احتفى مركز الدراسات والبحوث اليمني بالتعاون مع سفارة جمهورية تونس بصنعاء اليوم بالذكرى المئوية للشاعر ابو القاسم الشابي". وفي الإحتفائية التي حضرها لفيف من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي قال المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح في مداخلة له بعنوان "هجائيات الشابي للشعوب الخانعة": ان الشاعر الكبير صاحب القامة الشعرية الشامخة قد حمل اسم تونس الخضراء إلى جميع الآفاق العربية ومن اقصى الوطن العربي الى اقصاه ". واضاف:" فاستحق الشابي بذلك ان يكون شاعرها المكرس وطنيا وعربياً وان يظل اسمه متألقاً حتى بعد ظهور عشرات من الشعراء التونسيين المبدعين الذين احدثوا في القصيدة العربية متغيرات كثيرة وأسهموا في تحديث شكلها وفي تطوير مضامينها ولكنهم لم يتجاوزوه شهرة وسيرورة وسيظل ذلك شأنه وشأن الكبار الذين يفتحون آفاق المسارات الجديدة في كل مناحي الابداع ". ولفت المقالح الى اهتمام الشابي اللافت علي مصدر التخلف السياسي والاجتماعي في الشعوب المستسلمة والخانعة ، ورؤيته في معالجت هذا الاستسلام ببصيرته الشعرية المتفردة عبر توجيه النقد الصارخ والجارح احيانا الى الشعب. فيما القى السفير التونسي بصنعاء توفيق جابر كلمة اشار نوه فيها الى سيرة المحتفى به، وملامح الوطنيه القومية والحرية في نتاجة الشعري،والتزامه في قصائدة الخالدة، والابعاد الرومانتيكية والرومانسية في قصائده الخالدة .. مستعرضاً بعض من النصوص الشعرية للشابي من ديوان "صلوات في هيكل الحب" وقصائد أخرى أعتبرها بمثابة سلاح المقاومة ضد المستعمر.. وثمن السفير جهود المركز وحرصه في تنظيم هذه الإحتفائية لمئوية ميلاد الشابي الذي غاد الحياة في مقتبل العمر في ال25 من عمره عام 1934م. وتضمنت الإحتفائية قراءات أدبية ونقدية في قصائد ونتاج ابو القاسم الشابي ومسيرته الشعرية والنضالية، شارك بها نخبة من النقاد والمثقفين اليمنيين والعرب، الذين اوصوا في ختام الإحتفائية بإصدار كتاب يظم المداخلات وأوراق المشاركة في هذه الإحتفائية. والشاعر الشابي شاعر تونسي من العصر الحديث ولد في الرابع والعشرين من اكتوبر عام 1909. في بلدة الشابة التابعة لمدينة توزر المعروفة في تونس بكثرة العلماء والشعراء.بدأ تعلّمه في "الكتاتيب" وهو في الخامسة من عمره، وأتمّ حفظ القرآن بكامله في سنّ التاسعة. ثم أخذ والده يعلّمه بنفسه أصول العربية ومبادئ العلوم الأخرى حتى بلغ الحادية عشرة. التحق بالزيتونية أقدم جامعة في العالم العربي ومناره العلوم لبلاد المغرب والمشرق (بني الأزهر بعدها ب300 سنة) في 11 أكتوبر 1920 وتخرّج سنة 1928 نائلاً شهادة "التطويع" ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج منها سنة 1930.وتوفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر عام 1934, وتم نحت وجه الشابي على احد الصخور المطلة على مدينة توزر. سبا