تنطلق بعد غد الخميس منافسات دوري الإياب لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم في نسخته ال 17, بعد توقف لفترة راحة دامت ثلاثة أسابيع للفرق المشاركة في البطولة كعادة الموسم الماضي في خطوة يسعى اتحاد اللعبة إلى إنهاء الموسم في موعده المحدد مثل بقية الدوريات العربية منتصف العام للموسم الثاني على التوالي. وتدخل منافسات دوري النخبة مع الجولة ال 14 والأولى في إياب البطولة وإيقاع التنافس قد ازدياد قوة وسخونة على صدارة الدوري بإجراء سبع مباريات هامة يومي الخميس والجمعة القادمين. ويتنافس فريقا أهلي صنعاء والهلال بالحديدة فيما بينهما على انتزاع قصب الصدارة، على الجانب الآخر تتصارع ست فرق من أجل الهروب من شبح الهبوط إلى مصاف الدرجة الثانية، والفارق النقاطي متقارب بين فرق اليرموك وشعب حضرموت والتلال والرشيد واتحاد اب وشعب صنعاء، ولا بد ان يهبط أربعة منهم إلى الدرجة الأدنى. وتقام منافسات الإياب بطريقة نظام مختلف موجه شرع اتحاد كرة القدم هذا الموسم على تطبيقه لأول مرة في تاريخ المسابقة الكروية منذ انطلاقها قبل 18 عاماً حيث يلعب الأول مع الأخير والثاني مع قبل الأخير وصاحب المركز الثالث مع الترتيب الثاني عشر. واعتبر اتحاد الكرة هذه الخطوة أنها تهدف إلى القضاء على التلاعب في نتائج المباريات في المراحل الأخيرة من البطولة الكروية الرسمية الأولى في البلاد التي يشتد فيها الصراع الساخن بين الفرق المتصارعة على الصدارة والفرق الباحثة عن النجاة من الهبوط لدوري المظاليم " الثانية". ويعد هذا الإجراء الأول من نوعه, حيث سيتم الشروع بتنفيذه بعد ما تم تطبيقه بنجاح كبير في عدد من الدوريات العربية مثل سوريا ولبنان والأردن. وحرص اتحاد كرة القدم على عدم تكرار ما حدث الموسم الماضي بحرمان جمهور المحافظة الواحدة التي يمثلها في الدوري أكثر من فريق بخروج فرقها مرة واحدة في الأسبوع، وأعاد توزيع الفرق بالتساوي بحيث لا يظلم فريق عن أخر. وأثار إعلان الاتحاد تطبيق النظام الموجه في دور الإياب ردود فعل متباينة للفرق المشاركة في البطولة، التي أبدى عدد غير قليل منها خشيته من عدم جدوى نظام الموجه في دور الإياب في منع التلاعب بنتائج المباريات في مراحل الحسم والهبوط. وحذرت من حدوث ذلك بالنظر إلى ان الجدول المستحدث الموافق عليه من الأندية في اجتماع الجمعية العمومية قبل انطلاق البطولة اجبر فريقان مهددان بالهبوط على اللعب خارج ملعبيهما ست مباريات متتالية وفي حال فقدان احدهما لخمسة عشر نقطة يكون قد تأكد مغادرته الأضواء فما الذي سيتم في بقية مبارياته المتبقية. فيما أبدت الأندية الأخرى خاصة التي تتنافس على الصدارة وإحراز اللقب تأييدها لهذا الإجراء التي قالت انه سيمنع التلاعب بالنتائج المباريات في الجولات الأخيرة من الدوري، خاصة من قبل الأندية التي تأكد هبوطها لدوري المظاليم لصالح أندية أخرى تنافس على إحراز درع الدوري. واوضح رئيس اللجنة العليا للمسابقات النائب الأول لرئيس اتحاد كرة القدم الدكتور نجيب العوج ان النظام الجديد لن يضر الأندية... نافيا انه ليس لمصلحتها كما يروج البعض فالنظام الجديد معتمد من قبل الاتحاد الآسيوي