تحيي منظمة الصحة العالمية ودول العالم ومن بينها اليمن يوم غد الأربعاء اليوم العالمي لداء السل والذي يتم الاحتفال به في ال24 من مارس من كل عام، من خلال إقامة العديد من الفعالية والأنشطة التوعوية الهادفة إلى التعريف والتوعية بخطورة هذا المرض. وأوضح مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السل الدكتور أمين نعمان العبسي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) أن احتفال اليمن باليوم العالمي للسل سيشهد إقامة عدد من الأنشطة الإعلامية التوعوية حول الوقاية من هذا المرض المعدي. وأشار إلى أن مرض السل مازال يمثل أحد أبرز المشاكل الصحية والاجتماعية والاقتصادية في اليمن وان وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة السل نفذت العديد من البرامج والسياسات الصحية التي تحد من خطورة هذا المرض بتعاون ودعم الحكومة اليابانية على مدى عشرين عاما, كما دخلت الوزارة في شراكة وتعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة السل والملاريا والايدز من عام 2004م. وقال مدير عام البرنامج أن الصندوق العالمي وافق مؤخرا على تقديم منحة جديدة لليمن لمكافحة السل تبلغ أكثر من 11 مليون دولار ابتداء من يوليو القادم ولفترة سنتين قادمتين. وأشار العبسي إلى أنه تم معالجة ما نسبته 70 بالمائة من الحالات المكتشف إصابتها بمرض السل خلال الفترة 2004 - 2008م. منظمة الصحة العالمية أوضحت أن معدلات الإصابة بمرض السل في تراجع، محذرة في نفس الوقت من أن جهود خفض أعداد الوفيات غير كافية، نظرا لما لهذا الداء من عبئ متواصل فتاك، خاصة وان عام 2008 شهد ظهور ما يقدر ب 4ر9 مليون حالة إصابة جديدة بمرض السل، ووفاة 8ر1 مليون مريض، كما جرى حتى الآن الكشف عن نسبة 60% تقريبا من حالات الإصابة بالسل في جميع أنحاء العالم، عولجت الغالبية العظمى منها، وتم خلال العقد الماضي إخضاع 26 مليون مريض لعلاج فعال لداء السل وذلك بفضل جهود الحكومات ونطاق واسع من الشركاء، لكن العديد من البلدان تشهد في الوقت نفسه تصاعدا في معدل الإصابة بالسل، فلا يزال هذا الداء يفتك ب4400 شخص كل يوم، ولا يزال عدد الأشخاص الذين يسقطون فريسة للمرض في تزايد، والسل هو المرض الذي يؤدي فعلا بحياة غالبية المصابين بالإيدز. ومع ظهور نوع من السل شديد المقاومة للأدوية، فإن المجتمعات مهددة ليس بتفشي الوباء مجددا فحسب بل بخطر جدي آخر يتمثل في الانتقاص من فعالية برامج معالجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. ولتسليط الضوء على هذا الخطر الجسيم الذي يتهدد الصحة العامة وعلى الحاجة إلى استجابة مكثفة، فقد وقع عدد كبير من قادة العالم على النداء من أجل وقف انتشار داء السل. والسل مرض إنتاني معدي تسببه جرثومة تدعى جرثومة أو عصية السل أو عصية كوخ (أسم العالم الذي اكتشف هذا الجرثوم) و يمكن لأي شخص أن يصاب بجرثومة السل, ويمكن لجرثومة السل أن تدخل الجسم عن طريق التنفس وعادةً ما تستقر في الرئة، ومن الرئة تنتقل لتصيب أعضاء أخرى في الجسم ويمكن لأي عضو تقريباً أن يصاب, وعندما يصاب الشخص بجرثومة السل للمرة الأولى فإنه عادة لا يصبح مريضاً, و لكن الجرثومة تبقى في الجسم في حالة عدم نشاط, و فيما بعد يمكن للجرثومة الخاملة أن تنشط في أي مرحلة من مراحل العمر, وعادةً ما تنشط جرثومة المرض عند التقدم في السن أو عندما يصاب الشخص بمرض آخر يؤدي إلى ضعف في المناعة وعدم قدرته على مقاومة الأمراض أو الالتهابات كما يحدث بشكلٍ خاص عند مرضى الايدز, وهناك علاج يمكن أن يعطى للأشخاص الحاملين الجرثومة الغير نشطة لمنع تطور المرض الفعال. ويتأرجح مرض السل بين هباتٍ وهجوع على مدى سنين طويلة, و هناك عودة حالية لانتشار المرض بسبب ظهور بعض السلالات المقاومة