واصلت وسائل الإعلام العربية والدولية اهتمامها بالانتخابات الرئاسية المبكرة والتي ستجري يوم غدٍ الثلاثاء، واعتبرت ان اليمن يخطو غداً خطوته الأولى على طريق الألف ميل من أجل الانطلاق نحو عهد جديد، فيما أبرزت هذه الوسائل كلمة المرشح التوافقي للانتخابات الرئاسية المشير عبد ربه منصور هادي والتي بثتها وسائل الإعلام المحلية . وأفردت هذه الوسائل من إذاعات وقنوات فضائية ووكالات انباء وصحف مساحات واسعة في تغطيتها للانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن، ونقلت عن المرشح التوافقي عبدربه منصور هادي تأكيده أن المرحلة الراهنة فرضت عليّه تحمل المسؤولية وإن بدت الطريق وعرة وتطلعه لأن تكون المرحلة القادمة بوابة الى المستقبل الأفضل . وأجمعت وسائل الأعلام العربية والدولية في تقاريرها وتحليلاتها على الأهمية التي تكتسبه الانتخابات الرئاسية المبكرة وأن ما يشهده اليمن يوم غد الثلاثاء سيمثل حدثا ديمقراطيا ناجحا من شأنه الدفع بالتجربة الديمقراطية في اليمن نحو أفاق أكثر إشراقا وديناميكية. وتناولت صحيفة / المدينة/ السعودية في صدر صفحاتها كلمة المرشح التوافقي باهتمام واسع وتأكيده أن " الحوار وحده قادر على كبح جماع الفوضى.. والقضية الجنوبية وتداعياتها وما حدث في صعده أولويات تستدعي الوقوف عندها في القريب" .. وأن اليد ممدودة لكل الأيادي الخيّرة .. والاستقرار المنشود لن يتحقق إلا بتعاون الجميع مع حكومة الوفاق والعمل بروح وطنية لا حزبية لكي يشعر المواطن بإيجابيات التغيير" . كما تناولت الصحيفة السعودية في كلمتها الانتخابات الرئاسية في اليمن وقالت " إن أنظار العالم تتجه غدًا إلى اليمن عندما يتوجه قرابة 12 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جاءت تتويجًا للجهود الخليجية ". وعدت تلك الانتخابات مرحلة جديدة في تاريخ اليمن الحديث يُفترض أن تنقله إلى أجواء الأمن والاستقرار والسلم الأهلي لمواجهة التحديات المتزايدة التي يواجهها . وتابعت قائلة " ثمّة ما يدعو إلى التفاؤل بنجاح تلك الانتخابات التي يعوَّل عليها في إخراج هذا البلد العربي الشقيق من الظروف الصعبة التي تتابعت عليه خلال عام من المعاناة ونزيف الدم وتعطيل أدوات البناء والإنتاج، والانتقال إلى المرحلة الجديدة التي تلوح بشائرها الآن ببلوغ كامل أهداف المرحلة الانتقالية والقفز إلى آفاق المستقبل المؤمل أن تسوده أجواء الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة في إطارآمن ومستقر وموحد " . من ناحيتها اعتبرت صحيفة /عكاظ/ السعودية أن الانتخابات الرئاسية المبكرة اليمنية جاءت وفقاً للأدبيات والأفكار التي طرحتها المبادرة الخليجية، والتي تم تعديلها عدة مرات قبل أن يقدم على التوقيع عليها الرئيس علي عبدالله صالح في 23 نوفمبر الماضي، والتي بموجبها تم نقل صلاحياته إلى نائبه. ورأت أن الانتخابات سوف تؤدي إلى صياغة حياة سياسية واجتماعية جديدة إذا سارت بنزاهة، وسوف تؤدي بالمقابل نحو الاتجاه إلى الاستقرار الداخلي في اليمن، وهو ما سوف ينعكس بالضرورة على دول الجوار ومنها المملكة، ذلك أن استقرار اليمن هو استقرار للمملكة والعكس بالعكس. وقالت : إن هذه الانتخابات تمثل لحظة تاريخية لليمن ،وهو ما يقتضي الاتجاه إلى بناء يمن جديد . بدورها ركزت وكالة الانباء القطرية على تأكيد المرشح التوافقي عبدربه