تعتبر الطفولة مفتتح وبداية لكل الآمال الكبيرة والعظيمة، والأطفال الموهوبين هم أداة الإبداع والتغيير، وتعاطيهم مع الفنون على اختلافها ، يعد ضرورة لابد من توظيفها مهما اختلفت الطرائق إليها. مها ناجي صلاح - رئيسة "مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع " تحترم عقل الطفل، بل تثق بقدراته في استيعاب التحولات ، ومواجهة المتغيرات وتحقيق التفرد كما تقول. على سفينتها رأت (مها) أن تبحر بالأطفال عبر منشاة عملت على تأسيسها ..ولأنها تهوى الانطلاق بمشروعها دون توقف أطلقت عليها "مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع " . بتصريح من وزارة الثقافة ومن ثم وزارة الشئون الاجتماعية أخذت (مها) في الخطوات الأولى لتأسيس مشروعها عام 2002وهو العام الذي شهد الإعلان عن هذه المؤسسة .. مؤكدة بتلك التسمية (إبحار) عشقها البحر.." لأنه عصياً على الإحاطة والاحتواء ومتجدداً يلفظ كل ما هو ميت، وليس له روح , ولرغبتي في المضي نحو العمق ،وتجاوز الماضي الميت، بجناح مشرع لاحتضان الواقع واستشراف المستقبل ". تعتبر (مها) إشكاليات العمل في مجال الطفولة متعددة ومترابطة ومتشابكة .. وتعزو هذه الاشكاليات إلى البيئة غير المشجعة على التعاطي مع الفن الذي اعتمدته اساسا في برامج عمل المؤسسة " باعتبار الفن يؤتي اكله في الخطاب التقويمي والتربوي والتهذيبي مع سلوك الطفل! ".. تقول (مها): " وتلك الاشكاليات تمثل عائق امام تهذيب وتقويم ثقافة الطفل وتحسين مستوى ابداعه ومهمتنا العمل على تذويب تلك المعوقات والاشكاليات ومحاولة الانتصار عليها من خلال جملة من الجهود لا نالوا من خلالها في سبيل تحقيق اقصى مستوى نجاح ممكن على مستويات تقويم سلوك الطفل وتعزيز فكره وتشغيل عقله وتغذيته بالمضامين الإنسانية العالية . وتذكر (مها) ضمن إشكاليات ثقافة الطفل .. "التهميش الذي تلقاه الفنون بشكل واضح من قبل المؤسسات الرسمية والمنظمات المانحة ،على الرغم من الأسلوب السلس والخطاب القويم والراقي الذي تتضمنه الفنون التي نبتغي من خلالها ايصال رسالتنا واداء مهمتنا " . وعلى الرغم من تلك الاشكاليات والمعوقات .. تُلحَّ على (مها) أحلام عديدة منها : إصدار مسرحي موجه للطفل، ومجلة معنية بالأطفال في سن معنية وفق اساليب ومضامين وحرفية مهنية عالية .. تتوقع أنها إذا ما نجحت في تحقيقها فأنها بذلك ستحقق نوع من التنمية والمغايرة على مستوى نشاط المؤسسة فضلا عن برنامج تدريبي متنوع طويل يمكن الأطفال من التعبير عن انفسهم، والتنفيس عن همومهم ورسم تطلعاتهم ،ومواجهة القادم بثقة وتفاؤل! ". تتفاوت مشاريع " مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع" بهدف تحقيق التنمية الثقافية والاجتماعية عبر الفن،وتهدف في نظامها الأساسي إلى التوعية بحقوق الطفل وقضايا البيئة ،وتقديمها للطفل بلغة الفن ،كما تسعى لخلق هوية ثقافية خاصة بالطفل اليمني الموهوب ،وتمكينه من امتلاك مهارات في مجال الإبداع المختلفة ،بإشراف طاقم إداري يضم محترفين في مجالات الإبداع المختلفة : رسم ,مسرح ,قصة ..وغيرها من الفنون الإبداعية. تميزت برامج المؤسسة بمخاطبة الطفل بشكل دقيق ،والتفاعل مع المنتج دون التلقين من ضمن تلك المشاريع (أناملنا الصغيرة ستصل أيضا -ورشة رسم ،الأطفال يشكلون الغد-توعية بئية وحقوقية ،سواسية نصنع المستقبل- ورشة عمل على الفخار ،أطفال التكنولوجيا-ورشة على تقنية الكمبيوتر ،مشروع الفلكس وتصميم الإعلانات ، مشروع مسرح الدمى المتحركة ، بالإضافة إلى مشروع ثقافي متكامل (رسم -قصة-شعر-مسرح -قضايا الطفل ) ومجمل تلك المشاريع تستهدف الأطفال من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية بمشاركة للأحداث وأطفال الشوارع والمهمشين والمعاقين . سبأنت