نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مقالاً لآرون ديفيد ميلر، الخبير الأمريكي في شؤون المفاوضات ونائب رئيس مركز "وودرو ويلسون" الدولي للباحثين والسياسة العامة، تكلم عن المقارنة والمعايير المزدوجة في حرب إسرائيل في غزة وحرب التحالف بقيادة السعودية في اليمن. وقال الخبير الأمريكي، من الملحوظ أن التحالف بقيادة السعودية، كثف ضرباته الجوية هذا الأسبوع على المباني الحكومية والأحياء السكنية في العاصمة اليمنية والتي قتل فيها العشرات من المدنيين. وأشار إلى أنه مقارنة بردود الفعل على الأعمال الإسرائيلية في غزة، يتجاهل المجتمع الدولي، بما في ذلك الولاياتالمتحدة إلى حد كبير، الحملة التي تقودها السعودية في اليمن، والخسائر في صفوف المدنيين وقصفها المناطق الحضرية والمكتظة بالسكان. وأضاف آرون ديفيد ميلر، أن الضربات السعودية اتسمت بعدم الكفاءة، إن لم تكن استهدافاً متعمداً للمنازل والأسواق والمستشفيات، ومخيمات اللاجئين، ومن بينها، كما ذكرت اليونيسيف الأسبوع الماضي، أن غارة جوية استهدفت مصنعاً لتعبئة المياه في شمال اليمن. وتابع: خلال الصراع بين حماس وإسرائيل في غزة الصيف الماضي، قتلت إسرائيل ما يقدر ب 2100 فلسطيني. وقالت الحكومة الاسرائيلية إن 750 إلى 1000 من الذين قتلوا كانوا من مقاتلي حماس. بالمقابل، منذ شهر مارس من هذا العام، تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن الغارات الجوية السعودية في اليمن أدت إلى مقتل أكثر من 2000 مدني وجرح 4000 آخرين، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي. وبالرغم كانت هناك عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار، ولكن الحملة العسكرية استمرت بالقصف. ولفت أنه على الرغم من تقدم التحالف السعودي في مدينة عدن ومناطق جنوبية أخرى، لكن ذلك جاء مع تدمير أحياء بأكملها ومواقع تاريخية ومقتل الأبرياء. وأورد الخبير الأمريكي عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الحملة السعودية، خلقت أزمة إنسانية في أفقر دولة عربية في المنطقة، حيث نحو 21 مليون شخص (ما يقرب من 80٪ من سكان اليمن) بحاجة إلى المساعدة الماسة. وقال آرون ديفيد ميلر: مقارنة بحرب غزة، استطاع الإسرائيليون تحقيق أهدافهم في 50 يوماً، لكن التحالف الذي تقوده السعودية لم يستطع أن يهزم الحوثيين في 6 أشهر، ويبدو أنه ليس في عجلة من أمره لوقف المحاولة. حيث قال المتحدث باسم التحالف في يونيو الماضي: "لا ينبغي أن نكون في عجلة من أمرنا" وأشار إلى أن تشكيل الحكومة المستقرة في أفغانستان استغرق من الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي أكثر من عقد من الزمان. ولفت أنه في الأسبوع الماضي، دعا رئيس مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، وهو أردني، إلى إجراء تحقيق مستقل بالانتهاكات على المدنيين اليمنيين. لكن ذلك مجرد "بطاطة صغيرة"، مقارنة بالانتقادات الدولية المكثفة ومن قبل الأممالمتحدة على الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة واتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب متعمدة ضد المدنيين. مضيفاً في الوقت نفسه: "عندما يتعلق الأمر باليمن، لم تكن هناك أي جهود لاتخاذ إجراءات ضد المملكة العربية السعودية أو تقديمها للمحكمة الجنائية الدولية، كما لم يدعو المجتمع الدولي أو الأممالمتحدة إلى المقاطعة أو سحب الاستثمارات من السعودية، كما لم يتخذ أي قرار من قبل مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة ضد السعودية في ارتكابها الجرائم ضد المدنيين".