يعقد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد يوم غد الجمعة جلسة خاصة لمناقشة الوضع في سوريا، وسط انباء عن هجوم للجيش السوري على مدينة درعا التي شهدت تظاهرات منادية بالديموقراطية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سدريك سابي المتحدث باسم مكتب المفوض الاعلى لحقوق الانسان، قوله ان الجلسة الخاصة "ستعقد يوم الجمعة 29 نيسان/ابريل عند الساعة 11 صباحا". واضاف سابي ان عشرا من دول الاتحاد الاوروبي اضافة الى اليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية والسنغال وزامبيا قدمت الطلب الذي اقترحته الولاياتالمتحدة. وتشارك في عضوية المجلس دول تعد حليفا تقليديا لسوريا مثل روسيا والصين وكوبا اضافة الى دول اسلامية مثل ماليزيا وباكستان وعدد من الدول العربية. ويرى ناشطون حقوقيون سوريون ان عقد جلسة الجمعة في جنيف سيشكل ضربة لترشيح سوريا لعضوية المجلس، التي اعلنت في الاممالمتحدةبنيويورك عن نيتها الترشح لعضوية المجلس في الفترة من 2012 الى 2014. وجاء في وثيقة بتاريخ الاول من شهر مارس الماضي ان الترشح "يمثل التزامها باحترام ودعم الحقوق الثابتة والطبيعة الموحدة لجميع حقوق الانسان". ويتوقع ان تصوت الجميعة العامة للامم المتحدة في نيويورك على ترشيح الاعضاء الجد في المجلس في شهر مايو المقبل . ويعتر الناشطون السوريون دخول الجيش السوري الى مدينة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام في سوريا والذي ادى الى مقتل اكثر من ثلاثين شخصا خلال يومين، زاد من القلق الدولي حيال الاوضاع في سوريا . لهذا استدعت باريس اليوم الاربعاء سفيرة سوريا لميا شكور للتأكيد على ادانة قمع التظاهرات، في اطار خطوة تم التنسيق بشأنها مع بريطانيا والمانيا واسبانيا وايطاليا، كما صرح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو. وقال فاليرو "اردنا تذكيرها بادانتنا للقمع المتفاقم ومطلبنا بانهاء استخدام القوة ضد السكان باسرع ما يمكن وبالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين". ويتهم الناشطون السوريون النظام السوري باللجوء الى الحل العسكري من اجل خنق الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في البلاد. ردا على ذلك اكدت السلطات السورية التي تتهم منذ البداية "العصابات الاجرامية المسلحة" بالوقوف وراء هذه الاعمال، ان دخول الجيش الى درعا على انه جاء بناءا على طلب الاهالي بهدف طرد "المجاميع الارهابية المتطرفة". وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الجيش طرد "المجموعات المتطرفة المسلحة" التي هاجمت مواقع عسكرية وقطعت الطرق في درعا ومحافظتها. ولفتت الوكالة الى ان ثلاثة قتلى و15 جريحا في صفوف قوات الامن والجيش سقطوا جراء هذه المواجهات . فيما عرض التلفزيون الرسمي السوري في الليل مشاهد لاشخاص قدموا على انهم اعضاء "عصابتين مسلحتين" في درعا وجبلة (شمال غرب). ونقلت صحيفة (تشرين) الحكومية عن الشخصين قولهما انهما استلما نقودا واسلحة من مجاميع متطرفة من اجل قتل عناصر قوات الامن بهدف خلق المشاكل في سوريا. من جانبه قال السفير السوري لدى مجلس الامن بشار جعفري الذي رفض فكرة اجراء تحقيق دولي حول الاوضاع في بلاده، "نحن نأسف عن مايجري، لكن عليكم الاخذ بنظر الاعتبار ان هذه المشاكل والاحتجاجات تحمل في بعض اوجهها نوايا مقنعة". وكان مجلس الامن الذي يفترض ان يعقد جلسة اليوم قد فشل في تبني مشروع بيان يوم امس الثلاثاء اقترحته اربع دول اوروبية هي بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال يدين اللجوء الى العنف بحق المتظاهرين في سوريا. ويواجه نظام الرئيس السوري بشار الاسد حركة احتجاج شعبية لا سابق لها منذ منتصف الشهر الماضي قتل خلالها قرابة 400 شخص على ايدي قوات الامن السورية بحسب ناشطين حقوقيين. فيما تحدثت المفوضية العليا لحقوق الانسان، عن مقتل 107 اشخاص خلال الفترة من 22 وحتى 24 ابريل الجاري جراء عمليات القمع الذي تنفذه السلطات السورية ضدى المحتجين في مدينة درعا، على حد قولها . سبأنت وكالات