يشكل مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) واحدا من الامراض الخطرة التي ما تزال تؤرق الكثير من المجتمعات البشرية نظرا لسرعة انتقاله من شخص لاخر، وتهديده لحياة الافراد والجماعات عالميا ما يحتم تظافر جميع الجهود لنشر ثقافة الوعي حياله وحماية الشباب من تبعاته الكارثية. وفيما يحتفل العالم باليوم العالمي للوقاية من مرض (الايدز) الذي يصادف الاول من ديسمبر من كل عام، فأن وكالة الانباء اليمنية (سبأ) تقدم في سياق هذا الاستطلاع وعبر مجموعة من الاراء جملة الجهود التي تبذل من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الحكومية على حد سواء للحد من انتشار المرض على المستوى الوطني. البداية كانت مع المدير التنفيذي لوحدة مشروع مكافحة المرض في المجلس الوطني للسكان الدكتور عبدالله عبد الكريم العراشه الذي اكد ان المجلس يسعى منذ تأسيسه عام 2005م الى نشر الوعي بين افراد المجتمع تجاه مرض الايدز, موضحا انه تم تنفيذ عدد كبير من ورش العمل في عموم محافظات الجمهورية ولجميع الفئات للتعريف بخطورة المرض والوقايه منه . وأشار العراشة الى ان عدد الحالات المصابة بالايدز في اليمن بلغت 2723 حالة مسجلة في كشوفات وزارة الصحة العامة حتى الربع الاول من العام الجاري 2009م. و تشير المعلومات بأن أول حالة في اليمن ظهرت عام 1984م, بينما ظهرت اول حالة في الولاياتالمتحدةالامريكيه عام 1981م, الامر الذي يفسر سرعة أنتقال المرض . ووفق احصائيات منظمة الصحة العالمية فان وراء كل حالة معلنة مابين (8- 10) حالات أو 15 حالة مخفية ، وبالاعتماد على هذه النظرية فان عدد المخفي عنهم في اليمن حسب العراشة كبير على الرغم من ان معدل الاصابة في اليمن يعد متدنيا وبسيطا بالمقارنة مع الدول الاخرى . واضاف العراشة :نحاول ان نعمل على التقليل من نسبة الاصابة وذلك عن طريق نشر الوعي بين افراد المجتمع ، مشيرا إلى ان البرنامج الانمائي للامم المتحده يدعم البرنامج الوطني للسكان والبرنامج الوطني لمكافحة الايدز وبرنامج مامونية نقل الدم. ومن خلال الوحدة الموجودة في المجلس الوطني للسكان -والكلام للعراشة- نقوم بالتنسيق مع هذه الجهات لسلامة نقل الدم وكذلك نقوم بعملية التوعيه لهذا المرض الخطير وهناك تفاعل من قبل الجمعيات غير حكوميه باعتبارها الاكثر قربا وملامسه لفئات المجتمع . من جانبه قال امين عام المجلس الوطني للسكان الدكتور احمد علي بورجي بأن المجلس يعد جسم مركزي موجود في رئاسة الوزراء وهو هيئة تنسيقية تقوم بعمل السياسات السكانية على مستوى الجمهورية اليمنية وهيئة تتعامل مع منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية ومع القطاعات المختلفة وبعض الجمعيات في الجمهورية والمجلس له شركاء محلين وجمعيات. واضاف ان المجلس دشن ثاني عمل مع جمعية الخدمات الاجتماعية الشاملة في مديرية الشيخ عثمان محافظة عدن ونظمت دورة تدريبية حول مرض الايدز استهدفت المرحلة الاولى الرجال المثليين في بداية العام الحالي يناير2009م . وتابع بورجي : نحن الان في المرحلة الثانية في نوفمبر الماضي نستهدف فئات الشابات الاكثر عرضة لمرض الايدز الذي يعملن في المنشأت السياحية والمهمشات اللاتي يتعرضن لكثير من الاشكالات . وشدد على ضرورة حماية المجتمع الحماية الكاملة والحماية لاتتم الا بمزيد من نشر المعرفة ويتطلب الوصول الى هذه الفئات كون المجتمع مجتمع اسلامي ومن الصعوبة ان نتعرف على الفئات المعرضة لبعض هذه الامراض . واشار الى وجود عدد من البلدان من ضمنها افريقيا الاسلامية تنكر العمل المجتمعي والاعتراف بهذه المشكلة , حيث اصيبوا بهذا المرض ووصلت نسبة الاصابة في هذه البلدان الى 150 . لكن بورجي اكد ان اليمن لم تتعرض لهذه المشكلة ونسبة الاصابة في بلادنا لم يتعدى النص في المئة ، وهذه فرصة لنا