منصور هادي أن الاستقرار المنشود لليمن لن يتحقق إلا بتعاون الجميع. ونقلت عن هادي قوله " إن الصبر هو السلاح الذي نتحلى به حتى تتم صياغة اليمن المستقبل من خلال دستور يلبي مصلحة البلاد، ويوفر مبدأ الحكم الرشيد " .. مضيفاً إن كلمتي ليست برنامجاً انتخابياً، بل تعبير عن هموم نتشارك فيها جميعاً، ونسعى لإعادة سطوة القانون، بعيداً عن التسييس والتبعية " وشدد على إنه " لا يمكن الحديث عن وطن مستقر دون إنهاء مظاهر التسلح والمتاريس " .. معرباً عن ثقته في قدرة الجهود المبذولة في اليمن على استقرار الأوضاع . وتحت عنوان " اليمن والصفحة الجديدة " دعت صحيفة / الخليج / الاماراتية اليمنيين خلال هذه المرحلة وما يليها إلى تأكيد تمسكهم بمصالح بلدهم العليا وفي مقدمتها الوحدة الوطنية والاستقرار كي يبنوا معا مؤسساتهم التي تمثلهم خير تمثيل وتعبر عنهم .. سواء المؤسسات الدستورية أو غيرها من المكونات التي تراعي مصالحهم وتعمل لإرساء عقد اجتماعي يجمعهم ويخدمهم و تحقيق تنمية متوازنة لا جهوية فيها ولا تمييز بين يمني وآخر مهما كان انتماؤه . وقالت إن اليمن يخطو غداً خطوته الأولى على طريق الألف ميل من أجل الانطلاق نحو عهد جديد .. عهد يواكب العصر يكون هاجسه التنمية والعدالة الاجتماعية وقاعدته تداول السلطة وألف باؤه حرية الاختيار على الصعد والمستويات كافة . وأوضحت أن الرئيس الانتقالي معروف قبل الانتخابات وفق الآلية التي اتفق عليها ومع ذلك ثمة حاجة إلى تكثيف الإقبال على صناديق الاقتراع لتأكيد الرغبة الجماعية في التغيير ولأن المرحلة الانتقالية ستؤسس ليمن جديد يؤمل بأن يترجم مقولة اليمن السعيد . وأكدت "الخليج " في ختام مقالها الافتتاحي أن اليمن يطوي صفحة ويفتح أخرى اعتبارا من غد ، معربة عن أملها أن يكتب فيها اليمنيون مستقبلا واعدا وأن يستفاد كثيرا من دروس الماضي لوضع قطار العمل والبناء على سكته الصحيحة نحو محطات ترتقي به إلى ما يستحقه اليمنيون و هم يستحقون الكثير و أكثر ما يفرض الانتباه والحذر والخطوات المدروسة .. وأن المنطقة حبلى بالتطورات والمتغيرات ولا بد من بناء ثابت ومتين وحصين لصد أية مؤثرات يمكن أن تعطّل الانطلاقة نحو غد أفضل. وتحت عنوان "منعطف تاريخي في اليمن " أكدت نشرة " أخبار الساعة " الإماراتية أهمية الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم غد " الثلاثاء " واعتبرتها نقطة إنطلاق مهمة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد. وقالت النشرة إن اليمن مر بمرحلة تأزم سياسية وأمنيةصعبة خلال الفترة الماضية كانت لها تبعاتها السلبية على أكثر من مستوى . واشارت إلى أن المبادرة التي طرحها " مجلس التعاون لدول الخليج العربية " وتبناها " مجلس الأمن الدولي " مثلت إطارا أساسيا لتجاوز هذه الأزمة وطي صفحة التوتر والاضطراب وخطت البلاد بالفعل خطوات عدة على طريق وضع هذه المبادرة موضع التنفيذ .. فيما تنتظر غدا الثلاثاء الخطوة الأهم في مسار الانتقال السياسي ونقل السلطة وهي الانتخابات الرئاسية التي وصفها بحق مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بأنها " حدث تاريخي مهم في اليمن وبداية مرحلة جديدة فيه ". وأضافت النشرة الصادرة عن " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية " أنه على الرغم من أن نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي