تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي لمكافحة مرض السل الذي يصادف اليوم الأحد ال24 من مارس 2013م. وقالت المنظمة في تقرير نشرته حديثاً "ان اليوم العالمي للسل (24 مارس)يتيح فرصة لإذكاء الوعي بشأن عبء مرض السل على الصعيد العالمي ووضع جهود الوقاية من السل ومكافحته. وقد أحرز تقدم ملحوظ تحقيقاً للأهداف العالمية الرامية إلى تخفيض حالات الإصابة بمرض السل والوفيات بسببه في السنوات الأخيرة إذ انخفض معدل الوفيات بسبب السل بنسبة تزيد على 40% في العالم منذ سنة 1990 وتتقلص حالات الإصابة به. وتساعد أدوات جديدة متصلة بالسل مثل وسائل التشخيص السريع على تغيير جهود التصدي للمرض. مرض السل عرف مرض الدرن أو السل أو التدرن (بالإنجليزية: Tuberculosis) هو مرض معد جرثومي تسببه عصية الدرن أو عصية كوخ يؤدي لتلف في أنسجة الرئة أو أعضاء أخرى من الجسم. وتاريخاً عرف مرض الدرن منذ قديم الزمن، حيث وجد في بعض مومياءات قدماء المصريين، وقد ذكره التاريخ عبر العصور ووصفه بالمرض المميت. وتم اكتشاف البكتريا المسببة للمرض عام 1882 بواسطة د. روبرت كوخ الألماني الجنسية، وتوصل الباحثون إلي اكتشاف العلاج المناسب لهذه البكتريا من المضادات الحيوية منذ أربعين عاماً فقط، بعد أن تسبب هذا المرض في وفاة الملايين من الناس. مرضى السل في اليمن قال المركز الاقليمي لعلاج السل في اليمن "انه نجح بنسبة كبيرة في اكتشاف المرض ومعالجته". رغم ما تعيشه البلاد من تدهور في الجانب الاقتصادي والأمني جراء الازمه التي مرت بها اليمن منذ العام 2011م. ويكافح اليمن مرض السل بشتى الوسائل ابتداء بإعطاء جرعات التحصين ضد مرض السل القاتل للأطفال وتقدم العلاج المجاني للمرضى والاشراف المباشر على علاجهم. وأشاروا الى ان علاج المرضى بإعطاء الجرعات بشكل يومي وتحت اشراف طبيب مختص هي اسرع وسيلة لعلاج المرض. ونبهوا إلى أن عدم استخدام العلاج بانتظام قد يؤدي إلى اكتساب المرض مقاومة لأدوية السل يصعب بعد ذلك معالجتها وقد تسوء حالة المريض وتنتهي بوفاته.. مؤكدين ان ما يطلقون عليه ب"الدوتس" هي أضمن طريقة للمعالجة. وقال اطباء ومختصون في احاديث ل(عدن الغد): مرض السل خطير ويجب ان يعالج بتناول العلاج الذي يصرف مجاناً من مراكز علاج مرضى السل المنتشرة في معظم المدن. كيفية انتقال المرض قال الأطباء: تنتقل جرثومة بكتريا الدرن Mycobacterium tuberculosis العصوية الشكل بالهواء أو من شخص لآخر, عند الأشخاص الذين يعانون من السل الرئوي النشط فإنه عند السعال، العطاس، الكلام، أو البصاق، فهم يقومون بإطلاق القطرات المعدية ذات القطر 0،5 حتى 5 ميكرون. يمكن بعطسه واحدة إطلاق ما يصل إلى 40000 قطرة. ويمكن لكل واحدة من هذه القطرات نقل المرض، لأن الجرعة المعدية لمرض السل منخفضة جداً واستنشاق أقل من 10 جراثيم قد تسبب العدوى. واضافوا: احتمال انتقال الفيروس من شخص لآخر يعتمد على عدد من القطرات المعدية من قبل الناقل، وفعالية التهوية، ومدة التعرض، والفوعة من سلالة السلية.
الوقاية وعلاج المرض ولخص الدكتور محمد سعيد اختصاصي امراض الصدر اعراض المرض بالقول "تظهر الأعراض المرضية، في مرحلة من المراحل، على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بالسلعامة, يصيب الدرن الرئة ويمكنه أن يصيب الكلى والعظام والعقد الليمفاوية بالمخ. وأعراض السل:الكحة التي تتصاحب مع الدم, آلام في الصدر, قصر التنفس, فقدان الوزن, الحمى, الرعشة, الوهن". وأشار إلى أن أكثر الأشخاص عرضة للمرض الأطفال ومرضى الإيدز لضعف جهازهم المناعي. وأكد أنه عندما تضعف مناعة الجسم تتفعل العصيات السلية وتنتشر في كافة أنحاء الجسم أعراض ارتفاع الحرارة والتعرق الليلي والتعب العام ونقص الوزن وتقص الشهية للطعام وضيق النفس والألم الصدري والبصاق الدموي.
