أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار استمرار الدعم المقدم من الوزارة المادي والمعنوي للجهود الهادفة إلى كفالة شريحة الأيتام ورعايتهم وتعزيز دورهم في البناء والتنمية. وقال الوزير الهتار في الندوة العلمية الفقهية الخاصة بكفالة الأيتام التي نظمتها جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية ضمن فعاليات المهرجان السابع لليتيم الذي بدأ اليوم بصنعاء:" إن أحكام كفالة اليتيم تعد من الواجبات الشرعية التي يجب ان يعلمها القائمون على كفالة الأيتام". وأضاف:" هناك واجبات عامة على كل المسلمين تتمثل في الأحكام المتعلقة بالعقيدة والهبات وواجبات خاصة تجب على أهل الوظائف ومنهم القائمون على كفالة الأيتام ورعاتهم". مشيرا إلى ضرورة خروج الندوة برؤية واضحة عن الأحكام الخاصة بكفالة الأيتام حتى تستفيد منها الجمعيات والمؤسسات العاملة في هذا المجال. وبين وزير الأوقاف والإرشاد أن بلاغة القرآن الكريم وسمو أحكامه تدعو إلى العمل الجاد من اجل تحقيق المقاصد التي جاء به الدين الإسلامي الحنيف ووردت في كتاب الله تعالى وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. منوها بجهود جمعية الإصلاح ودورها الإنساني وعطائها المتواصل لكفالة الأيتام ورعايتهم والاهتمام بهم تربويا وتعليميا وثقافيا. من جانبه أشار رئيس الجمعية مرشد العرشاني إلى أن إقامة المهرجان بكل فعالياته يهدف إلى جذب الانتباه نحو شريحة الأيتام وواقعهم المعاش وحشد الدعم المجتمعي والمؤسسي لتحسين برامج وأنشطة الأيتام والقيام بأحب الأعمال إلى الله كما قال عليه الصلاة والسلام: أحب الناس إلى الله انفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخل على مسلم تكشف عنه كربة او تقضي عنه دينا او تطر عنه جوعا ". واعتبر العرشاني انعقاد هذه الندوة فرصة لتسليط الضوء على القواعد والأحكام الشرعية ذات الصلة برعاية وكفالة الأيتام والتعريف بالحماية الحقوقية والقانونية لليتيم في الشريعة الإسلامية والتشريعات اليمنية. عقب ذلك بدأت أعمال الندوة الفقهية التي شارك فيها نخبة من علماء اليمن وعدد من الدول الشقيقة والصديقة وأدارها الدكتور حسن الأهدل. تناولت الورقة الأولى للمحامي محمد ناجي علاو الحماية الحقوقية والقانونية لليتيم في الشريعة الإسلامية والتشريعات اليمنية .. وما نص عليه قانون الأحوال الشخصية تجاه الأيتام وحماية حقوقهم وحفظ أموالهم. فيما بين الدكتور صالح الضبياني في الورقة الثانية مقدار الكفالة المجزية ومدتها والسن الذي تنتهي فيه الكفالة والرعاية لقوله تعالى" فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم" والكفالة المجزية المشار إليها في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم" أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة " والمراد به تغذية وتربية وتأهيل وصحة الأيتام. وتركزت الورقة الثالثة التي قدمها أستاذ أصول الفقه المشارك بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء الدكتور محمد سنان الجلال حول حكم كفالة غير المسلمين لليتيم المسلم، من خلال كفالته بضمه إليه و هو أمر غير مستساغ لقوله تعالى"ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " وإما كفالة مادية بالإنفاق عليه في الطعام والشراب والكسوة عبر جمعيات خيرية أو منظمات ولا مانع شرعي في ذلك. وتطرقت الورقة الرابعة التي قدمها عضو مجلس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محي الدين القره داغي إلى الأحكام المتصلة بكفالة اليتيم ومن في حكمه واستثمار الفائض من مبلغ الكفالة لصالح الأيتام وجواز استفادة أقارب اليتيم " الأم، والأخوة ، ولي الأمر " من مبلغ الكفالة. كما تناول مسائل كفالة الأيتام ضمن مصارف الزكاة والمبالغ المرصودة لليتيم الذي جهل عنوانه وكذا صرف الكفالة على ابن المحكوم عليه بالسجن، واللقيط وابن الأب المفقود، وابن المريض المعقد، وابن الأب العاجز عن الإعالة. وفيما أشارت الورقة الخامسة التي قدمها الدكتور غالب القرشي إلى كيفية استثمار الفائض من مبلغ الكفالة لصالح اليتيم والوقف لصالح اليتيم، بينت الورقة السادسة لرئيس قسم أصول الفقه والحديث بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء الدكتور حسن الأهدل الأحكام المتصلة بكفالة اليتيم ومن في حكمه. وأوضحت الورقة السابعة التي قدمها أستاذ أصول الفقه والفكر الإسلامي المشارك بجامعة صنعاء الدكتور احمد قطران حكم حماية رعاية أموال اليتيم ومواصفات الوصي والراعي وشروط الولاية على الأيتام. واستعرضت الجلسة الختامية للندوة فتاوى الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني المتعلقة بكفالة الأيتام و رعايتهم و الاحسان إليهم. و أوصى المشاركون في ختام الندوة بتشكيل لجنة شعبية للدفاع عن حقوق الأيتام حسب ظروف كل بلد تضم عددا من المهتمين بحقوق الأيتام وعقد ورش عمل على هامش المؤتمرات والندوات والملتقيات الخاصة بقضايا الأيتام لتبادل الخبرات والآراء والاستفادة من التجارب المختلفة. وطالبوا المهتمين بشؤون الأيتام إلى السعي الجاد لاستصدار قانون ينظم حقوق وأموال الأيتام وحسن حفظها وإدارتها واستثمارها ونمائها وإيصالها إليهم وبما يحفظها من العبث والتلاعب وسوء الإدارة. وأكدوا على ضرورة الاستفادة من تقنية المعلومات لتطوير برنامج كفالة ورعاية الأيتام و بما يحفظ حقوقهم و يوسع من قاعدة كفالة رعايتهم. كما أوصوا بطباعة كتيب يحتوي على الأوراق والمداولات والفتاوى التي صدرت من خلال هذه الندوة وتوزيعه على أوسع نطاق لتعم الفائدة.