تحتفل بلادنا مع سائر بلدان العالم غدا الخميس باليوم العالمي لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) تحت شعار (تحالف في وجه الايدز .. كلنا مسؤول)، ووسط تجدد التحذيرات من حدوث زيادة كبيرة في ضحايا الفيروس بعد ان حصد اكثر من ثلاثة ملايين شخص هذا العام من بينهم 570 الف طفل، وهو عدد يتجاوز بكثير العدد الاجمالي للقتلى في جميع الكوارث الطبيعية منذ كارثة موجات المد العاتية في ديسمبر الماضي وفقا لتقرير منظمة الاممالمتحدة. وذكر التقرير السنوي لمنظمة الاممالمتحدة لمكافحة فيروس الايدز لعام 2005م الذي يصدر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ان نحو خمسة ملايين شخص في العالم أصيبوا في عام 2005 بفيروس اتش.اي.في المسبب للايدز فيما يمثل واحدا من أكبر القفزات منذ الاعلان عن أول حالة عام 1981 . وبهذا يصل عدد الحاملين للفيروس ممن هم على قيد الحياة الى مستوى قياسي بلغ 40.3 مليون نسمة. وقال برنامج الاممالمتحدة المعني بمكافحة مرض الايدز في تقريره السنوي ان مما ساهم في حدوث 4.9 مليون اصابة جديدة بفيروس الايدز استمرار تفشي المرض في افريقيا جنوب الصحراء وزيادة العدد في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية. وحذر البرنامج من ان مكافحة هذا المرض لا تزال أقل بكثير مما تتطلبه الجهود اللازمة للوقاية منه مشيرا الى أن نحو 14 الف شخص يصابون يوميا بفيروس الايدز، بينهم نحو ألفي طفل دون سن الخامسة عشرة. وفي اليمن اعلنت الدكتورة فوزية غرامة مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة العامة والسكان عن اكتشاف 121 حالة جديدة مصابة بفيروس نقص المناعة الإيدز خلال النصف الاول من العام الجاري 2005م.. مشيرة الى أن 48% من الحالات المذكورة وصلت إلى مرحلة الإيدز بينما بقية الحالات لا تزال من الحالات الحاملة للفيروس والتي لم تصل بعد إلى مرحلة ظهور الأعراض. وأحتلت أمانة العاصمة المرتبة الأولى في عدد الحالات المصابة بهذا الفيروس حيث بلغ عدد الحالات المكتشفة فيها خلال الفترة المذكورة 40 حالة تليها محافظة تعز بعدد 13 حالة ثم محافظة عدن 11 حالة ومحافظة أبين 11 حالة ومحافظة حجة 7 حالات ولحج 5 وذمار 3 وشبوة 2 والمحويت 2 بينما توزعت بقية الحالات على بقية المحافظات الأخرى. وبهذا العدد يكون اجمالي الحالات المسجلة في اليمن منذ اكتشاف اول حالة عام 1987م قد وصل الى 1714 حالة ليمنيين وغير يمنيين. ويرى المختصين أن ما يزيد من تعقيد هذا المرض في اليمن هو خصوصية المجتمع اليمني وعاداته وتقاليده التي تمنع الفحص الدوري والابلاغ عن حالات الاصابة خاصة وان الحالات المكتشفة حتى الان تمت عن طريق المصادفة البحته وهو ما يؤكد "وجود عدد كبير من الحالات المختبئة ". ورغم ان اليمن ما تزال من الدول ذات معدل الانتشار المنخفض بالوباء مما يجعل من وضعها افضل من الكثير من البلدان حسب التقديرات ، الا أن زيادة دخول اللاجئين من دول القرن الافريقي بطرق غير شرعية ومنظمة مع وجود 60% من حالات الايدز في هذه الدول ، يزيد من مخاوف انتشار المرض خاصة وان تنقلهم بحرية في المجتمع، وعدم التزامهم بقوانين اللجوء داخل المخيمات يجعلهم ناشرين للمرض، حيث تفيد الاحصاءات أن هناك (650) ألف لاجئ من عدة جنسيات أفريقية في اليمن فيما يتسلل 14 الف لاجئ سنويا إلى داخل اليمن بطريقة غير شرعية حسب التقديرات. وعلى ضوء ذلك تتزايد الدعوات المحذرة من خطورة هذا الوضع ومضاعفاته،ويطالب المهتمين بتفعيل الجهود من قبل الدولة واستحداث محاجر صحية في المنافذ البرية والبحرية والجوية . وهو ما دفع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز الى اعتزام البدء في تنفيذ خطة لمواجهة المرض الذي يحمله الأشخاص المتسللين من القرن الإفريقي إلى اليمن بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة. وتتضمن الخطة إخضاع كافة المتسللين الذين يتم ضبطهم للفحص الطبي قبل ترحيلهم إلى معسكرات اللاجئين وكذا القيام بحملة فحص شاملة في معسكرات اللاجئين وترحيل المصابين منهم بالإيدز والذين يشكلون مشكلة ثقيلة والمصدر الأول لوباء الإيدز في اليمن . كما وقعت مع الصندوق العالمي لمكافحة أمراض السل والايدز والملاريااتفاقية لدعم مكافحة مرض الايدز في اليمن يقدم بموجبها الصندوق مبلغ 14 مليون دولار أمريكي لمكافحة مرض الايدز في اليمن ومدة الاتفاقية خمس سنوات . وتسعى اليمن بجدية إلى مجابهة مرض الإيدز القاتل وتبنت عدد من البرامج المحلية للتعريف بمرض (الإيدز) والأمراض المنقولة جنسياً والحقائق المتصلة بهذه الأمراض بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية ومنها وزارة الاوقاف والارشاد لتدريب خطباء المساجد وتوعية الحلاقين ومحلات الكوافير والكوادر الصحية بمخاطر المرض وآثاره الضارة والقاتلة وما يجب عليهم عمله لتجنيب المتعاملين معهم انتقال العدوى إليهم اضافة الى برامج توعوية عبر وسائل الاعلام المختلفة. واشارت الرسالة الصادرة عن مركز اعلام الاممالمتحدة اليوم بمناسبة اليوم العالمي للايدز الى ان العالم احرز خلال العقد الماضي تقدما كبيرا في مجال مكافحة الايدز فهناك اليوم ما يناهز 8 بلايين دولار سنويا لجهود مكافحة الايدز في البلدان النامية مقابل 300 مليون دولار قبل عقد من الان. واوضحت الرسالة ان قادة العالم تعهدوا في القمة العالمية بالاممالمتحدة بالتنفيذ الكامل لاعلان الالتزام بشان فيروس نقص المناعة البشرية المعتمد عام 2001م عن طريق تعزيز جهود الوقاية والعلاج والرعاية والدعم. ونوهت الى انه لبلوغ الهدف الانمائي للالفية المتمثل في وقف انتشار الايدز والبدء في دحره بحلول عام 2015م يتطلب القيام باكثر مما قمنا به.