قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون * انما حرم عليكم الميته والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله...)((71)) وقال تعالى: (فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمه الله ان كنتم اياه تعبدون * انما حرم عليكم الميته والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله ...)((72)) عندما تقرر ان يكون غداءك مكونا من الدجاج فانك ولاشك تذهب الى بائع الدجاج لتنتقي اكبرها وقد تفاصل البائع عن سعرها ولكن هل خطر على بال احدكم انه قد يأكل ميتة مع كل وجبة دجاج ! مانع جزار شاب اعترف انه كثيرا ما ينسى ان يذكر اسم الله على الذبيحة معللا ذلك بضعط العمل بينما اكد اخر عندما لاحظت ايضا انه لايذكر اسم الله عند الذبح قال انه يكبر في نفسه ولاادري مالذي يمنعه من رفع صوته بالتسمية والتكبير. وقفت مليا بجانب محل اخر لبيع الدجاج ولكني لاحظت انه يسمي ويكبر على كل دجاجة يذبحها فسألته الا ينسى فأجاب الطويل وهو الاسم الذي ينادونه به انه لاينسى ابدا لان هذه امانة .. وتساءلت هل تعبتر دجاجتنا ميتة في حال لم يسم الذابح على الدجاجة عند الذبح ؟؟ ولماذااهتم الاسلام بهذه الجزئية وما الحكمة منها ..ليتضح لي ان الإسلام عني بوضع الأحكام الشرعية التي تنظم عملية الذبح للحيوانات التي يحل أكل لحومها ، لما لعملية الذبح من تأثير كبير على صحة وسلامة هذه اللحوم ، وما ينتج عن ذلك من تأثير كبير على صحة الإنسان ، ولقد حققت الشريعة الإسلامية سبقا حضاريا بفرض الذكاة الشرعية على ما يحل أكله من الحيوانات (كالخراف ،والبقر ن والإبل) ، وبوضع العديد من الآداب والأحكام الشرعية أثناء عملية الذبح. : ومن اهم تلك الامور التقيد بالذكاة الشرعية ، وهي ذبح الحيوان أو نحره بقطع حلقومه (مجرى النفس) أو مريئه (مجرى الطعام والشراب من الحلق) وينطبق ذلك على كل حيوان يحل أكله ما عدا السمك والجراد. وتكمن اهمية الذكاة في تسهيل خروج وتدفق الدم من داخل جسم الحيوان، حيث يحمل الدم داخل الجسم العديد من المركبات السامة مثل المركبات النيتروجينية (اليوريا وحمض البول والأمونيا) وغاز ثاني أكسيد الكربون ، بالاضافة إلى أنه ناقل لبعض السموم من الأمعاء إلى الكبد ، والتي قد يؤدي تناولها إلى الإضرار بصحة الإنسان وتسبيب الأمراض له. أن يذكر اسم الله سبحانه وتعالى على الحيوان المراد تذكيته ، لقوله تعالى : فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم إياه تعبدون الانعام (118)، وقوله جل وعلا: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق الأنعام (121). أن تكون الأداة المستخدمة في ذبح الحيوان حادة حتى تتم عملية الذبح بسرعة وسهولة، ولكي تقل معاناة الحيوان أثناء الذبح ، ويعد هذا الأمر سبقا حضاريا آخر في مجال التعامل مع الحيوان والرفق به وعدم تعذيبه ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدم شفرته وليرح ذبيحته" رواه مسلم عن شداد بن أوس. وفي الحث على إراحة الحيوان قبل ذبحه حكمة جليلة أظهرتها الدراسات العلمية الحديثة ، إذ أن إراحة الحيوان قبل الذبح أمر ضروري للحصول على لحم ذي طعم مستساغ، حيث يتحول الجلايكوجين الوجود في العضلات بعد ذبح الحيوان إلى حامض اللاكتيك (حامض اللبن) والذي يقوم بدور حافظ للحم ، وكذلك يعمل على تطرية اللحم حيث يقوم هذا الحامض خلال فترة تعليق الحيوان بتغيير طبيعة البروتين في اللحم مما يعمل على تطريته، وفي حال تعرض الحيوان للإجهاد قبل الذبح فإن ذلك سيؤدي إلى استنفاد كمية الجلايكوجين ، ومن ثم التقليل من تكون حامض اللاكتيك بدرجة كبيرة فلا تتم عملية التطرية بشكل جيد. اننا نعيش في ظل دين عظيم شرع لنا من الامور التي تظمن لنا حياة هانئة مستقرة وصحية وما علينا الى تتبع منهاجه وتحريه وتذكير من يقومون على غذائنا مثل من يقومون على ذبائحنا بآداب التذكية (الذبح )في الإسلام لنظمن وجبه شرعية لله وصحية في أجسامنا . الطريقة الإسلامية وأكدت دراسة بجامعة هانوفر في ألمانيا ان الطريقة الإسلامية هي افظل الطرق للذبح من الناحية الصحية وانها ستصبح هي السائدة علميا . منوهه الى مخاطر وأضرار الذبح بالطرق غير السليمة مثل التخدير أو الضرب على الرأس او قطع المفاصل او الصعق الكهربائي . وتفيد الدراسات ان الذبح بالطريقة الإسلامية يكسب اللحوم مذاقا مميزا ويجعلها اكثر نظافة وسلامة وخلو من الأمراض الميكروبات والأجسام الضارة التي تحويها الدماء والمخلفات الداخلية للذبائح .