"الألغام" السلاح الموصوف ب"الجبان" مشكلة تُعاني منها كثير من دول العالم، بسبب الحروب التي شهدتها الدول منذ الحربين الأولى والثانية العالميتين، والحروب الإقليمية والصراعات الداخلية. اليمن من بين تلك الدول التي شهدت العديد من الحروب وتم استخدام هذا السلاح على نطاق واسع مما خلق معه الكثير من الإصابات والوفيات في صفوف العسكريين والمدنيين ناهيك عن المعاقين، وما نتج من حالات نفسية ومشاكل اجتماعية واقتصادية؛ لأن كثيرا من المساحات والأراضي الزراعية التي يصعب زراعتها واستثمارها أصبحت تعاني من هذه المشكلة. لقد شكّل البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام إحدى الآليات، ولعب دورا كبيرا في اجتثاث هذه المشكلة والآثار الناجمة عن ذلك بالعمل على عدّة مستويات ميدانية وتدريبية وتوعية، ونشطت فرق العمل في الميدان وأعمال المسح ونزع الألغام والمتفجِّرات والقذائف، وعملت بكل شجاعة وكفاءة عاليتين، وسقط العديد من الأفراد شهداء من أجل تأمين سلامة الإنسان وخلق الاستقرار، وكان لهذا العمل نجاحات كبيرة في تصفية مساحات واسعة من الأراضي في مختلف محافظات الجمهورية، وإعلان محافظة عدن منطقة خالية من الألغام. "السياسية" التقت مدير فرع المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام العقيد ركن قائد صالح حسن، الذي تحدث ل"السياسية" عن مشكلة الألغام في اليمن.... * ما هي خطة المركز للعام 2010؟ - خطتنا مستمرة منذ تأسيس البرنامج، ونواصل عملنا في تنفيذ خُطتنا في مجال التوعية من مخاطر الألغام، والمسح الطّبي لمساعدة الضحايا من الألغام، وخدمة المعاقين والمشوّهين، ونقلهم من مناطق سكنهم، وتقديم العلاج وصرف أطراف صناعية، بحسب خُطة البرنامج. * ما هي الأنشطة التي تقوم به فرق المسح؟ - هناك فرق مسح فني (المستوى الثاني) تواصل نشاطها منذ تأسيس البرنامج في عام 1998. فمهمة المسح هو القيام بتحديد وتأثير المناطق الموبوءة بالألغام. وهناك أيضا سرايا تطهير، وفرق قذائف، وفرق فحص وتدقيق منتشرة في كل محافظات الجمهورية، وتنفّذ مهامها حسب الخُطة. * دور المركز في محافظة صعدة؟ - قام المركز بإرسال فرق للتوعية حول مخاطر الألغام في مخيّمات النازحين من الحرب في بعض مناطق محافظة صعدة، بالإضافة إلى إرسال فرق لإزالة الألغام والقذائف، ونعمل مع اللجنة الرئاسية لتسهيل مهام اللجنة أثناء تنقّلاتهم. * وفيما يتعلق بخطة نزع الألغام؟ - في هذا الإطار تم إعداد خُطة لمواصلة استكمال تطهير المناطق من الألغام بحسب خُطة البرنامج، نعمل تحت شعار "من أجل يمن خالٍ من الألغام". * وفي مجال التدريب؟ - في هذا الجانب هناك خُطة تتضمّن استكمال تدريب أفراد الدورة الحادية عشرة من نازعي الألغام، ومُدة الدورة شهران، يتلقّى خلالها المشاركون فيها معلومات في كيفية التعامل مع الألغام والمتفجِّرات والأجسام الغريبة والمشكوك فيها والقابلة للانفجار، وكيفية اتخاذ إجراءات السلامة أثناء التعامل معها. وهناك خُطة أيضا لإقامة دورات إنعاشية للعاملين في الميدان، تُعقد بعد قضاء كل إجازة. * كم عدد الضحايا الذين تم التعامل معهم وتقديم المساعدة لهم منذ بدء البرنامج حتى نهاية 2009؟ - بلغ عدد الضحايا ألفين و92 فردا، تم التعامل معهم في كل المراحل، من المسح حتى الفحص والدّعم الطبِّي واستلام الوسائل المساعدة. * المساحة التي تم تصفيتها؟ - تقدّر المساحة التي تم تصفيتها حتى الآن 17 مليونا و425 ألفا و787 مترا مربعا. * حجم القذائف والألغام والمتفجِّرات التي جُمعت ورُفعت، والتي خلّفتها الحروب السابقة؟ - بلغت كمّية القذائف والمتفجّرات والألغام، التي تم رفعها من الحروب السابقة، حوالي 600 ألف و470 قطعة متفجرة. * حجم الضحايا؟ - بلغ عدد الضحايا من العاملين في البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام - فرع عدن نحو 6 شهداء و7 معاقين ومشوّهين. * وماذا عن الدّعم الدولي؟ - الدّعم الدولي للبرنامج لا يزال موجودا، ولكن ليس بالشكل الذي كان عليه منذ تأسيس البرنامج. والحكومة اليمنية تتحمل العبء الأكبر في دعم أنشطة البرنامج. * كيف تسير أنشطة التوعية؟ - تتم وفقا لخطة البرنامج من خلال النزول الشهري إلى الأماكن المتأثرة بالألغام، واللقاء بالمجتمعات المحلية باصطحاب وسائل إعلامية، ومُلصقات توضّح فيها مخاطر الألغام. وتجري عملية التوعية بالتنسيق أولا مع السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية، ومع عُقّال الحارات والمشايخ في القُرى المستهدفة، تم تنفيذ التوعية في المدارس مع الطلاب والمجالس المحلية للرجال والنساء كلٌ على حدة، بالإضافة إلى القيام بورش عمل في المناطق الأكثر تجمّعا للسكان، والمناطق المتضررة من الألغام. * برامج التوعية لمن؟ - شملت برامج التوعية حتى الآن 945 قرية ومجتمعا محليا ومدرسة متأثرة بالألغام، وبلغ عدد المستفيدين من البرنامج 886 ألفا و981 شخصا، وبلغت حجم المُلصقات ووسائل التوعية 172 ألفا و894 وسيلة، بالإضافة إلى صور توضيحية للألغام وأشكالها وأنواعها والقذائف والمواد القابلة للانفجار والخطيرة. * تجربة استخدام الكلاب في كشف الألغام؟ - الكلاب إحدى الوسائل في مجال نزع الألغام والمتفجِّرات. ونتيجة لحاجة البرنامج وتكلفة شراء كلاب من الخارج، فقد قامت قيادة المركز التنفيذي بتأسيس الوحدة النوعية، وتم توليد الكلاب محليا، وتدريبهم محليا، بكوادر وطنية بحتة، وتم الاستغناء عن الخبرات الأخرى، والآن الكلاب المحلية تعمل في الميدان، وخاصة منطقة صحراء الربْع الخالي، ونجحت هذه الكلاب نجاحا كبيرا في كشف الألغام في هذه المنطقة. صحيفة السياسية