الأماكن التي قد يصاب بها المريض وأكد طبيب في المركز الإقليمي لعلاج السل بعدن "أن أكثر ما تصاب الرئتان وتسمى الحالة السل الرئوي وقد تحدث الإصابة في مناطق أخرى من الجسم وتسمى الإصابة السل خارج الرئوي والذي قد يصيب الأجزاء التالية من الجسم:الغشاء المحيط بالرئتين, الغشاء المحيط بالقلب, العقد اللمفاوية، العظم قالب الفقرات خصوصا لأنها منطقه يوجد بها الاوكسجين بكميات أعلى، الأغشية المحيطة بالمخ, الجلد، الجهاز البولي التناسلي (قد يكون أحد أسباب العقم) إذا سبب التهابات في قنوات فالوب، أقسام الجهاز الهضمي والغشاء المحيط بأحشاء البطن".
المركز الإقليمي لمكافحة السل في مدينة عدن يقوم المركز الإقليمي لمكافحة السل في مدينة عدن بالإشراف المباشر على مراكز علاج السل في مختلف محافظات الجنوب, وتتولى إدارة المركز الإقليمي لمكافحة السل بعدن الإشراف والنزول إلى كل الأماكن التي يتواجد بها المرض ورصده وتقديم العلاجات المجانية والإشراف على الحالات في المركز الذي يقع في مدينة المنصورةبعدن. وقال طبيب في المركز "ان علاج السل يتم بنظام الفئات: الفئة الأولى للمرضى الجدد ويعطى العلاج الرباعي (RHZE) لمدة شهرين، ثم الثنائي (RH) لمدة أربعة أشهر. ونظام الفئة الثانية لمرضى إعادة المعالجة ويعطى (RSHZE) لمدة شهرين، ثم (RHZE) لمدة شهر، ثم (RHE) لمدة خمسة أشهر. وحثت طبية عاملة في المركز على اهمية الفحص للبصاق بالتوجه الى احد مراكز معالجة الدرن (السل) او حتى وحدات السل التي تتوفر في المرافق الصحية بجميع المدن اليمنية. وقالت "ان المعالجة والإشراف اليومي المباشر (DOTS) ذات اهمية للوصول بالمريض الى الشفاء من المرض". وحذرت من مخاطر التخلف عن معالجة السل واهمالها لما قد يترتب عليها من إضعاف للأدوية المضادة في تحقيق الشفاء مع مرور الوقت وهو ما يؤدي الى تدهور الحالة الصحية للمريض وقد لا تنجح في شفائه وقد تقوده الى الوفاة.
الاهتمام بعلاج مرضى السل محمد رجل اربعيني مصاب بداء السل قال: نتلقى العلاج في المركز بانتظام وبصراحة المركز يقدم لنا خدمات جليلة رغم ما يعانيه من شحة في الامكانيات.. مطالباً الحكومة بإيلاء المركز الإقليمي بعدن جل عنايتها لما ذلك من اهمية في حياة المرضى لكي يتخلصوا من هذا المرض المرعب. ويضيف رفيقه في السرير الآخر "على الحكومة أن تهتم بمراكز علاج مرضى السل في مختلف المدن والارياف".. مشيراً الى ان "بعض المرضى يلاقون صعوبة في تناول العلاج بانتظام خصوصاً اصحاب المناطق البعيدة عن مدينة عدن والتي لا تتوفر فيها مرافق صحية لعلاج السل". وأكد ثالث كلامهم بالقول "صحيح على الدولة ان توفر للمرضى المرافق والعلاج المجاني قبل ان يصبح المرض منتشرا ويصعب علاجه". نصائح في تشخيص المرض والوقاية منه يقدم المركز الإقليمي لمكافحة السل عدن تشخيصا ونصائح في المرض: السل الرئوي يشخص بناء على الأمراض السريرية (سعال لأكثر من 15 يوما ويكون فيه المريض لا يستجيب لأي مضادات حيوية، يرافق ذلك حمى، تعرق ليلي حتى في فصل الشتاء، نقص الوزن، فقدان الشهية). ويتم الكشف عنه بفحص الطاخة للبلغم لثلاث عينات "عينة في اليوم، وعينتان في اليوم التالي قبل الإفطار وبعد الإفطار"، ويعتبر فحصاً أساسياً لسل الرئة والحصول على عينتين ايجابيتين للطاخة كاف لوضع التشخيص (الفحص المزرعي للبصاق يعتبر أكثر دقة لكن نتائجه تأخذ فترة طويلة. تعزيز التشخيص بعمل أشعة للصدر عند الحصول على عينة إيجابية واحدة للطاخة البلغم.. وبالنسبة للسل خارج الرئة يتم تشخيصه بأخذ عينات من الجزء المصاب وفحصها وبالفحوصات الشعاعية للجزء المصاب. واشار المركز في ارشاداته الى عدم التواجد مع مرضى السل المعدي في أماكن مزدحمة وسيئة التهوية، موضحاً ان سوء التغذية، وضعف المناعة بسبب الإصابة ببعض الأمراض مثل الايدز والسكري وغيره، وتجنب استخدام بعض الأدوية التي قد تضعف المناعة مثل (كورتيكو ستريود). وحث المركز الجميع على عمل الفحص الطوعي لمرض السل الرئوي التماسا لمعاجلة مبكرة وفاعلة. الختام نحيي الجهود التي تبدلها ادارة المركز الإقليمي لمكافحة السل بعدن ونحث السلطات الى اعطاء الجانب الصحي اهمية قصوى وعلى رأس ذلك جانب معالجة امراض السل لكي ينعم الوطن والمواطن بحياة صحية أفضل.
