كشفت الدراسات التي أنجزتها هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية منذ تأسيسها بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 1990 عن احتياطيات ضخمة من التمعدنات ذات المؤشرات الإيجابية الأولية القابلة للاستخراج ، بما في ذلك بعض العناصر النادرة، فضلا عن الصخور الإنشائية والصناعية التي تزخر بها الأرض اليمنية . ويأتي في مقدمة تلك الاكتشافات، تمعدنات الذهب والفضة والزنك والنحاس، بالإضافة إلى الرصاص والكوبلت والبلاتين وغيرها من التمعدنات الأخرى ذات الأهمية الحيوية في رفد عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وبحسب هيئة المساحة الجيولوجية، التي نفذت خلال الفترة 1996 – 2005 مسوحات جيولوجية على مساحة تجاوزت ألف كيلو متر مربع في العديد من محافظات الجمهورية، فإن الاحتياطي المكتشف من خام الذهب يصل إلى أكثر من 16 مليون و 678 ألف طن، يتركز في وادي مدن بمحافظة حضرموت ومنطقة الحارقة بمحافظة حجة. وفيما يقدر احتياطي الذهب في منطقة الحارقة حوالي 16 مليون طن بدرجة تركيز 65ر1 جرام ذهب لكل طن ، فإن احتياطي وادي مدن يصل إلى 678 طنا بدرجة تركيز تبلغ 15 جرام ذهب لكل طن و 11 جرام فضة لكل طن. و يتوقع أن يصل احتياطي الذهب في موقع الحارقة إلى 40 مليون طن . كما كشفت تلك الدراسات، عن مخزون كبير من تمعدنات الزنك والرصاص والفضة في منطقة الجبلي بنهم بمحافظة صنعاء يقدر ب(6ر12) مليون طن, بدرجة 9ر8 بالمائة زنك و2ر1 بالمائة رصاص و68 جرام لكل طن فضة. وفيما تقدر احتياطيات تمعدنات النحاس والكوبلت ومجموعة عناصر البلاتينيوم في منطقة الحامورة بمحافظة تعز بحوالي 1ر4 ملايين طن، فإن احتياطيات تمعدنات الحديد والتيتانيوم في منطقة مكيراس بمحافظة أبين، وفي مناطق صباح وشعب الري والماجل بمحافظة البيضاء, تقدر بحوالي 860 مليون طن بدرجة تركيز 55ر15 بالمائة حديد و3ر5 بالمائة أكسيد تيتانيوم و14ر3 بالمائة أكسيد فسفور و02ر0 بالمائة أكسيد الفاناديوم. وتعكف هيئة المساحة الجيولوجية حاليا على إعداد خارطة معدنية ميتالوجينية للجمهورية اليمنية، سيتم إسقاط مواقع جميع الخامات المعدنية المكتشفة حتى الآن عليها . وفيما يتعلق بالصخور الصناعية والإنشائية، التي يعتد بكمياتها كمقياس للتقدم الاقتصادي في الدول النامية , فقد أثبتت الدراسات والمشاريع الاستكشافية المنفذة خلال الفترة 1995 – 2005 ، أن هناك احتياطيا هائلا تختزنه الأرض اليمنية من تلك الصخور. وكشفت 24 دراسة في العديد من المحافظات ، عن أكثر من /22/ صنفا من الصخور الصناعية والإنشائية، في مقدمتها الحجر الجيري والدولميت الداخل في صناعة الزجاج , الإسمنت , الأصباغ , السراميك وغيرها من الصناعات الأخرى . و يقدر الاحتياطي المكتشف من الحجر الجيري والدولميت بحوالي 5ر13 مليار مترا مكعبا في محافظات صنعاء , تعز,, الحديدة , مأرب , ابين , عمران , حضرموت , شبوة، فضلا عن 6ر1 مليار متر مكعب من أحجار الجرانيت والجابور في محافظات صعده , مأرب , البيضاء , الحديدة , تعز, وأبين . وفيما تقدر احتياطيات اليمن من الرخام المكتشف في محافظات تعز , حجة , مأرب , بين , صنعاء ، والذي يستخدم للزينة والبناء وغيرها ، بأكثر من مليار متر مكعب، فإن كميات احتياطي الفلسبار، الذي يستخدم في صناعة الزجاج والسيراميك والخزف والمطاط والصابون والطلاء وغيرها من الصناعات، تقدر بأكثر من 23 مليون متر مكعب في محافظتي حجةوأبين , فضلا عن 75 مليون متر مكعب من الزيولايت، الذي يدخل في صناعة المنظفات والصابون والورق