شهدت ساحة ميدان التحرير والشوارع والأحياء المحيطة بها بعد صلاة الجمعة, مهرجانا جماهيريا حاشدا, وأعقبه مسيرة مليونية شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين.. توافدوا من مختلف مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء ومن عدد من المحافظات المجاورة لهما، وذلك للتعبير عن تمسكهم بالشرعية الدستورية وبالأمن والاستقرار، ورفضهم لكل الدعوات الهدامة لدعاة الفرقة والتخريب والانفصال وأعداء الثورة والجمهورية وتجار السياسة والمتربصين بالوطن وأمنه وسكينته العامة والسلم الاجتماعي. وجددوا تأييدهم ومباركتهم للمبادرة التاريخية التي أعلنها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمام الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى في الثاني من فبراير الجاري وكذا تأييدهم لتجديد دعوته لمواصلة الحوار للتهيئة للحوار الوطني الشامل ورفضهم القاطع لأعمال الفوضى والعنف والتخريب والتأكيد على ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة وحماية الثوابت الوطنية، والمكتسبات التي حققها شعبنا في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة. ورفع المشاركون في المهرجان و المسيرة العلم الوطني وصور فخامة رئيس الجمهورية وشعارات تقول" نعم للأمن والاستقرار والتنمية ", "لا للفوضى والتخريب والعنف والغوغاء".." لا لصناع الأزمات ومثيري الفتن", " لا لمثيري المناطقية والطائفية"," بالروح بالدم نفديك يا يمن". وحمل المشاركون في المهرجان والمسيرة لافتات كتب عليها عبارات تستنكر بشدة الدعوات الساعية إلى السير بالوطن نحو الفوضى والعنف والفتن.. مؤكدين على ضرورة تكاتف كافة الجهود في سبيل إنجاح الحوار الوطني الشامل بما يكفل بلورة معالجات لمختلف القضايا الوطنية في ظل الثوابت الوطنية وبما يجنب الوطن مخاطر الانزلاق إلى ويلات الصراع والفتن. وردد المشاركون في المسيرة هتافات معبرة عن وقوف أبناء اليمن خلف القيادة السياسية واستعدادهم الدائم للاصطفاف مع كل أبناء الوطن لحماية منجزات الثورة والجمهورية والوحدة للذود عن الثوابت الوطنية وإحباط أية مخططات تآمرية تستهدف إذكاء النعرات ونشر بذور الفرقة والشتات بين أبناء الوطن اليمني الواحد وأية محاولة لزعزعة الأمن والإستقرار في ربوع الوطن والسير به نحو أعمال العنف والتخريب والفوضى وتقويض سلمه الإجتماعي من قبل المغامرين والمقامرين بالوطن الذي أعمتهم مصالحهم الأنانية والذاتية، وعملوا على التآمر على الوطن وشرعيته الدستورية وأمنه واستقراره ووحدته.. مشيرين إلى أن شعبنا لن يسمح لدعاة الفتنة والفوضى أن يحققوا أفكارهم وأهدافهم الخبيثة. وتحدث في المهرجان الذي حضره وزير الدولة أمين العاصمة عبد الرحمن الأكوع وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وحشد من العلماء وقيادة السلطة المحلية وقيادات عدد من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وعقال الحارات والمشائخ والأعيان بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء.. تحدث محافظ صنعاء نعمان دويد بكلمة حيا في مستهلها هذه الحشد الجماهيري الكبير لأبناء اليمن. وقال المحافظ دويد:" لقد تقاطر أبناء اليمن إلى ساحة هذا الحشد الجماهيري الكبير وخصوصا من ساكني أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء بمختلف شرائحهم ليعلنوا تمسكهم بالعملية الديمقراطية كأساس للتداول السلمي للسلطة باعتباره الخيار الذي أقره الشعب اليمني مع إعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م". وأشار إلى أنه خلال العشرين عاما من الخطوات المتقدمة للممارسة الديمقراطية حدثت الكثير من الإشكالات والتباينات في آليات التطبيق إلا أن الحوارات المسؤولة والجادة كانت مع كل خطوة جديدة تخرج بحلول ونتائج تسهم في تقدم العملية الديمقراطية وترسيخها كأساس وحيد للتداول السلمي للسلطة. وأوضح المحافظ دويد أن الانتخابات التنافسية الرئاسية والمحلية في العام 2006 مثلت نموذجا للممارسة الديمقراطية والحرية والنزاهة التي شهد لها الجميع محليا ودوليا .. لافتا إلى أننا اليوم وبدلا من السير قدما في تطوير العملية الديمقراطية يحاول البعض من خلال أساليب تأجيجية ونشر التوعية الخاطئة وجر البلاد إلى أتون الصراعات والفوضى بهدف إجهاض وواد النهج الديمقراطي؛ الأمر الذي لا يقبله كل العقلاء والشرفاء من أبناء الوطن. وأشار إلى أن هذه الجماهير الحاشدة جاءت اليوم من منطلق الحرص على الوطن وأمنه واستقراره لتعلن رفضها لكل أشكال الفوضى والتخريب، وتؤكد على أن الحوار هو الطريقة المثلى لإزالة الاحتقانات السياسية التي تشهدها الساحة الوطنية وهي الوسيلة التي يستطيع من خلالها كل أبناء الشعب بمختلف تكويناتهم وانتماءاتهم السياسية رسم طريق المستقبل والحفاظ على الإنجازات التي تحققت في ظل