هو مرشح توافقي وحيد في هذه الانتخابات فإن مشاركة اليمنيين الواسعة فيها ستنطوي على إشارة مهمة إلى دعم الشعب مسار الانتقال السلمي وحماية آلياته التنفيذية في مواجهة بعض المعارضين لهذا المسار أو الذين يعملون على إفشالهأ وتعطيله ومن ثم إبقاء اليمن في دائرة مفرغة من العنف والتوتر والاضطراب وهذا مايفسر الدعوات التي صدرت عن أطراف عديدة في الداخل والخارج إلى تكثيف المشاركة الشعبية في العملية الانتخابية " . واختتمت " أخبار الساعة " مقالها الإفتتاحي بالقول إن هناك اهتماما دوليا كبيرا بتطورالأحداث على الساحة اليمنية وفي هذه الأحداث انتخابات الغد كما أن هناك دعما قويا من دول " مجلس التعاون " سواء لعملية الانتقال السياسي أو لعملية التنمية الاقتصادية وقد أكدت هذا الأمر بوضوح في أكثر من مناسبة وهذا يعكس إدراكا دوليا وخليجيا لأهمية اليمن في معادلة الأمن والاستقرار الإقليميين لكن يظل تأثيرالدعم الخارجي مهما كانت قوته مرتبطا بقدرة الأطراف الداخلية على إحداث التوافق والالتفاف حول أهداف وطنية واحدة وتمثل انتخابات الرئاسة غدا مناسبة مهمة لتأكيد حدوث هذا التوافق. أما وكالة الصحافة الفرنسية "ا ف ب" فقد ركزت على خطاب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي عشية انتخابه رئيسا توافقي اللبلاد بعد سنة من الازمة، ودعوته المجتمع الدولي الى تقديم دعم مالي عاجل لبلاده، وتعهده بالعمل خصوصا على اصلاح النظام السياسي واعادة احياء الاقتصاد والمضي قدما في الحوار ، فضلا عن اعادة اللحمة للقوات العسكرية والامنية. ونقلت الوكالة عن هادي قوله "نجدد طلبنا من الدول الشقيقة والصديقة الاسراع في تبني الدعم العاجل لليمن من خلال تحريك ما تم رصده في مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن " .. معتبراً انه "من المفيد تبني انشاء صندوق طوارئ لمساعدة الحكومة اليمنية على تجاوز أزمتها الاقتصادية التي بدأت ترمي بظلالها على مختلف النواحي وفي مقدمتها المعيشية والإنسانية". كما ركزت الوكالة على الصعيد السياسي، في الخطاب وقالت ان هادي شدد على ان "اوجب الواجبات هو استعادة الدولة التي تم انهاكها لتعاود القيام بدورها الاساس" وهي اولوية ستنعكس ان تحققت "ولو بحدها الادنى" على مختلف نواحي الحياة في اليمن . واكد ان الحوار الوطني الذي يفترض ان يدعو اليه بعد انتخابه رئيسا بموجب الالية التنفيذية لاتفاق انتقال السلطة، هو "وحده القادر على كبح جماح التطرف وغلو المزايدين". ووعد نائب الرئيس بالعمل على "تبني تشريعات عصرية تراعي الخصوصية اليمنية وهو ما يعني تبني إجراء إصلاحات جذرية واعادة الاعتبار لسطوة القانون الذي يقوم على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ودعم التعددية السياسية كأساس لنظام الحكم مع مساندة منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية لتقوم بدورها الرائد بعيدا عن التسييس والتبعيَّة ". وقالت الوكالة الفرنسية ان هادي لم ينس الاشادة بفخامة الاخ الرئيس على عبد الله صالح. ونقلت عن هادي قوله " لم نكن لنصل " الى الحل السياسي في اليمن " لولا ان الرئيس علي عبدالله صالح تعالى على جراحه وترفع عن ردود أفعال لو انجر اليها كانت ستقود البلد الى الكارثة مغلبا سلامة وطنه على نزعة الانتقام وهو ما نتمنى أن يحذو حذوه آخرون".