وغيرها من الصناعات، في محافظات تعز ، اب , وذمار، وحوالي 13 مليون متر مكعب من خام الكوارتز، الذي يدخل في صناعة البصريات والأجهزة الكهربائية وغيرها , كما يوجد 391 مليون طن من الجبس الداخل في صناعة الاسمنت , الزجاج , اغراض طبية و في اعمال الزخرفة والديكور, وكمية كبيرة من رمال الزجاج (رمال السليكا) الداخل في صناعة الزجاج , الحراريات , الاسمنت , السيراميك , الطلاء ومواد الصقل تقدر بأكثر من (6) مليار مترا مكعبا وأكثر من (105) مليون طن من الرمال السوداء المستخدمة في صناعة هياكل الطائرات , الاصباغ , السيراميك ,الحراريات ومن البازلت المستخدم كحجر بناء , رصف السكك الحديدة , الدروع الاسمنتية والانابيب تملك اليمن أكثر من 121 متر مكعب . ويقدر الاحتياطي الاولي من الخبث البركاني (الاسكوريا) المستخدم في صناعة الاسمنت , انتاج الخرسانة خفيفة الوزن , رصف الطرق , عازل صوتي حوالي (613) مليون مترا مكعبا بالاضافة الى اكثر من (353) مليون متر مكعب من الزجاج البركاني (البرليت) المستخدم كعوازل حرارية و تحسين التربة , صناعة المنظفات , المطاط الاصماغ والدهانات و (345) مليون مترا مكعبا من التف والانجنمبرايت المستخدم كأحجار بناء وزينه وصناعة الاسمدة والمنظفات والصابون وتنقية المياة , و (4) مليون مترا مكعبا من الكاؤولين المستخدم في صناعة السراميك ,الورق , البلاستيك , مواد الطلاء , المطاط ومن الفلورايت الداخل في صناعة حمض الفلورايك المستخدم في تنظيف الفولاذ و ازالة الطلاء ومعالجة اليورانيوم هناك (720) الف متر مكعب . بالإضافة إلى ذلك هناك كميات احتياطية كبيرة من الملح الصخري الداخل في صناعة ملح الطعام , الزجاج , الصابون ,الدباغة والصودا الكاوية تقدر ب(365) مليون مترا مكعبا وكميات كبيرة من التلك المستخدم في صناعة الورق , الطلاء , مستحضرات التجميل وغيرها واكثر من (500) الف متر مكعب من الترافرتين المستخدم كأحجار بناء و وزينة , صناعة البلاط . ونتيجة لأعمال الترويج لفرص الاستثمار في مجال الثروة المعدنية الفلزية واللافلزية والصخور الصناعية والإنشائية التي نفذتها هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية ، تم خلال الفترة الماضية استقطاب العديد من الشركات العالمية التي تعمل حاليا في مناطق عدة من البلاد. ومن بين تلك الشركات: شركة ميناركو الانجلو أمريكية، والتي منحت ترخيصا في عام 1996 م لدراسة وتعدين خامات الرصاص والزنك والفضة في منطقة نهم شرق صنعاء ، والتي تم تسليمها في عام 1998 لشركة زنك أوكس البريطانية عام 1998م، والتي أنهت دراسة الجدوى الاقتصادية في عام 2004م، ومن المتوقع البدء باستغلال الخام نهاية عام 2007م بحسب الدراسة المقدمة من الشركة . وهناك شركة كنديان ماونتين ( كانتكس - حالياً ) والتي كانت منحت في عام 1996م ترخيصا للاستكشاف في كل من المنطقة الغربية والمناطق الشمالية والشرقية من البلاد، وهي حالياً في مرحلة الحفر الاختباري في بعض المناطق، وكذا شركة أوديسي الكندية التي تعمل منذ العام 1996 م في استكشاف الصخور البركانية للعصر الثلاثي للبحث عن تمعدنات الذهب في كل من محافظات ذمار ، تعزو الضالع، وقد تخلت عن مناطق امتيازها في عام 1999م . وفيما حصلت شركة مينورا الكندية في عام 1996 ، على ترخيص للاستكشاف المعدني في منطقة وادي مدن وما جاورها بمحافظة حضرموت ، منحت شركة /هاي فالي/ الكندية في عام 2000م ترخيصا للاستكشاف المعدني في منطقة البيضاء وما تزال مستمرة حتى الآن . كما منحت شركة ال ثاني الإماراتية بداية