من العصيات السلية وازدياد الإصابات عند مرضى الايدز، حيث تحدث في كل لحظة، إصابة جديدة بالعدوى الناجمة عن عصيّات السل، وبوجه عام، يحمل ثلث سكان العالم حالياً العدوى، وتظهر الأعراض المرضية، في مرحلة من المراحل، على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بالسل. وتكون العدوى والانتشار عندما يتنفس الأشخاص المصابين بمرض السل النشط أي عند الزفير (إخراج الهواء من الرئة للخارج) أو عندما يسعل ويكح هؤلاء المرضى أو عندما يعطسون و حتى عندما يتحدثون, فإن جرثومة مرض السل تنتقل من رئتهم إلى الهواء و يمكن عندها أن يصاب الأشخاص الآخرين من حول المصاب بالعدوى عندما يتنفسون ذلك الهواء الحامل لجرثومة السل, ويمكن للجرثومة أن تبقى معلقة في الهواء لساعات بعد نفثها من المصاب, ويمكن للشخص المُصاب بالسل الرئوي، إذا تُرك بدون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 و15 شخصاً في السنة, و يقتل السل ما بين 2 و3 مليون شخص كل عام حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. وهناك الكثير من العوامل التي تتدخل في كسب العدوى بجرثومة السل, وتختلف هذه العوامل من بلدٍ لآخر و من شخصٍ لآخر, وأهمها عدم تلقي اللقاح الخاص بالسل، وجود نقص في المناعة، الإصابة بالايدز، الازدحام في المسكن، سوء التغذية. وتنتشر العدوى من الأشخاص المصابين بالسل الرئوي النشط فقط, أما الأشخاص المصابين بالسل غير النشط فلا يمكنهم نقل العدوى لشخص آخر. ولمرض السل الرئوي النشط أعراض مثل الكحة أو السعال الذي قد يستمر لمدة تتراوح ما بين أسبوعين أو أكثر خاصةً إذا ما كان هناك مفرزات أو دم يخرج مع الكحة والسعال لخارج الرئة، ومن الأعراض أيضا الحمى، ونقصان في الوزن، والعرق أو التعرق في الليل، وفقدان الشهية. أما أعراض السل خارج الرئوي فتختلف حسب العضو المصاب إذ يمكن للسل أن يصيب أي عضو, وأكثر الأعضاء إصابةً هي الرئة, والأمعاء, والعقد اللمفاوية, والعظام, والسحايا. ويتألف لقاح السل من عصيات السل أو عصيات "كالمت غيران" المُضعفة الحية, و هي عبارة عن نوع من المتفطرات (جراثيم) البقرية, وهي من نفس عائلة المتفطرات السلية التي تسبب السل عند الإنسان, وتمت معالجة هذه الجراثيم بحيث تصبح ضعيفة بحيث تولد مناعة في جسم الإنسان دون أن تسبب له المرض, من خلال تعرف الجهاز المناعي للطفل على هذه الجراثيم, وتعرف الجهاز المناعي السريع مستقبلاً على هذه الجراثيم و السيطرة عليها قبل أن تسبب المرض. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن خلال العشرين سنة القادمة من بداية هذا القرن سيصبح عدد المصابين بالدرن بليون شخص أي حوالي سدس سكان العالم حاليا، وخلال هذه السنوات سيموت بالمرض 35 مليون شخص. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت السل حالة طوارئ صحية عالمية في 1993 ووضعت خطة عالمية لوقف انتشاره وتهدف إلى إنقاذ 14 مليون نسمة بين 2006 و 2015. ومؤخراً كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن حالات الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة ارتفعت إلى "مستويات قياسية"، وقال تقرير مراقبة المرض لعام 2010 الذي أصدرته المنظمة: "في بعض المناطق في العالم يصاب واحد بين كل أربعة من مرضى السل بنوع من المرض لا يمكن علاجه بأنظمة العلاج بالعقاقير العادية"، وسجلت منطقة شمال غربي روسيا مستوى قياسيا آخر حيث تبين أن 28 في المئة من كافة مرضى السل الجدد مصابون بنوع المرض المقاوم للأدوية المتعددة وذلك في عام 2008. وكان المستوى القياسي السابق لنسبة المصابين بهذا النوع من المرض بلغ 22 في المئة. وأشار التقرير إلى أن الدول الفقيرة في حاجة إلى المساعدة من أجل إنشاء معامل وإجراء فحوصات محلية ومكافحة المرض.