تجددت الاشتباكات في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي وذلك بعد مواجهات عنيفة اندلعت على خلفية افتتاح إسرائيل كنيس الخراب في البلدة القديمة أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين بجروح. وقالت مصادر فلسطينية اليوم الخميس:" إن مجموعة من الشبان رشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة على مدخل حاجز مخيم شعفاط شمال مدينة القدس في حين ردت تلك القوات بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المدمعة. وأضافت المصادر "إن مواجهات مماثلة اندلعت على حاجز قلنديا هاجم خلالها الجنود بعض الشبان الفلسطينيين بالقنابل الغازية الصوتية". وكان نحو 120 فلسطينيا أصيبوا في المواجهات العنيفة التي اندلعت بين الشرطة الإسرائيلية ومئات الفلسطينيين على حاجز قلنديا وفي مخيم شعفاط وبلدة العيسوية وواد الجوز وأحياء أخرى في القدس. وفي أطار التصعيد الإسرائيلي شنت طائرات حرب إسرائيلية بعد ظهر اليوم عدة غارات وهمية في أجواء قطاع غزة. واخترقت الطائرات وهي من طراز "اف 16" جدار الصوت في أجواء شمال ووسط قطاع غزة محدثة أصوات انفجارات قوية, ما أثار حالات من الهلع في صفوف المواطنين خاصة الأطفال منهم. في غضون ذلك كشف قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور تيسير رجب التميمي اليوم عن مخطط إسرائيلي جديد لبناء كنيس يهودي مكان المحكمة الشرعية الإسلامية الملاصقة للمسجد الأقصى. وقال التميمي في بيان صحفي إن "المخطط الجديد يهدف لبناء وافتتاح كنيس قدس النور بعد بناء وافتتاح كنيس الخراب وذلك حسب ما يسمى بمخطط "اورشليم اولا" الذي تم وضع لبناته العام 2008"م. ووجه التميمي في بيانه نداء إلى "الأمة كافة لاعتبار يوم غد الجمعة يوما متميزا لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك والخروج بالمظاهرات والمسيرات الغاضبة التي تنطلق في كل المدن العربية والإسلامية بعد صلاة الجمعة للتنديد بإجراءات الاحتلال". ودعا جميع أنحاء العالم إلى "تخصيص خطبة صلاة الجمعة للحديث عن المكانة الدينية والعقائدية للمسجد الأقصى ومدينة القدس والمخاطر التي تحدق بهما في ظل ما تفرضه حكومة الاحتلال من وقائع ميدانية على الأرض ومن عمليات تهويد متواصلة منذ أكثر من أربعة عقود". وأشار قاضي قضاة فلسطين إلى "وجود محاولات حقيقية لتقسيم المسجد الأقصى بشكل دائم بحيث تقتطع ساحاته على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل". وفي أطار ردود الأفعال العربية على الممارسات الإسرائيلية دعا الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس ايطاليا والاتحاد الأوربي إلى تكثيف الجهود من اجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإزالة المستوطنات اللذين يشكلان عقبة حقيقية نحو السلام. دوليا وفي أول رد فعل له على الممارسات الإسرائيلية قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الخطط الاستيطانية الإسرائيلية بالقدس الشرقية لا تساعد على تحقيق السلام في الشرق الأوسط.مؤكد أنه ليس هناك أزمة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل التي اعتبرها أحد أهم حلفاء واشنطن. وأكد أوباما أن إعلان وزارة الداخلية الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن خطط لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية "لا يساعد على تحريك مسلسل السلام" وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "اعترف بذلك واعتذر عنه". من جانبها أعربت فرنسا اليوم عن قلقها إزاء الأوضاع المتوترة في القدسالمحتلة.داعية الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تجنب التصعيد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي "نحن قلقون إزاء التقارير الأولية بشأن التوتر في القدس ونحث الطرفين على بذل كل جهد لتجنب التصعيد الذي من شأنه ان يشكل تهديدا خطيرا لجهود السلام". وحث إسرائيل على الامتناع عن اتخاذ أي قرارات جديدة من شأنها أن تعرض فرص التوصل إلى استئناف المفاوضات وحل الدولتين للخطر". وأضاف أن الأنشطة الاستيطانية سواء كانت في القدس الشرقية أو الضفة الغربية تعد غير شرعية بموجب القانون الدولي.مؤكدا رغبة فرنسا في الاستئناف العاجل للمفاوضات الرامية إلى تسوية الصراع لمصلحة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف:" إن اللجنة الرباعية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط عازمة على إقرار وثيقة واضحة حول موقفها من العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم "إن اللجنة الرباعية عازمة على إقرار وثيقة حول مجمل قراراتها المتعلقة بشروط استئناف المباحثات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين". وأضاف أن الوثيقة "ستكون واضحة وصريحة تؤكد موقف المجتمع الدولي إزاء استئناف العملية التفاوضية.مشددا على أهمية ترجمة هذه المبادئ على أرض الواقع. ومن المقرر أن يبدأ أعضاء اللجنة الرباعية مشاورات غير رسمية في وقت لاحق بموسكو لتقييم الوضع في المنطقة خاصة على المسار الإسرائيلي الفلسطيني. وفى سياق متصل يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوربي السبع والعشرون خلال اجتماع مقرر لهم يوم الاثنين المقبل التداعيات الخطيرة لسياسة الحكومة الإسرائيلية ونتائجها السلبية على الجهود الأوربية والأميركية والدولية لإنعاش العملية السلمية. وقال مصدر دبلوماسي أوربي في بروكسل اليوم إن تكثيف إسرائيل لأنشطة الاستيطان بشكل منهجي وغير مسبوق يوحي بان الطرف الإسرائيلي تخلى عن خيار السلام مع الفلسطينيين وانه لم يعد بالإمكان تجنب مواجهة بين الإسرائيليين والمجتمع الدولي. وأخفقت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوربية كاثرين اشتون التي أجرت محادثات مع وزير الخارجية الإسرائيلي افغيدور ليبرمان في القدسالمحتلة الليلة الماضية في انتزاع أي تنازل ولو رمزي بشان وقف أنشطة الاستيطان أو تجميدها. ووصلت الجهود الأوربية والأميركية لدفع إسرائيل نحو الالتزام بالعملية السلمية مع الفلسطينيين إلى طرق مسدود. وتدعو السويد وبلجيكا ولكسمبورغ واليونان وقبرص والنمسا حسب مصدر أوربي إلى توجيه رسالة حازمة إلى الإسرائيليين في إطار تعاملها التجاري والاقتصادي مع الأوربيين. فيما غالبية الدول الشرقية وتحديدا جهورية التشيك وبولندا ورومانيا إلى جانب ألمانيا التي تمتلك حق الفيتو داخل المجلس الأوربي ترفض الركون إلى أي من أدوات الضغط على الإسرائيليين في المرحلة الحالية مما يحد من هوامش التحرك الأوربي.