أعرب وزير الاعلام حسن أحمد اللوزي عن أمله في أن تكون الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء الاعلام العرب التي بدأت أعمالها مساء اليوم في مقر الجامعة العربية بالقاهرة دورة متميزة ونوعية في كل ما يصدر عنها من قرارات وخاصة وانها تلتئم وبين يديها جملة من القضايا الاستثنائية .. والمهام الاعلامية بالغة الأهمية وفي مقدمتها المخاطر التي صارت تتسلل الي الحياة العربية وتؤثر فيها بفعل العمل الاعلامي الموجه ضد جملة من الثوابت الوطنية والقومية التي نؤمن بها وناضلت طويلا أمتنا العربية من أجلها وهي الوحدة .. والنهوض والخلاص من التخلف والتمزق .. والضياع والاستبداد في ظل السيادة الوطنية والقومية . وقال اللوزي في كلمته أمام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزراء الإعلام العرب المشاركين في الدورة " ان الذي ينظر خارطة الوطن العربي يجد أنها بحكم الصورة المرئية والوقائع الجارية تشبه القدر المتعدد الفوهات والاختراقات وأشكال الغليان في مطبخ عولمي ينتج الأزمات ويعمل على تسعيرها لتبلغ حد الفتنة والحرب والتمزق وبدا أن خيط أزمة صغيرة قابل لان يتحول إلى محنة كبيرة حين تتدخل الآلة الإعلامية في تحريك الانقسامات والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية وتشجيع أعمال التخريب والشغب والخروج تحت مسميات عديدة كلها مدانة وأن كان ظاهر البعض منها الرحمة والحرية". . وأضاف " ولا شك بأن الضمير العربي الذي صار أيضا يدرك مثل هذا الوضع ويصرخ مطالبا بالحذر .. واليقظة والتماسك .. والوحدة هنا وهناك يرى الحسابات تتصاعد لصالح تفاقم الخسارات وتعطيل توجهات الحياة الطبيعية المستقرة في العديد من أجزاء الخارطة التي تتوزعها الدويلات القطرية التي يعوزها التماسك والتظافر !! وتعبث بها الاحتمالات !!". ومضى قائلا :" وخاصة وأن هناك كمائن تاريخية اجتماعية وسياسية وغيرها جاهزة سرعان ما تستجيب لكل من يشعل الفتيل ليتحقق الانفجار ويتواصل الدمار بسبب هيمنة التخلف والجهل المطبق والخروج عن حقيقة القيم العربية الإسلامية الجامعة التي تحث على المحبة والإخاء والمساواة والتعاون والتكافل والتمسك بأواصر الوحدة والقومية والسيادة الوطنية والمصلحة القومية العليا الحقيقية ". ودعا اللوزي وزراء الإعلام العرب إلى الخروج بموقف واحد من قواعد العمل الإعلامي العربي يمكن من خلالها الإجابة الصادقة والصريحة علي الأسئلة المطروحة حول ترشيد العمل الاعلامي والابتعاد به عن صب الزيت على النار داخل القدر الكبير وأن تعمل الوسائل الإعلامية العربية بما تملكه من القدرات والإمكانيات الكبيرة على الأخذ بيد الأمة نحو عصر الصراط المستقيم صراط الواحدانية والحرية والانتصار لحقوق الانسان وتمكين المرأة والتمسك بأسباب النجاة والتغلب على كل أشكال الاختلاف والتمزق واغلاق أبواب التناحر والاحتراب وهو أيسر ما يمكن تحقيقه اذا تحمل الاعلام العربي بكل أنواعه وأصنافه الرسمي والأهلي والخاص .. المسئولية الصادقة تجاه ذلك وهو قادر لا محالة على ذلك ". وأوضح وزير الإعلام أن حال الأمة يزداد سوءا وخطرا وهي تمضي بإرادتها الواهنة وبتأثير إدارات أخرى مهيمنة وضاغطة بفعل القنوات الفضائية المعادية للدول العربية والمتربصة . وانتقد وزير الإعلام بعض وسائل الإعلام العربية التي تدعم التوجهات الانفصالية والطائفية في الدول العربية ومنها اليمن . وقال :" مما يثير الاشمئزاز إن وسائل إعلام عربية تمارس تضليلا فجا ضد الأنظمة الشرعية العربية ، وضد الوحدة في اليمن ، وتروج للخروج عن الوحدة والقانون"، وواصفا هذه الممارسات