الأراضي الرطبة في محافظة عدن تعتبر مناطق ذات قيمة تراثية واقتصادية تضيف جمالا طبيعيا إلى جمالها وتكسبها أهميّة وطنية وإقليمية ودولية.. ولذلك تبذل قيادة المحافظة جهودا جبّارة للحفاظ على هذه الأراضي من خلال دعم الهيئات والجمعيات البيئية وإنشاء المحميّات الطبيعية باعتبارها إحدى الآليات الهامة لحماية البيئة الطبيعية والتنوّع الحيوي. وفي إطار تلك الجهود أنشئ مشروع الحفاظ على الأراضي الرطبة في عدن، الذي تنفذه الجمعية اليمنية لحماية الحياة الفطرية بالمشاركة مع الهيئة العامة لحماية البيئة. "السياسية" التقت مدير المشروع جمال محمد باوزير لتوضيح الصورة، وفيما يلي الحصيلة: * ما هي طبيعة هذا المشروع؟ - المشروع ينفذ ضمن 12 مشروعا دوليا في إحدى عشرة دولة في آسيا وأوربا وأفريقيا منها اليمن؛ باعتبارها مناطق هامة للطيور المائية المهاجرة. وقد تم اختيار عدن كأحد المواقع المهمّة والمعروفة التي تلجأ إليها تلك الطيور لموقعها الجغرافي العالمي، الذي يتوسط طرق الهجرة الرئيسية من الشمال إلى الجنوب وبالعكس، ولتنوع بيئاتها الشاطئية ووفرة الغذاء ووجود المأوى المناخي المناسب. ** تعزيز حماية التنوع البيئي * ما هي الجهات المموّلة للمشروع؟ وما الهدف من تنفيذه؟ - الجهة المموّلة صندوق البيئة العالمي وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة بالإشراف والتنسيق مع المجلس العالمي لحماية الطيور والمجلس العالمي لحماية الأراضي الرطبة، أما الهدف من المشروع هو تعزيز الحفاظ على شبكة المواقع الحساسة التي تلجأ إليها الطيور المائية في مسار هجرتها بين أفريقيا وآسيا وأوربا للراحة والتغذية. كما يستهدف أيضا رفع الوعي البيئي بين مختلف فئات المجتمع والتدريب وبناء القدرات في مجال صون الأراضي الرطبة ومراقبة الطيور وتعزيز حماية التنوع الحيوي. ** خطة إدارية للمحميات * ما هي المُخرجات الأساسية للمشروع؟ - من مخرجاته الأساسية تحديث خطة إدارية لمحميّات الأراضي الرطبة. هذه الخطة تناقش حاليا مع الجهات ذات العلاقة من ضمنها الجهات الحكومية، بالإضافة إلى السلطة المحلية بمحافظة عدن، ويأتي وضع هذه الخطة في إطار استكمال الجوانب الفنية والقانونية والإدارية وفقا للتشريعات والقرارات الحكوميّة الصادرة في هذا الجانب. ** أهمية وطنية ودولية * ما هي محميّات الأراضي الرطبة في محافظة عدن؟ وما طبيعة الجهود لحمايتها؟ - هذه المحميّات تضم محمية الحسوة، بحيرات عدن، المملاح، مصب الوادي الكبير وخور بئر أحمد. وبالنسبة للجهود فهناك إجراءات بذلت وما زالت تُبذل من قبل الجهات المختصة ممثلة بالهيئة العامة لحماية البيئة. فقد صدرت عدد من القرارات الحكومية الهادفة إلى حماية وصون هذه المناطق؛ باعتبارها ذات أهميّة وطنية ودولية وحددت إحداثياتها ومساحاتها التي تصل إلى نحو 25 ألف هكتار. يضاف إلى ذلك قيام عدد من الجمعيّات غير الحكومية البيئية والمهتمة بقضايا البيئة والحفاظ على التنوع الحيوي ومنها: الجمعية اليمنية لحماية الحفاظ على الأراضي الرطبة من خلال المشروع الذي تنفذه في محافظة عدن بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة قيامها بتوعية فئات المجتمع بأهميّة هذه الأراضي الحيوية من الناحيتين البيئية والاقتصادية، وضرورة الحفاظ عليها وحمايتها. ** 16 ألف طائر مائي مهاجر في عدن * كم يبلغ عدد الطيور المائية المسجّلة لديكم؟ وعدد أنواعها؟ - تعتبر الأراضي الرطبة في عدن من أهم الأراضي الرطبة سواء على مستوى اليمن أم شبه الجزيرة العربية بأكملها، حيث يزورها بانتظام أكثر من 16 ألف طائر مائي منها 12 نوعا من الطيور المهمّة على المستوى الإقليمي و3 أنواع مهددة بالانقراض عالميا. كما أن أراضي عدن الرطبة تعتبر كذلك مناطق انطلاق وارتحال و"تشتية" هامة للطيور المائية المهاجرة التي قد تصل إلى 140 نوعا، ولاسيما الطيور الساحلية والنوارس والخرشنة، وأنواع أخرى من المسجّلة العابرة أو المتواجدة في فصل الشتاء، علما أن عدن أدرجت كمنطقة مهمّة للطيور في كتاب "المناطق المهمّة للطيور في الشرق الأوسط" كإحدى أهم 16 منطقة رطبة تم تحديدها في اليمن، ومن مواقع المناطق المُدرجة في منطقة الشرق الأوسط البالغ عددها 57 موقعا. ** أبرز المخاطر * ما هي بنظركم المخاطر التي تهدد الأراضي الرطبة والتنوع الحيوي في عدن؟ - هناك العديد من المخاطر أبرزها باختصار الردم والتنمية غير المخططة والتعدّي على حرم الشواطئ، وتصريف المياه العادمة من مواقع التنمية والمنشآت غير المخططة المقامة قريبا من الأراضي الرطبة، تصريف الزيوت، ورمي النفايات سواء أ كانت سامة أم غير سامة، والصيد الجائر للأسماك اليافعة والقشريات واستخدام أدوات صيد ضارة بالموارد السمكية. ** أنشطة محلية ومشاركات دولية * ما هي أنشطتكم المحلية ومشاركاتكم الدولية؟ - المشروع يُنظم دورات تدريبية وورش عمل في إطار بناء القدرات في مجال مراقبة وإحصاء عدد الطيور، وفهم سلوكياتها، وأنشطة عمل ميداني في هذا المجال ومحاضرات وإصدار مواد توعية بأهمية الأراضي الرطبة من مطويات وملصقات، كما أنشأ المشروع قاعدة بيانات على شبكة الانترنت في الموقع العالمي الخاص بقاعدة بيانات طيور العالم، والخاصة بأنواع الطيور المائية التي يتم رصدها في عشرة مواقع من الأراضي الرطبة بعدن ما يخلّف تفاعلا قويا بين المهتمين بمراقبة الطيور ويسهم في معرفة الأنواع وأعدادها بشكل كبير. أما من ناحية المشاركة الدولية، فقد شارك المشروع في حملات دولية تزامنا مع فعاليات مماثلة في أوربا وآسيا وأفريقيا تعنى بالحفاظ على مسار هجرة الطيور. وكانت الحملة الأولى في شهر مارس 2009 (ولد ليرحل)، بينما كانت الثانية بمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة. وشملت هذه الحملات أنشطة متعددة منها: نزول ميداني للمشاركين من الجمعيات البيئية والأهلية وأعضاء المجالس المحلية بالمديريات في عدن إلى مواقع المحميّات لمشاهدة الطيور ومحاضرات ميدانية تعريفية.