مازالت أصداء الانتخابات الرئاسية اليمنية التي جرت أمس الأول تتصدر اهتمام وسائل الاعلام العربية . وفي هذا السياق قالت صحيفة /البلاد/ السعودية في كلمتها إنه " بعد انتخابات اجتمع الشعب اليمني فيها علي المرشح الوحيد، جاء عبد ربه منصور هادي الذي كان لواء بالجيش ونائباً لصالح ومقرباً منه، جاء رئيساً للبلاد في واحدة من أدق مراحل تاريخها". وأضافت الصحيفة تقول " ومن هنا تبدو المهمة المضنية التي يواجهها الرئيس الجديد لتحقيق تماسك اليمنيين الذين تمسكوا بقناعة مهمة هي أن الانتخابات تمثل الطريق الوحيد من أجل عبور الأزمة والخروج من النفق والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي". وفي الاتجاه نفسه رأت صحيفة /الجزيرة/ السعودية في كلمتها أنه بانتخاب عبد ربه منصور هادي يكون اليمنيون قد بدأوا مرحلة جديدة يجمع المراقبون بأنها ليست سهلة ولن تكون مريحة تماماً للرئيس المنتخب رغم كل التأييد وشخصيته التوافقية والمريحة للمعارضة والموالين معاً. وقالت الصحيفة إن " الصعاب والمشكلات تحاصر اليمن، وبالذات إعادة ترتيب البيت السياسي ومؤسسات الدولة، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية شبه المنهارة، والمشكلات الأمنية المتناثرة من الجنوب إلى الشمال، إضافة إلى الاختلافات السياسية حتى داخل الأحزاب والتكتلات السياسية التي توافقت على انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً". وأردفت "الجزيرة" قائلة " إلا أنه ومع هذا، فإن الرئيس الجديد يتكىء على ركائز قوية داعمة سواء داخل اليمن أو من القوى الإقليمية والدولية، والتي ستساعده وبقوة سياسياً واقتصادياً حتى يعبر باليمن إلى بر الأمان". بدورها أعربت / أخبار الساعة / النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية عن أملها أن يكون التوافق هو العنوان الأساسي للفترة الانتقالية في اليمن بعد أن اقترع اليمنيون أول من أمس في انتخابات الرئاسة على المرشح التوافقي عبدربه منصور هادي حتى تتمكن البلاد من أن تطوي صفحة التأزم السياسي الخطرة والمعقدة التي مرت بها بشكل نهائي وتركز جهدها في مواجهة التحديات الكبيرة والصعبة التي تواجهها على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وتحت عنوان " استمرار روح التوافق في اليمن " قالت إن الانتخابات الرئاسية قد أجريت رغم محاولات تعطيلها وإجهاضها وتهديدها من قبل بعض القوى وشارك فيها الشعب اليمني بكثافة واضحة وأمل في المستقبل حتى إنها وصفت بأنها يوم عيد لليمنيين . ولفتت إلى أن هذا يؤكد توافر الإرادة السياسية والشعبية للمضي قدما في طي صفحة الأزمة والانتقال إلى مرحلة جديدة ضمن الإطار الذي رسمته مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة وهي المبادرة التي حظيت بدعم مجلس الأمن الدولي . وأضافت " أن هذه الحماسة الشعبية للمشاركة في عملية الاقتراع على الرغم من التهديدات الأمنية التي صدرت قبلها تؤكد أن هناك التفافا شعبيا حول صيغة التسوية السياسية للأزمة التي وضعتها دول مجلس التعاون وتوافقت عليها القوى السياسية اليمنية المختلفة وهذا يساعد على تحصين هذه التسوية ويقويها في مواجهة أي محاولات للنيل منها خلال الفترة المقبلة وينطوي على رسالة مهمة مفادها أن اليمنيين يقفون إلى جانب مسار التغيير السلمي الذي يحافظ على أمن اليمن واستقراره ويصون وحدته ويرفض العنف والصراع بين الأشقاء في الوطن الواحد مهما كانت طبيعة الخلافات أو درجة التعقيد التي تنطوي عليها" . وأكدت أن اليمن خطا من خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة خطوة مهمة وكبيرة إلى الأمام في عملية الانتقال