يصادف يوم غدٍ الجمعة ال 21 من شهر أغسطس الجاري الذكرى الاربعين لإحراق المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفيين, على يد العصابات الصهيونية وذلك عام 1969م. وتحل ذكرى إحراق المسجد الأقصى هذا العام في ظل تداعيات خطيرة وظروف بالغة الأهمية بعد أن حولت إسرائيل عملية السلام إلى عملية حرب ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة . وتأتى هذه الذكرى في وقت مازالت فيه إسرائيل تواصل خططها لتهويد مدينة القدس ومنع المسلمين من أداء شعائرهم الدينية, الى جانب مصادرتها المزيد من الأراضي في المدينة وبناء المزيد من المستوطنات فيها وحولها لتغيير الوضع الديمغرافي في القدس واستيلائها المتواصل على المؤسسات والمقار الفلسطينية . وأكد رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة جمال الخضري اول امس الثلاثاء أن حريق المسجد الأقصى على أيدي اليهود المتطرفين ما زال مستمراً الى يومنا هذا، بأشكال متعددة. وقال البرلماني الفلسطيني جمال الخضري في بيان صحفي حول ذكرى حرق متطرف يهودي المسجد الأقصى " في ذكرى حريق الأقصى الذي يصادف في ال 21 من الشهر الجاري ما زال الاحتلال يواصل اعتداءاته بحق المقدسين من هدم منازلهم ومحاولة تهجيرهم وطردهم من منازلهم، وإنهاء الوجود العربي والإسلامي والفلسطيني". وأشار الخضري إلى أن الأقصى يتعرض هو الأخر لحرب تهويد وتدمير بحفر الأنفاق واقتحامات المستعمرين المتكررة بشكل يومي، إضافةً لمحاولات شرطة الاحتلال السيطرة على بوابات المسجد, والتي كان اخراها اقدام سلطات الاحتلال الاسرائيلي يوم أمس الاربعاء على تغيير اقفال احد ابواب المسجد الاقصى , الامر الذي اثار سخط الفلسطينيين . وندد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين يوم امس الاربعاء, بهذا الاعتداء مؤكدا بقوله : إن هذا الاعتداء يضاف إلى سلسلة الاعتداءات الصارخة على المسجد الأقصى المبارك. واضاف المفتي في بيان له ان هذا الاعتداء يتزامن مع الذكرى ال 40 لإحراقه والتي تصادف 21 من شهر اغسطس الجاري، وإن الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك تزداد يوماً بعد يوم. وحذر مفتي القدس من التدريبات التي تقوم بها وحدات خاصة في القوات الإسرائيلية لتسلق جدران المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، معتبرا أنها تنذر بخطورة ما يخطط له الاحتلال ضد الأقصى. وناشد المفتى الفلسطينيين شد الرحال إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك وعلى مدار الأيام لحمايته مما يحاك له من مؤامرات ومكائد تهدف إلى إزالته - لا قدر الله - وبناء الهيكل المزعوم مكانه. ولم يكتفي المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بمناشدته الفلسطينيين يوم أمس الاربعاء لشد الرحال الى القدس خلال شهر رمضان لحمايته مما يحاك له من مؤامرات تهدف لهدمه . فما كان منه الا ان دعا اليوم الخميس المسلمين في أنحاء العالم 'للتحرك نصرة لإخوانهم الفلسطينيين الذين يقفون سداً منيعاً في مواجهة ما يحدق بالمسجد الأقصى المبارك من مكائد تحاك للنيل من قدسيته. وقال المفتي في بيان له : ان هذه الذكرى الأليمة تأتي في عامنا هذا ونحن على أبواب شهررمضان المبارك وبالتزامن مع تكثيف الاحتلال من إجراءاته التعسفية ضد الأقصى المبارك لمنع المصلين المسلمين من أداء شعائرهم الدينية فيه الأمر الذي يجعلنا نجدد النداء إلى المسلمين ليشدوا الرحال إليه لإعماره. فيما حذر قاضي قضاة فلسطين تيسيرالتميمي اليوم الخميس من مؤامرة إسرائيلية للاستيلاء على المسجد الأقصى في القدس بهدف تهويده وإقامة (الهيكل المزعوم) عليه وتحويل أجزاء منه إلى كنيس يهودي. وقال التميمي في بيان أصدره بمناسبة ذكرى إحراق المسجد الأقصى التى تصادف يوم ال 21 من الشهر الجاري إن"إجراءات عملية خطيرة تنفذها السلطات الإسرائيلية ضد الأقصى لإكمال هذهالمؤامرة على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل". وأضاف التميمي أن هذه الممارسات "تقوم على اقتحام الجماعات اليهودية المتطرفة ساحاته يومياً بقيادة وتحريض من الأحزاب المتطرفة وبدعمها الكامل وبحماية أذرعها العسكرية المختلفة