عام 2005م ترخيص للاستكشاف المعدني لتمعدنات الذهب والمعادن الأخرى في كلاً من وادي مدن م/ حضرموت وفي بلك شرس - كحلان عفار / حجة وهي مستمرة في العمل حالياً . وبالإضافة الى ذلك، تقدر تقارير هيئة المساحة الجيولوجية الإنتاجية السنوية لعدد 26 محجرا و19 كسارة تابعة للمواطنين في محافظات صنعاء , ذمار , عمران، بحوالي 975 الف و216 طنا ، بقيمة إجمالية مليار و 506 مليون و361 ألف و 368 ريال . وأثمرت الجهود التي بذلتها الدولة لاستغلال الثروات المعدنية والاحجار الصناعية، في جعل اليمن ضمن الدول المصدرة للعديد من الخامات التي تزخر بها أرضنا الطيبة. وبلغ اجمالي صادرات اليمن من المعادن والصخور الصناعية والانشائية خلال الفترة 2001 - 2004، مليار و 777 مليون و 801 الف ريال. ونظرا لتواجد خامات كبيرة من المعادن والصخور الصناعية والإنشائية في اليمن غير المستغله حتى الآن فإنها أصبحت تمثل عامل جذب كبير للاستثمارات المحلية والعربية والدولية سيما في ظل الجهود التي تبذلها الدولة لجذب وتشجيع الاستثمارات في قطاع المعادن ومضاعفة الترويج للثروات المعدنية اليمنية على الصعيد العالمي بمافي ذلك المعارض والمحافل والمناسبات الدولية . وتأتي خامات صناعة الأسمنت في صدارة عوامل الجذب للاستثمارات العربية والدولية كون اليمن تزخر بإحتياطيات ضخمة من الحجر الجيري الذي يدخل بنسبة 70 بالمئه في صناعة الاسمنت، فضلا عن امتلاكها مخزون احتياطي هائل من مادة الطين والجبس والخبث البركاني الداخلة في هذه الصناعة . ورغم تلك الاحتياطيات إلا أن الاستغلال مازال مقتصرا على جزء يسير منها من قبل ثلاثة مصانع حكومية لصناعة الاسمنت (باجل - عمران - البرح ) يبلغ انتاجها الإجمالي مليون و500 ألف طن سنويا, ولا يغطي سوى مابين 40 – 60 بالمائة من احتياجات السوق المحلية .. في حين يتوقع أن ترتفع الطاقة الانتاجية للصناعة الوطنية من الاسمنت إلى ستة ملايين و750 ألف طن في العام، بعد استكمال مشاريع التحديث للمصانع الحكومية وتنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية الخاصة قيد التنفيذ حاليا لتصبح خلال العامين القادمين ثلاثة ملايين طن من القطاع العام ومليونين وخمسائة ألف طن من مصانع القطاع الخاص. ومن أبرز المشاريع الاستثمارية الخاصة قيد التنفيذ مصنع اسمنت المكلا بطاقة انتاجية قدرها مليون و 200 ألف طن سنويا، ومشروع اسمنت باتس ابين الذي تنفذه الشركة اليمنية السعودية للاسمنت بطاقة انتاجية تبلغ مليون طن سنويا، بالاضافة الى مصنع اسمنت لحج بطاقة إنتاجية تبلغ مليون ومائة الف طن سنوياً. وهناك مشاريع أخرى في طريقها للتنفيذ و أخرها مشروع منح ترخيص من الهيئة العامة للاستثمارفي مارس الماضي لإنشاء مصنع لانتاج الاسمنت في منطقة احور بمحافظة ابين للمستثمر السعودي حسين بن عبدالرحمن العطاس بتكلفة أولية تبلغ 104 مليارات ريال وبطاقة انتاجية قدرها 3 ملايين طن سنويا , في حين أعلنت شركة ميجل تيسك تكنولوجي التشيكية إعتزامها إنشاء مشروع لإنشاء مصنع اسمنت في مدينة المكلابحضرموت بالتعاون مع مجموعة بن لادن السعودية بتكلفة أجمالية تتراوح ما بين 400-500 مليون دولار بطاقة إنتاجية اولية مليون طن سنويا قابلة للزيادة فور استكمال الدراسات التي تجريها حاليا للمشروع . ويتزامن ذلك مع إقبال متزايد أيضا للاستثمار في مجالات أخرى ذات صله باستغلال خامات الصخور الإنشائية والصناعية ومنها مشاريع لإنتاج النورة ورمال الخرسانة وأحجار البناء وأحجار الزينة (جرانيت-رخام - حجر جيري - بازلت ) . سبأنت