لزياده حجم وجرعة المعرفة في الامراض المنقولة جنسيا وتعريف اولادنا في المدارس والتعليم وفي مراحل مختلفة من العمر بهذه المشكلة وتعريفهم بفيسولوجية الجسم وتشريح الجسم لان هذه المعرفة هي ستكون السياج الذي يحمي الشباب . وقال في هذا الصدد أنه يجب ان نستخدم المساجد كوسيلة من الوسائل الهامة جدا لمكافحة مرض الايدز والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية في المديريات ونستخدم نوادي الشباب والاماكن التي يتردد عليها كافة افراد المجتمع لكي يحد انتشار من الايدز ونحن في شراكة مع جمعية الخدما ت الاجتماعية الشاملة وعدد من الجمعيات النسوية للوصول الى الفئات المعرضة والاكثر عرضة في المجتمع . أما رئيس جمعية الخدمات الاجتماعية الشاملة رصينة ياسين, قالت ان الجمعية تعمل مع الفئات المهمشة بشكل اساسي وكذا الفئات الفقيرة والمحتاجين القادمين من مناطق الارياف واللاجئين في منطقة البساتين في مديرية الشيخ عثمان باعتبارها منطقة يتجمع فيها الوافدين من كل المناطق الشمالية . واضافت ياسين نشترك مع المنظمات غير الحكومية مثل اليونسيف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمجلس الوطني لمكافحة الايدز لاقامة شبكة للعمل في اتجاه عمل البرامج ونشر الوعي حول هذا المرض الخطير ، حيث ان المسجلين لدينا ( تسعة ) من المتعايشين الحاملين لفيروس الايدز ولا نعرف خلال الفترة القادمة كم سيصل العدد ولاتوجد قاعدة للبيانات محددة ( لحاملي ) الفيروس وكذا المرض. وتابعت : نحن نسعى ونفكر في الاطفال في المدارس ولكن اكثر الفئات عرضة للاستغلال والاصابة هم المهمشين نظرا لحالة الفقر فيهم , حيث ننسق العمل لمكافحة كل الامراض المنتشرة وخاصة بين هذه الفئات حيث عمل المركز منذ ست سنوات على تدريب نظراء الاقران في الاحياء والمدارس. واشارت الى انه تم تدريب الشباب في مديريات الشيخ عثمان ودارسعد والممدارة لتدريب نظرائهم والنزول الى التجمعات الشبابية في الاندية وصالونات الحلاقة والكوافير واللوكندات حيث يقومون بالتوعية من مخاطر مرض الايدز وطرق انتقالة ومسبباته وكيفية الحد منه وكذا النزول الى الاحياء السكنية في هذه المناطق للحد من انتشار هذا المرض والامراض المنقولة جنسيا والتعريف بمركز المشورة والفحص الطوعي . الدكتورة سميرة بانويرة, مساعد خدمات اجتماعية بمكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عدن قالت ان المفوضية تعمل في صفوف اللاجئين لتوعيتهم ومحاربة انتقال المرض فيما بينهم. واضافت "نحن نعمل في المجتمع المضيف ونحاول ان نبين ان اللاجئين ليس هم السبب الرئيسي لنقل المرض ( الايدز ) وان السبب الرئيسي هي السلوكيات الخطرة التي يمارسها اي مجتمع . وتابعت ان المفوضية لديها برامج توعوية صحية وسط الشباب , وتؤكد بان مهام المفوضية حماية اللاجئين وحماية المراة والطفل تحديدا من التعرض للانتهاكات والتحرشات الجنسية ونسعى لدمج اللاجئين في المجتمع اليمني وضمان حصولهم على العلاج والرعاية المناسبة . فيما يرى مدير عام مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن, ايوب ابوبكر انه لابد بأن يكون للمجتمع المحلي والجمعيات دور كبير في هذا المجال بالذات ويشير إلى أن هناك فئات تحتاج الى تنمية الوعي فيها . ويقول ابوبكر :نحن سعينا الى ايجاد شبكة لتلعب هذا الدور وحاولنا الاستفادة من عدد من الدول العربية التي زرناها مثل الجزائر الا اننا وجدنا اننا قطعنا اشواطا متقدمة عن غيرنا من خلال اعمال الفحص الطوعي وتقديم الادوية من خلال المراكز التي تم افتتاحها وعددها 4 مراكز ومن خلال هذه الشبكة . ويضيف :نحن نريد من هذه الجمعيات المزيد من الدعم لها من المنظمات المحلية والدولية حتى نضمن الوصول الى ابعد الاماكن في المحافظة للتنبه ورفع الوعي من مخاطر ذها المرض . سبا