إلى عهد جديد ومعالجة الشروخ والندوب التي سببتها الأزمة في النسيج الوطني إلا أن الطريق ما زال ممتدا وما زالت هناك العديد من الاستحقاقات والمهام التي لا بد من إنجازها ولا تقل أهمية عن انتخابات الرئاسة وفي مقدمتها إعداد دستور جديد للبلاد يكون بمنزلة الإطار الذي سيتشكل في ظله اليمن الجديد المستقر والموحد. وشددت / أخبار الساعة / في ختام مقالها الإفتتاحي أن التعامل مع هذه الاستحقاقات والمهام والنجاح في الاختبار الذي تطرحه على اليمنيين .. يحتاج إلى استمرار روح التوافق التي ظهرت في تبني المبادرة الخليجية والالتفاف حول رئيس توافقي خاصة أن الشعب اليمني قد أكد من خلال مشاركته الكبيرة في انتخابات الرئاسة دعمه مسار التوافق ومن ثم وجه رسالة مهمة إلى القوى والتيارات السياسية بمختلف توجهاتها ومواقفها تحثها على تعزيز التعاون في ما بينها خلال الفترة المقبلة وإدارة تبايناتها بروح وطنية تعلي من المصلحة العليا وتحول دون تحول هذه التباينات إلى عقبات أمام استكمال عملية التحول التي يمر بها اليمن أو سبب لتعثرها في منتصف الطريق . وتحت عنوان " إعادة صياغة اليمن الجديد " أكدت صحيفة /الخليج / الاماراتية " أن التصويت الكثيف للمرشح التوافقي عبدربه منصور هادي يعني في دلالته تصويتا للتجديد .. تصويتا لرئيس لن يبقى في منصبه سوى عامين بغرض ترتيب أمور البلاد للانتقال إلى عهد جديد لبناء يمن جديد يشارك فيه جميع أبنائه مع تكريس مبدأ المواطنة المتساوية ". ونبهت إلى أن أمام القيادة الجديدة مهمة شاقة لإعادة الأمور إلى نصابها بل وأفضل من السابق . وأوضحت أنه ستكون أمام هادي مهمة الشروع فورا بمد خيوط الحوار مع جميع القوى الحية في المجتمع من أجل إخراج البلاد من عنق الزجاجة . وأكدت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها أن الرئيس الجديد أرسل رسالة شجاعة إلى مواطنيه كافة بقوله إن مؤتمر الحوار الوطني الذي من المقرر أن ينطلق خلال شهر مارس المقبل سيناقش كل مشكلات اليمن وإنه لن تكون هناك " خطوط حمر " في هذا الحوار وهو بذلك يضع اللبنات الأولى لبناء يمن جديد يشترك في صياغته الجميع بلا استثناء. من جانبها تحدثت صحيفة /عمان / العمانية في عددها الصادر اليوم عن دخول الجمهورية اليمنية على أعتاب مرحلة جديدة، وهي مرحلة مفعمة بالأمل والطموح إلى مستقبل مشرق من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة . واضافت الصحيفة في عمودها اليومي /كلمتنا / تحت عنوان "اليمن الشقيق ومستقبل واعد " انه إذا كان الشعب اليمني قد أعطى مثلاً ونموذجًا يحتذى في القدرة على الارتفاع إلى مستوى المسؤولية وإدارة الأحداث والتطورات الماضية فيه بقدر كبير من الوعي، وكبح كل محاولات جر اليمن، شعبا ودولة، إلى مواجهات مسلحة، فإن إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة أمس الأول، والإقبال الكبير على المشاركة فيها في العديد من محافظات اليمن ومناطقه، يشير بوضوح إلى أن الأشقاء في اليمن يريدون تجاوز الأحداث والتطورات الأخيرة، والدخول إلى مرحلة جديدة، أكثر استقرارًا، ومن ثم القدرة على التفرغ إلى متطلبات التنمية والبناء. واشارت صحيفة /عمان / ان التصريحات التي أدلى بها مرشح التوافق الوطني في اليومين الأخيرين، ورغبته واستعداده الصادق للعمل مع كل اليمنيين من أجل صالح اليمن وكل أبنائه اليوم وغدًا، فإنه قد حانت ساعة الجد لتشمر كل القوى اليمنية عن ساعدها، ولتمد يدها لبناء اليمن الذي يطمح إليه كل اليمنيين والعمل في الوقت ذاته على وقف كل محاولات التدخل الخارجي في الشؤون اليمنية الداخلية، لأن اليمنيين شعب أصيل يمتلك التاريخ والحضارة والطموح