شهدت مدينة طرابلس شمال لبنان الليلة الماضية تصعيدا أمنياً على خلفية الصراع بين أبناء المدينة، حيث أدت عمليات القنص والاشتباكات العنيفة المتبادلة بين منطقتي باب بالتبانة وجبل محسن والتي استمرت حتى صباح اليوم إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ما يزيد على 25 آخرين. وتواصلت الاشتباكات ليلا في مناطق: التبانة وجبل محسن، البقار، الريفا، المنكوبين والشعراني ومشروع الحريري والحارة البرانية، حيث اطلقت القذائف على نطاق واسع، واتسعت رقعة النيران لتطال مناطق بعيدة نسبيا عن محاور القتال، فيما سمع دوي القذائف الصاروخية في المناطق البعيدة عن مناطق الاشتباكات. وأعلن الجيش اللبناني عن إصابة أحد العسكريين بجروح إضافة الى عدد من المواطنين جراء إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وأعمال القنص التي شهدتها منطقة جبل محسن - باب التبانة. وقام الجيش اللبناني بتوسيع انتشاره والرد على مصادر النيران بالأسلحة المتوسطة على كافة الجبهات وخاصة في مناطق في جبل محسن وباب التبانة. وقد سادت حالة من القلق بين الاهالي حيث نزح عدد منهم باتجاه عمق المدينة نتيجة أعمال القنص وتبادل إطلاق النار بين باب التبانة وجبل محسن. وكان التوتر الامني تجدد في طرابلس منذ عدة أيام، وتسارعت وتيرته أمس الاول جراء إطلاق نار في أحد مستشفيات المدينة من قبل مجهولين نتج عنه سقوط ثلاثة جرحى، حيث ترافق ذلك مع دوي رشقات نارية وعمليات قنص متبادلة خاصة بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن اضافة الى انفجار قنبلة في أحد الشوارع. ويأتي التوتر الامني الذي شهدته طرابلس خلال الاسبوع الجاري بالتزامن مع تكرار مشهد إلقاء القنابل من مصادر مجهولة خلال الفترة الأخيرة في المدينة التي تشهد بين الحين والآخر توترا أمنيا جراء صراعات مذهبية خاصة بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية حيث تطالب بعض القوى السياسية بضرورة نزح السلاح من تلك المدينة. وكانت مدينة طرابلس قد شهدت شهر ديسمبر الماضي سلسلة من الأحداث الدموية التي حصدت في غضون أسبوع حوالي 17 قتيلا و 100 جريح.