دولة الوحدة المباركة والتطلع نحو مستقبل مشرق بعيدا عن التعنت والمكابرة. وأردف قائلا:" كما أن هذا الحشد جاء ليعبر كذلك عن التأييد الجماهيري لمبادرة فخامة رئيس الجمهورية بالعودة إلى طاولة الحوار باعتبار أن إنجاح المبادرة وإثرائها بالحوار تمثل مسؤولية وطنية يتحملها الجميع دون استثناء خاصة وأن المبادرة تضمنت الكثير من الإصلاحات على كافة المستويات السياسية والاجتماعية وغيرها.. إضافة إلى تأييدهم للقرارات الصادرة عن اجتماع رئيس الجمهورية بعدد من قيادات الدولة يوم أمس، وفي مقدمتها ما يتصل بالجهود المبذولة من أجل الدفع بالحوار الوطني، وبما يزيل أي احتقانات قائمة في الشارع اليمني وبين أطراف منظومة العمل السياسي بما يحقق المصلحة الوطنية العليا". من جهته قال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن محمد الجدري في كلمة منظمات المجتمع المدني أن على الجميع مسؤولية وطنية كبرى اليوم قبل الغد بأن يكونوا على يقظة وحرص كبير على أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والعمل الديمقراطي ومؤسساته الدستورية ". وأشار إلى أن عمال اليمن هم أدوات البناء والتنمية وسيظلون حراسا على منجزاتهم العملاقة التي شيدت وبنت في كل مناحي الحياة تحت رعاية العامل الأول فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي تعلمنا منه وما زلنا نتعلم معنى التسامح والإخاء والتعاون البناء وكيفية التضحية من أجل الوطن. وتابع :"إن جماهير العمال تدعو كافة ألوان الطيف السياسي سلطة ومعارضة أحزابا وإفرادا أن يبنوا اليمن وأن يسارعوا إلى الحوار وبناء الثقة المتبادلة والروح الوطنية العالية وأن يكونوا أهل لشهادة سيد البشر محمد صلى الله علية وسلم بأن الإيمان يماني والحكمة يمانية". بدوره انتقد رجل الأعمال يحيى الحباري في كلمة القطاع الخاص تصعيد أعمال الفوضى ممن يسعون إلى إثارة الفوضى والتخريب ويريدون العودة بتاريخ اليمن إلى الوراء.. داعياً الجميع القبول بمبادرة فخامة رئيس الجمهورية والجلوس إلى طاولة الحوار لما من شأنه الخروج من هذه الأزمة. وألقيت في المهرجان قصيدتان شعريتان نالت الاستحسان. بدورهم جدد المشاركون في المهرجان رفضهم لكل محاولات إثارة الشغب والفوضى والتخريب والفتنة ومحاولات إعاقة التنمية عبر القيام بأعمال تخل بالأمن وتؤثر سلبا على حالة الإستقرار الأمني وتسهم في طرد الاستثمارات وبالتالي إعاقة جهود الدولة في مكافحة الفقر والبطالة . واعرب المشاركون في البيان الختامي الصادر عن المهرجان والذي تلاه جمال الخولاني، عن ادانتهم لكل اعمال التضليل وتزييف وعي الناس والزج بالأبرياء لتحقيق مصالح حزبية وذاتية ضيقة والتخريب والتقطع والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة من قبل بعض العناصر الخارجة عن القانون. وأكد المحتشدون تأييدهم لمبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية معتبرين المبادرة تجسيد صادق لحكمته وتسامحه وحرصه على مصالح الوطن العليا وتغليبها على أية مصالح أخرى . وطالب المشاركون احزاب اللقاء المشترك بالاستجابة للمبادرة باعتبارها فرصة جديدة والوصول الى توافق حول القضايا المطروحة للحوار... داعين اللجنة الرباعية الى سرعة استئناف الحوار وترتيب قضايا الحوار وتحديد مدة زمنية محددة للوصول الى توافقات حولها بما يحقق المصلحة الوطنية التي هدفت منها المبادرة الرئاسية . وشدد المشاركون في المهرجان على ضرورة الحفاظ على الديمقراطية التي جعلت التداول السلمي للسلطة مكفولا امام جميع القوى السياسية عبر صناديق الاقتراع ورفض اي محاولات للانقلاب على المؤسسات الدستورية أو على النهج الديمقراطي وهو ما لم يسمح به الشعب اليمني . كما طالبوا جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الوطنية والعلماء والمثقفين وكافة شرائح المجتمع بالوقوف صفا واحدا ضد كل المحاولات الرامية الى إثارة الفتن والحفاظ على وحدة الوطن ومكتسباته ومصالحه وسيادته انطلاقا من قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ". صدق الله العظيم. الجدير بالذكر ان مبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تضمنت دعوته لاستئناف الحوار عبر لجنة الأربعة من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركاءه، وتجميد مشروع التعديلات الدستورية لما تقتضيه المصلحة العامة وحتى يتم التوافق عليها وفتح السجل الانتخابي لمن بلغوا السن القانونية. كما تضمنت تأكيد فخامته على أنه لا تمديد ولا توريث والذي حاولت بعض القوى السياسية استغلاله لتزييف الوعي, فضلا عن تأكيده على إصلاحات شاملة في مجال الحكم المحلي وانتخاب محافظي المحافظات ومديري المديريات انتخابا مباشرا واعطاء صلاحيات واسعة للمحافظين وكذا تأكيده على الاجراءات الاقتصادية الهادفة لمكافحة الفقر والحد من البطالة . سبا