عرض سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي بدء حوار وطني حول الدستور الليبي. ودعا في كلمة بثها التلفزيون الليبي مساء أمس إلى قيام جمهورية ثانية بعلم جديد ونشيد جديد. وقال سيف الإسلام القذافي: إن البلاد تعيش لحظات تاريخية خطيرة، مؤكدا اعتزامه إطلاق مبادرة تاريخية ووطنية لعقد مؤتمر شعبي عام بأجندة واضحة لإقرار مجموعة من القوانين للصحافة والمجتمع المدني وغيرها، وكذلك تشكيل لجنة لتعديل الدستور. وأضاف إن هذا المؤتمر يضمن الوحدة لليبيا بدلا من الانفصال، ويرجع الحكم المحلي إلى ليبيا، وكل منطقة تختار من يسير أمورها، ويكون هناك حكم مركزي محدود. وتابع قائلا:" وبالتالي نتحول من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية، ونلتقي على ليبيا جديدة، بنشيد جديد وعلم جديد". وحذر القذافي من أن الجيش قادر وسيفرض الأمن بأي ثمن، مؤكدا أن عشرات الآلاف يتقاطرون إلى طرابلس للدفاع عنها. وخيّر سيف الإسلام الليبيين بين الإصلاح والمؤتمر الشعبي أو الاستعداد للدخول في مواجهات وحرب أهلية وتدمير النفط والغاز وانتشار الفوضى. وأضاف:" وعليكم أن تنسوا تعليم أبنائكم وصحتهم، وكذلك استعدوا لاستعمار جديد، فأوربا وحلف الأطلسي لن يقبلوا بإمارة إسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأبشركم بالأساطيل الأمريكية التي ستحتل البلد فهي لن تسمح أن يذهب للإسلاميين، ولن يسمحوا أن تصبح ليبيا مصدرا للإرهاب". وأكد سيف الإسلام أن الليبيين لن يفرطوا بشبر واحد من ليبيا، وقال:" أهلنا قاتلوا منذ 60 عاما من أجل ليبيا وبلا مقابل ولم يكن لدينا بترول ولا غاز، ولن نترك البلد لعصابات وبلطجية". وتابع:"نطالب بحل أخير ونهائي قبل أن يحتكم الليبيون كلهم إلى السلاح الذي أصبح في متناول الجميع وسنبكي على مئات الآلاف من القتلى بدلا من أن نبكي الآن على بعض القتلى". وقال سيف الإسلام إن "ليبيا ستكون لمدة 40 سنة بلا تعليم وبلا صحة إذا استمر الوضع ولن تجدوا من يعيد البناء في البلد، وفي هذه اللحظة تجوب الدبابات شوارع بنغازي وفيها مدنيون وليس الجيش بعد أن تم الاستيلاء عليها". وأوضح أن ليبيا تعيش فتنة كبرى، وتهديد للوحدة الوطنية، مؤكدا أن سقوط القتلى أجج المتظاهرين في بنغازي و"كان هناك خطأ من الجيش في بنغازي، كما الجيش غير مدرب على قمع الشغب" حسب قوله. وبحسب سيف الإسلام فأن ثلاث مجموعات تقف وراء ما يحدث، وهي مجموعات منظمة، ومجموعة ثانية هي جماعات إسلامية و"الإسلام منها براء"، وقد هاجموا معسكرات الجيش وأعلنوا إمارة إسلامية في البيضاء، أما المجموعة الثالثة فهي أطفال ومن يتعاطون المخدرات وأشخاص متعاطفون. وقال:" اعتقلنا عشرات العرب من العمال وتم صرف الملايين عليهم من قبل البعض لإثارة الفتنة في ليبيا وهناك مجموعات تريد أن تكون دولة في شرق ليبيا، وهناك من يريد تشكيل حكومة في بنغازي". وأوضح أن "الإعلام الرسمي لم يغطي الأحداث وهذا كان خطأ، واستغل الإعلام العربي الأحداث وأصبح مصدرا للمعلومات غير الصحيحة والشائعات"، وتابع:"فئة "البلطجية" مستفيدة من ما يجري في ليبيا، ومن مصالحهم أن تنهار الدولة وينهار القانون، وهم يريدون أن يعيثوا فسادا في البلد". وتحدث سيف الإسلام عن البترول قائلا:" هو من وحد ليبيا وهو في وسط البلد، والجميع يعتاش منه، وعندما يحدث انفصال لن يكون هناك قدرة على إدارة البترول في ليبيا، والمجرمون سيحرقون البترول، ولن يستفيد منه أي شخص، وما يحدث بالغ الخطورة، ولا نريد العودة إلى أيام الفقر، وانهيار التعليم والصحة، وسنضطر للهجرة من ليبيا لأنها ستصبح فقيرة إذا استمر الوضع على ما هو عليه". وكالات