بأنها عمل شيطاني يستغل الحرية الإعلامية لما لم تخلق له بل ليعطى صورة مشوهة عن الوضع العربي. وأردف قائلا :"إن هناك قنوات فضائية معادية للدول العربية" ، لافتا إلى أن الإعلام المذهبي والطائفي والمناطقي في إنحدار رهيب . ومضى قائلا أنه:" في مرحلة يتحدث فيها العالم عن حوار الحضارات والشراكة بين الأمم، تظهر أمتنا بهذا المظهر الطائفي ، يتبجح فيه المأجور والإنقساوي والمتخلف ". واستطرد قائلا :" إن هذه الممارسات الإعلامية تتوازى مع كمائن تاريخية ، جاهزة تستجيب لكل من يشعل الفتيل ، بسبب هيمنة التخلف والجهل المطلق ، وغياب فهم الحقيقة العربية الإسلامية التي تؤكد أهمية التسامح والوحدة ". وقال "إن الأمة العربية تتحمل المسئولية الكاملة لمواجهة هذا الخطر بما يحمله من مخاطر الاسئتصال ، خاصة بعد أن تم خلط الأفكار، مشددا على أنه لايجوز الربط بين حرية الرأي والتعبير بترويج الإنقسامات، وتشجيع الخروج عن القانون ، والتوجهات الإنفصالية". وتابع قائلا :" إن الإعلام العربي يجب أن يبشر بالوحدة العربية وإتحاد الدول العربية ، مشيرا إلى أن اليمن طرح مبادرة لتأسيس إتحاد الدول العربية. وأعرب عن الأمل في أن يعطي الإعلام العربي قضية تطوير منظومة العمل العربي المشترك الاهتمام الكافي. وقال:" لقد جاء تصور اليمن بسيطا وواضحا ومتكاملا لأنه لا يتجاهل حقيقة السيادة لكل دولة عربية ، بكل ما يعنيه ذلك من احترام حدودها ونظامها الداخلي ،مع كفالة التعاون الشامل في كل المجالات وخلق مظلة واقية للأمن العربي ، وصيانة علاقات الدول العربية وحل ما تبقى من منازعات بطرق سلمية ، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار ، والكيانات المحيطة كالاتحاد الأوروبي ، والاتحاد الإفريقي". وأكد أنه ليس هناك تناقض بين المصلحتين القطرية والقومية ، وقال :"لقد ثبت إن الحرص على المصلحة القطرية، هو الحرص على المصلحة القومية "، مشيرا إلى أنه من أولويات العمل القومي ، إبعاد الخلافات، و تقييم بيتنا العربي . وشدد على أنه لابد من التطوير ، ولامناص من الأخذ بفكرة الاتحاد العربي للاستفادة من القدرات المتاحة ، مشيرا في هذا الإطار إلى أهمية القمة العربية الخماسية المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري لبحث سبل تطوير منظومة العمل العربي المشترك . وقال :" إن من موقدات مشاعل التبشير بالخير والسعي في ركابه أن تعقد خلال الأيام القادمة في أحضان الشقيقة ليبيا القمة الخماسية لرؤساء الدول العربية الأعضاء في الهيئة القيادية العربية الخماسية العليا لتفعيل العمل العربي المشترك في مدينة سرت الليبية يوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري برئاسة قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية الأخ العقيد / معمر القذافي رئيس القمة العربية الحالية والتي تضم فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وقادة مصر وقطر والعراق والامين العام للجامعة العربية" . وأعتبر أن ذلك يعد إحدى الثمار المباركة للقمة العربية العادية في دورتها الثانية والعشرين التي انعقدت نهاية شهر مارس الماضي في مدينة سرت وأقرت تأسيس هذه الهيئة العربية الخماسية العليا لمناقشة ووضع آليات تطوير منظومة العمل العربي المشترك.. مبينا أن القمة وستناقش في اجتماعها الأول المبادرة التي تقدم بها فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح لاقامة اتحاد الدول العربية ضمن المبادرات القيادية المتصلة بتفعيل العمل العربي المشترك وتطوير الجامعة العربية والتي قدمها قائد ثورة الفاتح من سبتمبر .