وبمنع الفلسطينيين الاقتراب من باب المغاربة". وتابع أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "أقامت بؤر استيطانية وكنس يهودية في محيطالأقصى وأزالت الكثافة السكانية الفلسطينية من حوله بتهويد الأحياءالعربية المحيطة به ، عدا عن سياسة هدم البيوت والاستيلاء على ما تبقىمنها". ولا تقل محاولات تهويد الاقصى هذه خطورة عن جريمة احراقه عندما امتدت يد الإثم والعدوان لإحراقه في عام 1969 , في محاولة من الصهاينة للقضاء على الأماكن الإسلامية في فلسطينالمحتلة . وأقدمت العصابات الصهيونية على تلك الجريمة الشنعاء بإيعاز من سلطات الاحتلال الإسرائيلي متجاوزة بذلك كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية التي أعطت لمدينة القدس وضعا وحقوقا خاصة وحفظت لها معالمها الأثرية والحضارية الإسلامية كافة . وإثر العملية الإجرامية التي استمرت عدة ساعات وأدت إلى إحراق الجناح الشرقي من المسجد المعروف بجامع عمر وسقف المسجد الجنوبي ومحراب صلاح الدين ومنبر السلطان نور الدين سارعت الدول والشعوب الإسلامية إلى استنكار تلك الجريمة وشجبها . واتخذت مؤتمرات القمة العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز واجتماعات الأممالمتحدة التي عقدت عقب الجريمة قرارات منددة بالجريمة الصهيونية النكراء وبالممارسات التعسفية الصهيونية في القدس والأراضي الفلسطينيةالمحتلة . وطالبت بسحب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة وفى مقدمتها مدينة القدسالمحتلة . وجاءت جريمة إحراق المسجد الأقصى في إطار سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في أوقات مختلفة وهي اعتداءات مستمرة حتى الآن . فقد اعتمدت سلطات الاحتلال سياسة تعسفية تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس إذ قامت في مطلع عام 1969م بإزالة حي المغاربة المجاور للمسجد بكامله وهدمت العديد من المساجد والمدارس الإسلامية التي تأسست في عهد الدولة الأموية . ومنذ الاحتلال الإسرائيلي الكامل لمدينة القدسالمحتلة عام 1967م قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الأبنية الإسلامية والأثرية الواقعة حول المسجد الأقصى بهدف تغيير وإزالة المعالم الإسلامية التي تتصف بها المدينة . وتضمنت الإجراءات الإسرائيلية شق الطرق داخل مقابر المسلمين الواقعة بالقرب من الحرم القدسي الشريف وجرفت عدداً منها بينها مقبرة الرحمة واليوسفية إلى جانب الاستيلاء على مواقع أخرى في القدس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية صهيونية. ومن أشد الإجراءات الإسرائيلية خطورة محاولات تهويد مدينة القدس باستخدام أساليب بعيدة عن الشرعية تضمنت مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية وممارسة أساليب القهر والإرهاب ضد سكانها العرب والمسلمين من أجل تهويد المدينة بالكامل ومحاولات تهجير اليهود من دول العالم وتوطينهم في القدس بل واعتبارها عاصمة لإسرائيل . واستمراراً للسياسة الإسرائيلية في تنفير المسلمين والتضييق عليهم وتخويفهم, قام المستوطنون الصهاينة في شهر فبراير عام 1994م بارتكاب مجزرة ضد المصلين العزل من المواطنين الفلسطينيين داخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى . كما تقوم مجموعات من الصهاينة المتطرفين بين فترة وأخرى بإطلاق تهديداتهم لاقتحام المسجد الأقصى والاعتداء عليه . وتواصل إسرائيل انتهاك الأعراف والمواثيق الدولية ومن ذلك بناؤها جدار الفصل العنصري, الذي أقامته في الضفة الغربية, بهدف تقسيم السكان على أساس عرقي وفصل المواطنين الفلسطينيين عن بعضهم وإعاقة حركتهم من خلال فرض حظر التجول والإغلاق ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي والممتلكات الفلسطينية التي تعد مصدر الرزق الوحيد لمئات العائلات الفلسطينية مما يعد تقسيماً للهوية الفلسطينية من الناحية الدينية والوطنية والعرقية . وأصدرت محكمة العدل الدولية في شهر يوليو عام 2004م قرارها بإزالة الجدار وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا القرار مما يعد انتصاراً كبيراً للدبلوماسية الفلسطينية والعربية في مواجهة العدو الإسرائيلي . سبا وكالات