للعبة وتم إقراره من قبل الجمعية العمومية للاتحاد وهي الأندية في الاجتماع الذي عقد قبل انطلاق الدوري والخاص بإقرار لائحة الموسم. واكد العوج ان فرص التنافس في النظام الجديد ستكون مرتفعة وسيشهد الدوري في ظل هذا النظام الذي يطبق بكثير من الدوريات العربية وفي شمال أفريقيا تنافساً ساخناً سينعكس بالإيجاب على مستوى البطولة. وأضاف " من أهم الفوائد التي ستجنى من تطبيق هذا النظام هي رفع مستوى كرة القدم والبطولات المحلية وستكون مباريات قمة إذ انه في الأسابيع الأخيرة سيلعب الخمسة الكبار مع بعض وسيلعب الخمسة الصغار مع بعض وسيكون التنافس قوياً وشديداً من أجل خطف البطائق الأولى للبطولة المراكز الثلاثة الأول ، الثاني ، الثالث. وتابع " وسيكون التنافس أيضا بين الفرق المؤخرة من أجل البقاء في مصاف دوري الأضواء، كما سيعمل هذا النظام على رفع مستوى اللعبة بين الأندية والحد من عملية التلاعب والبيع والشراء فهناك أندية كثيرة تتحالف مع بعض فيما بينها لكي تهبط البعض الأخر من الأندية خاصة تلك الأندية صاحبة المال والثقل". ويحتل أهلي صنعاء المركز الأول برصيد 33 نقطة من عشرة انتصارات وثلاثة تعادلات وهو الفريق الوحيد الذي لم يلق أي خسارة متفوقاً بفارق أربع نقاط عن اقرب منافسيه حامل اللقب الهلال الساحلي. ويمتلك الأهلي أفضل خط هجوم ( 22 هدفا) , وثاني أفضل خط دفاع بفارق هدف عن وصيفه الهلال الساحلي الذي ظهر هو الأخر بصورة جيدة ولم يتجرع سوى هزيمتين فقط وتسعة انتصارات وتعادلان. كما هو حال الهلال الساحلي الذي يمتلك أفضل خط دفاع حيث لم يدخل شباكه سوى أربعة أهداف وثاني أفضل خط هجوم بعد الأهلي ب 19 هدفاً في إشارة واضحة على عزمه ملاحقة الأهلي على الصدارة بغية المحافظة على اللقب الغالي الذي أحرزه الموسم الماضي لأول مرة في تاريخه بثنائية رائعة مع بطولة الكأس. مدربون جدد في مرحلة الإياب: ويرأى محللون رياضيون ان النتائج الأخيرة للفرق، والإجراءات التي شرعت بتنفيذها بعض الأندية خلال فترة استراحة الدوري من خلال التعاقد مع محترفين أفارقة ومدربين أجانب ومحليين، وتنظيم الصفوف من جديد تؤكد ان البطولة ستزداد سخونة وصراعاً على اللقب في الدور الثاني والأخير (الإياب) كعادة كل موسم بين الأندية الكبار والعريقة التي تسعى لإحراز اللقب. وعملت ادارات الاندية على الاستفادة من فترة الراحة قبل انطلاق دور الإياب وهي فترة طويلة امتدت لثلاثة أسابيع وعملت على مراجعة حسابات فرقها وتصحيح أوضاعها إذا كانت تريد البقاء في مصاف دوري الأضواء والشهرة، وإلا فالمصير هو الهبوط إلى دوري المظاليم للفرق الأربعة المتأخرة، خاصة ان الدور الأخير للمسابقة (الإياب) عادة ما تتبدل فيه لعبة الكراسي الموسيقية ومراكز الفرق بسرعة وفق نتائج وأداء الفرق. ومن بين الأندية التي سعت إلى تحسين أوضاع فرقها الكروية أندية الصقر والتلال وشعب حضرموت وشعب صنعاء التي تعاقدت مع أجهزة فنية جديدة في محاولة منها للظهور بصورة مغايرة في الدور الثاني والأخير للبطولة بعد ان ظهرت بمستوى متذبذب في دور الذهاب. فقد تعاقدت إدارة نادي الصقر مع المدرب المصري إبراهيم يوسف للإشراف وقيادة الفريق الصقراوي في القسم