رحبت جامعة الدول العربية وفصائل فلسطينية اليوم السبت بقرار تركيا تعليق اتفاقاتها العسكرية مع إسرائيل وتخفيض التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السكرتير الثاني. وأشاد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح في تصريح للصحفيين اليوم بقرار تركيا طرد السفير الاسرائيلي لديها. وقال: إن "إسرائيل هاجمت السفن التركية في المياه الدولية وهو عدوان على سيادة تركيا ومن حقها أن ترد بالشكل الذي تراه مناسبا خاصة انها أعطت فرصة لإسرائيل ولم تطلب سوى الاعتذار ولكن إسرائيل واصلت سلوكها وتعاملت بصفاقة مع السفير التركي في إسرائيل فضاق الصدر التركي. بدوره وصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي قرار تركيا تخفيض التمثيل الدبلوماسي الاسرائيلي بالضربة التي تستحقها الحكومة الاسرائيلية وعقابا على ما ترتكبه من جرائم بحق الانسانية. وقال الطيراوي في بيان صحفي "إن هذا الموقف هو أقل ما يمكن إن تقوم به اي دولة يتعرض مواطنوها للقتل اثناء تاديتهم لمهمة تضامنية وانسانية وسلمية بهدف رفع الحصار المفروض على قطاع غزه ودعم صمود القطاع الذي يعاني ويلات الحصار. وأضاف الطيراوي إن موقف اسرائيل الرافض للاعتذار عن مجزرة أسطول الحرية هو دليل على الغطرسة وعدم احترام الارواح التي سقطت نتيجة الهجوم الارهابي الاسرائيلي. وأوضح أن اسطول الحرية كان مثالا حيا شاهده العالم ليصبح شاهدا على الجرائم التي ترتكبها اسرائيل ضد كل من يحاول دعم الفلسطينيين ومثالا حيا على الارهاب الذي تمارسه ضد المدنين وهو نهج يومي وعقاب جماعي مستمر ضد الفلسطينيين والمتضامنين معهم. وفي وقت سابق اليوم رحبت حركة الجهاد الإسلامي باعلان الحكومة التركية اتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل ردا على رفضها الاعتذار عن الهجوم الدموي الذي شنته قوة بحرية تابعة لها على قافلة سفن (اسطول الحرية) المتوجه الى غزة في مايو 2010. وقالت الحركة في بيان صحفي ان "اعلان انقرة تخفيض مستوى العلاقات مع الاحتلال إلى الحد الادنى وتعليق التعاون العسكري مع الصهاينة يشكل بداية مهمة على طريق عزله باعتباره كيانا غريبا عن المنطقة". ودعا البيان كافة الدول العربية والاسلامية التي تقيم علاقات مع اسرائيل الى اتخاذ "قرارات حازمة ووقف علاقاتها تماما مع الكيان الصهيوني". مشدداًعلى "ان مثل هذا القرارات لابد ان تعلن بشكل فوري وتترجم عمليا دونما تسويف حتى تكون اكثر فعالية ورادعة للعربدة الصهيونية". كما ثمنت الحركة في البيان اعلان انقرة "عزمها اتخاذ اجراءات قانونية ضد المسؤولين والجنود الصهاينة الذين شاركوا واعطوا الاوامر لتنفيذ جريمة مهاجمة سفينة (مرمرة) حيث استشهد تسعة مواطنين اتراك". وشددت حركة الجهاد الاسلامي على ان "المجتمع الدولي الذي يقف شاهدا على هذا الحصار دونما حراك فعلي لكسره وانهائه يعد شريكا كاملا للاحتلال في جريمته". وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد رحبت أمس بهذه الإجراءات وإعتبر الناطق باسمها سامي أبو زهري القرار التركي "ردا طبيعيا على الجريمة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية وإصرار الاحتلال على رفض رفع الحصار عن غزة". كما رحبت حركة المقاومة الشعبية بقرار تركيا، وقال الناطق باسم الحركة خالد الأزبط "إن هذا ما عهدناه من تركيا التي أكدت وقوفها الدائم إلى جانب حقوق شعبنا الفلسطيني في كل المواقف والتي تعتبر اليوم الحليف الأول للشعب الفلسطيني في ظل المتغيرات القائمة في المنطقة". من جهتها رحبت حركة "أنصار المجاهدين" وجناحها العسكري "كتائب المجاهدين" بالقرار التركي، وقالت في بيان "نحيي موقف تركيا حكومة وشعبا على مواقفهم الداعمة لفلسطين وقضيتها العادلة"، داعية تركيا إلى "تصعيد مواقفها المشرفة وصولا إلى إنهاء العلاقات مع الاحتلال". وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اعلن يوم امس قرار حكومته طرد السفير الاسرائيلي في انقرة وتعليق كافة الاتفاقيات العسكرية وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي لبلاده في اسرائيل. وجاء هذا الاعلان على خلفية تقرير الاممالمتحدة حول الهجوم الاسرائيلي على اسطول سفن الحرية في نهاية شهر مايو من العام الماضي حيث استشهد تسعة اتراك في هجوم وصفته انقرة بأنه همجي وغير اخلاقي. واعتبر تقرير الأممالمتحدة أن عملية الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية كانت "مبالغاً فيها" مع إقراره بمشروعية الحصار البحري لغزة. وفي الوقت الذي تصر فيه اسرائيل على عدم الاعتذار لتركيا على ما ارتكبته مدعية ان جيشها كان يقوم بالدفاع عن النفس أكد مسؤول حكومي لدى إسرائيل، أمس، أن بلاده تأمل في إصلاح العلاقات مع تركيا، بعد أن طردت أنقرة السفيرالإسرائيلي، وعلقت الإتفاقات العسكرية مع إسرائيل.