يصادف اليوم السبت 21 أغسطس 2010 مرور الذكرى ال 41 على حرق المسجد الأقصى، حيث أقدم الإرهابي الصهيوني / دنيس روهان / في 21 أغسطس 1969 على إضرام النيران في المسجد، مما أدى إلى التهام مساحة كبيرة منه. وكانت هذه الجريمة الشنعاء تمت بإيعاز من سلطات الاحتلال الإسرائيلي متجاوزة بذلك كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية التي أعطت لمدينة القدس وضعا وحقوقا خاصة وحفظت لها معالمها الأثرية والحضارية الإسلامية كافة . وإثر العملية الإجرامية التي استمرت عدة ساعات وأدت إلى إحراق الجناح الشرقي من المسجد الأقصى المبارك المعروف بجامع عمر وسقف المسجد الجنوبي ومحراب صلاح الدين ومنبر السلطان نور الدين سارعت الدول والشعوب الإسلامية إلى استنكار تلك الجريمة وشجبها . ومنذ إحراق الأقصى عام 69 م لم تتوقف مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتقويض أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومع كل انتهاك للأقصى أو كشف عن مخطط يحاك له، تتصاعد النداءات لإنقاذ المسجد والإدانات للاحتلال، إلا أن ذلك لا يثني الإسرائيليين عن مخططاتهم. فقد تعرض المسجد الاقصى إلى اعتداءات إسرائيلية لا تعد ولا تحصى، لكن السنوات القليلة الماضية سجلت تصاعدا ملحوظا ومخاطر غير مسبوقة قام بها الاحتلال بحق المسجد الأقصى، وبات من الواضح أن الاحتلال يخطط لتنفيذ اعتداء كبير على المسجد، خاصة في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة قد ترتكب حماقات وإجراءات مجنونة. فمن بين المخاطر التي يتعرض لها المسجد ، حلم بناء الهيكل، وذلك من خلال قيام جماعات يهودية دينية بشكل شبه أسبوعي باقتحام الأقصى وأداء شعائر دينية وطقوس تلمودية داخل ساحاته، وقد قامت المجموعات اليهودية بنصب ما يسمى ب"شمعدان الهيكل الذهبي"، ومجسم كبير للهيكل الثالث المزعوم قبالة المسجد الأقصى، إضافة إلى العديد من الخطوات الأخرى التي هي ضمن مزاعم الهيكل. كما عمدت المؤسسة الإسرائيلية مؤخرا إلى إعداد الخطط والبرامج والتنفيذ المتدرج لمخطط تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وذلك على غرار ما حصل في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة. من جهتها أعلنت الهيئة الإسلامية العليا في القدس برئاسة الشيخ عكرمة صبري أن 21 أغسطس من كل عام هو يوم عالمي لنصرة المسجد الأقصى. وحذرت الهيئة في بيان صحفي أمس الجمعة بمناسبة الذكرى ال41 لحريق الأقصى الذي يصادف اليوم السبت، من أن الحفريات الصهيونية والأنفاق تحت المسجد الأقصى ومحيطه تنذر باحتمالية انهياره أو هدمه في أي وقت قادم. وقالت إن جرائم الاحتلال الصهيوني بحق القدس والمقدسات لم تتوقف وزادت وتضاعفت منذ جريمة إحراقه يوم 21 أغسطس عام 1969، مشيرة إلى عدة انهيارات في بلدة سلوان نتيجة هذه الحفريات والتي كشفت عن شبكة أنفاق متوجهة إلى المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى التشققات في الجدار الشرقي والجدار الجنوبي للمسجد الأقصى. من جانبها اعتبرت جامعة الدول العربية "إن الجريمة التي ارتكبت يوم 21 أغسطس 1969 بحق المسجد الأقصى مستمرة ولم تنقطع لحظة واحدة، مشيرة إلى استمرار سياسة الاحتلال في تهويد المدينة المقدسة . وأكد الأمين العام المساعد للجامعة لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح أن الهجمة الصهيونية الأخيرة والمستمرة على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس، تمثل تطورا خطيرا، الأمر الذي يتطلَّب وقفة عربية وإسلاميةً جادَة. وأشار إلى أن قرار الحكومة الصهيونية ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة التراث اليهودي ووضع 150 أثرا وموقعا إسلاميا على قائمة الانضمام إلى قائمة التراث الصهيوني، إنما هي محاولةٌ فاشلة من الاحتلال لاصطناع تاريخ مزيف يثبت أن لهم تراثا وحضارة. يشار إلى أن هذه الذكرى تأتي في وقت مازالت فيه إسرائيل تواصل خططها لتهويد القدس ومنع المسلمين من أداء شعائرهم الدينية، إضافة إلى تداعيات خطيرة بعد أن حولت إسرائيل عملية السلام إلى عملية حرب ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة . سبأنت