصنعاء وأصدقاء تونس، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي. وأكد سفير تونس توفيق جابر في كلمته أن إحياء مئوية الشاعر أبو القاسم الشابي تأتي في إطار الاهتمام المتواصل للرئيس زين العابدين بن علي برجالات تونس وأعلامها، وأبرز في مداخلة بعنوان "أبو القاسم الشابي في مائويته... بين الشعر والانشقاق الفكري" القيمة العالية لشاعر إرادة الحياة في الأدب العربي والعالمي من خلال قصائده التي تنتصر للحياة وللإنسان وللحرية وللحب وللجمال وللمرأة، ومساهمته في نشر الوعي وإحياء الضمائر والمصارحة والنقد والإيمان بالنضال لتغيير الواقع نحو الأفضل المنشود. فيما ألقى المستشار الثقافي لرئيس علي عبد الله صالح، رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح، مداخلة بعنوان "هجائيات الشابي للشعوب الخانعة"، أشار فيها إلى "أن الشاعر الكبير ذا القامة الشعرية الشامخة قد حمل اسم تونس الخضراء إلى جميع الآفاق العربية"، وركز على البصيرة الشعرية المتفردة للشابي من خلال معالجته لمصدر التخلف السياسي والاجتماعي في الشعوب المستسلمة والخانعة. وشهدت الصباحية مداخلات هامة حول شعر الشابي ونثره وحياته وأفكاره لعدد من أساتذة جامعة صنعاء وأعضاء السلك الدبلوماسي الحاضرين، حيث تناول الكلمة كل من الدكتور عبد الواسع الحميري، والدكتور حاتم الصكر، والدكتور أحمد ياسين السليماني، والدكتور حميد العواضي، إضافة إلى السفير الجزائري بصنعاء والملحق الثقافي للسفارة الفلسطينية باليمن. عن الشابي والشاعر الشابي شاعر تونسي من العصر الحديث ولد في الرابع والعشرين من اكتوبر عام 1909. في بلدة الشابة التابعة لمدينة توزر المعروفة في تونس بكثرة العلماء والشعراء. بدأ تعلّمه في "الكتاتيب" وهو في الخامسة من عمره، وأتمّ حفظ القرآن بكامله في سنّ التاسعة. ثم أخذ والده يعلّمه بنفسه أصول العربية ومبادئ العلوم الأخرى حتى بلغ الحادية عشرة. التحق بالزيتونية أقدم جامعة في العالم العربي ومناره العلوم لبلاد المغرب والمشرق (بني الأزهر بعدها ب300 سنة) في 11 أكتوبر 1920 وتخرّج سنة 1928 نائلاً شهادة "التطويع" ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج منها سنة 1930. وتوفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر عام 1934, وتم نحت وجه الشابي على احد الصخور المطلة على مدينة توزر. من قصيدة للشابي إرادة الحياة: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر ولا بدّ لليل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر ومن لم يُعانقه شوق الحياة تبخّر في جوّها واندثر فويلٌ لمن لم تشُقْه الحياة من صفعة العدم المنتصر كذلك قالت لي الكائنات وحدّثني روحها المستتر