الثاني، كما عاد المصري مصطفى حسن من جديد لتدريب فريق شعب حضرموت في المرحلة الأخيرة ( الإياب ) خلفاً للمدرب التنزاني جمهوري موسى الذي قاد الشعب في بعض جولات مرحلة ذهاب الدوري جاءت جميع نتائجها مخيبة للآمال وعكس الطموح الذي تنشده جماهير سفير محافظة حضرموت الوحيد في دوري النخبة العريضة. فيما تعاقدت إدارة نادي شعب صنعاء مع المدرب العراقي المعروف كريم علاوي لقيادة الفريق الأول في بقية مشواره في رحلة الإياب في خطوة تهدف إلى تجاوز الوضع السيئ الذي يعيشه الشعب حالياً حيث يقبع في المركز الأخير برصيد سبع نقاط. كما تعاقدت أدارة نادي حسان أبين مع المدرب الوطني المعروف عبدالله باعامر لقيادة الفريق الحساني في مشوار الإياب وذلك بعد النتائج غير متوقعة التي حققها حسان في دور الذهاب تحت قيادة مدربه الشاب وجدي مهدي والتي جعلته يحتل المركز التاسع برصيد 16 نقطة. وكان التلال قد تعاقد مع المدرب الوطني المعروف عبدالله فضيل وجهازه التدريبي المعاون هو نفسه الجهاز الفني للمنتخب الوطني للشباب بقياد فضيل ومحمود عبيد كمدرب عام ومدرب الحراس سعيد نعوم في إطار سعي إدارة نادي التلال الجاد لانتشال وضعية الفريق الكروي الأول والعمل على إعادته إلى موقعه الطبيعي في دائرة المنافسة بصورة تعكس عراقة الفريق خصوصا بعد تعاقدها مع ثلاثة لاعبين كونغوليين وصلوا مؤخرا لتعزيز صفوف الفريق في مشواره المتبقي من البطولة الكروية. وحذر المحللون الرياضيون من التدهور الحاصل وغير المتوقع لفريق التلال عدن هذا الموسم رغم ان التوقعات في البداية وضعته ضمن الفرق المرشحة للمنافسة على إحراز اللقب للمرة الثالثة وامتلاكه للأبد للمرة الأولى، خاصة بعد عودته إلى موقعه بين الكبار في دوري الأضواء وإحرازه بطولة الدرجة الثانية التي هبط إليها لأول مرة في تاريخه العريق الموسم قبل الماضي . لكن التلال عاد بسرعة لدوري النخبة الا انه خيب آمال وتطلعات جماهيره العريضة، وأصبح في وضع لا يحسد عليه خاصة انه في الترتيب الثاني عشر برصيد عشر نقاط من فوزين واربعة تعادلات وثماني هزائم. لهذا فانه سيبحث في مرحلة الإياب على وسيلة لمعالجة أوضاعه وتحسين نتائجه للبقاء ضمن فرق دوري الأضواء. وينظر محبي التلال نظرة تفاؤل مع تسلم قيادة الفريق الكروي مع انطلاق مرحلة الإياب المدرب الوطني المعروف عبدالله فضيل وطاقمه التدريبي بأن يتجاوز التلال محنته وتصحح أوضاعه المتدهورة وانتشاله من موقعه المتأخر في قائمة الترتيب الفرق والابتعاد من منطقة خطر الهبوط لدوري المظاليم مرة ثانية الذي هبط إليه لأول مرة في تاريخه قبل موسمين باعتبار التلال واحد من ابرز وأعرق الأندية اليمنية وأقدمها على الإطلاق حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى أكثر من مائة وعامين. واعتبروا ان تدهور التلال وإمكانية هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية خسارة للكرة اليمنية ومؤشر لتدني مستواها الرياضي والكروي. ويشتد الصراع في القاع بين ست فرق من أجل الهروب من شبح الهبوط إلى مصاف الدرجة الثانية، خاصة ان فارق النقاط ليس كبيراً بين فرق اليرموك وشعب حضرموت والتلال والرشيد واتحاد اب وشعب صنعاء.
