اكد مونديال كأس العالم الذي استضافته المانيا ان الساحرة المستديرة لاتعترف بالتاريخ او التصنيف او حتى بالجغرافيا وانها قد تعصف بالكبار في اي لحظة اذا ما استهانوا بها وتحول نجومها اللامعة الى كواكب معتمة تطيح بها خارج فضاء المنافسة العالمية . فلم يكن احد يتوقع ان يوصل الحظ المنتخب الايطالي الى منصة التتويج الذهبية ويحرز لقبه الرابع على حساب الديك الفرنسي بعد 24 عاما من الانتظار حتى من اكثر المتفاءلين اللذي اعتبروا وصول الازوري الى المربع الذهبي انجازابحد ذاته.حيث كانت الانظار تتجه الى قطبي امريكا الجنوبية ابطال العالم البرازيل والارجنتين الى جانب المنتخب المضيف المانيا الذي ازدادت المراهنات عليه بعد المستوى الكبير الذي ظهر به في الدور الاول من النهائيات . فقد جاءت رياح المونديال الالماني بما لاتشتهيه سفن الكبار الذي اغرقتها واحدة تلو الاخرى في اعماق المحيط بدءا بالطموح التشيكي بالماتورد الاسباني ومرورا بالطاحونة الهولندية والكتيبة الانجليزية وانتهاءا بنجوم التانجو والسامبا والمانشيفت الالماني الذين تساقطوا كأوراق الخريف امامذهول الجماهير والمحللين. ورغم ذلك فأن البطولة الثامنة عشر تعتبر حسب المحللين والمتابعين حتى على المتابعين لها من خلف الستار الاكثر اثارة في كل شئ منذ الصافرة الاولى لانطلاق البطولة حتى اعلان الفرحة الايطالية الغير متوقعة. وان كان هذا الانجاز الكبير اعاد ماء الوجه لايطاليا الا انه انجاز في حد ذاته للكرة الاوروبية في مجاراة ومقارعة نظيرتها في امريكا الجنوبية والذي اعاد ميزان التوازن للكرة العالمية الى نصابه بتساوي البطولات ال 18عشر بين القارتين .في حين كانت بقية المنتخبات الاسيوية والافريقية كعادتها منذ 1930 تقوم بدور الكومبارس في مجمل الاحداث ومحطة لعبور الكبار الى الادوار الاقصائية مكتفية بوصول فريق من اصل عشرة الى دور ثمن النهائي في اكبر انجاز لها والذي لا يسمن ولايغني من جوع . وشهد مونديال المانيا تسجيل وتحطيم العديد من الارقام القياسية حيث حطم البرازيلي رونالدو الرقم القياسي لعدد الاهداف المسجلة في كأس العالم بعد ان تجاوز اولا الرقم المسجل باسم مواطنه الاسطورة العالمية بيليه ب12 هدف على المستوى البرازيلي وعالميا على الالماني جيرد مولر ب14 هدفا عندمااحرز هدفه ال15 في مرمى غانا ليتربع عرش هدافي الكأس عالميا. كما شهد المونديال تسجيل الهدف رقم 2000 في تاريخ البطولة العالمية والذي حمل توقيع السويدي ماركوس في مرمى انجلترا . واحراز الهدف رقم 200 للبرازيل بأمضاء اللاعب زي ريبيرتو في مرمى المنتخب الغاني . وهذه هي المرة الاولى الذي ينتهي بها اللقاء النهائي بالضربات الترجيحية على المستوى الاوروبي كما انها المرة الثانية في تاريخ المونديالات منذ 1930بعد النهائي المثير في امريكا والذي جمع البرازيل والطليان في 94 وانتهى بالكأس لابناء السامبا . وتحت الاضواء النهائية للبطولة وبكرت احمر ودع الديوك قائدهم الاسطورة زين الدين زيدان للأبد الذي اكتفى بالمرور من جانب الكأس الذهبي قبل الموعد وانهاء الدقائق الاخيرة مع رفاقه في اللقاء النهائي المثير دون يحمله ليغادر بوابة برلين بثوب الامبراطور بدموع حملة نظرة الوداع الاخيرة في تاريخه الحافل بالانجازات حاملا في ختام مشوراه الكرة الذهبية كأحسن لاعب في كأس العالم في نسخته ال18 . كما لحق بركب الوداع والاعتزال كل من البرازيلي روبيرتو كارلوس والبرتغالي لويس فيقو ومعهم الحارس العملاق الالماني اوليفر كان والذين كانوا ولازالوا وسيظلوا نجوما مضيئة وباقية في فضاء العالمية وفي ذاكرة التاريخ . سبانت