فاز رجل الاعمال المليونير هوراكيو كارتيس في انتخابات الرئاسة التي جرت في باراجواي امس الاحد ليعيد حزبه كولورادو القوي الذي يمثل يمين الوسط الى السلطة التي فقدها لفترة وجيزة منذ عام 2008 بعد ان ظل مهيمنا عليها 60 عاما. وكارتيس (56 عاما) مبتديء في عالم السياسة لم يكن حتى يدلي بصوته في انتخابات مطلقا قبل الانضمام الى حزب كولورادو قبل اربع سنوات. وقد حصل على 46 في المئة من الاصوات بفارق تسع نقاط مئوية عن منافسه الرئيسي المحامي ايفرين اليجري مرشح الحزب الليبرالي الحاكم. وأعلنت السلطات الانتخابية فى باراجواى مساء أمس الأحد، فوز رجل الأعمال، مرشح حزب "كولورادو" هوراسيو كارتيس فى الانتخابات الرئاسية فى باراجواى. ووفقا للمحكمة الانتخابية العليا فى باراجواى، تقدم كارتيس على منافسه إيفرين أليجرى مرشح الحزب الليبرالى، بفارق يقترب من 10%. وقال رئيس المحكمة الانتخابية، البرتو راميريز زامبونينى، "السيد كارتيس هو الفائز فى هذه الانتخابات". واعترف المحامي ايفرين اليجري مرشح الحزب الليبرالي الحاكم في باراجواي وهو سياسي محنك في الحزب الليبرالي الذي يمثل يمين الوسط ، والذي تولى الرئاسة بعد سحب التأييد للرئيس فرناندو لوجو ، وتمهيد الطريق أمام محاكمته في يونيو بهزيمته امام كارتيس. وعزل الكونجرس «لوجو» وهو يساري وأسقف كاثوليكي سابق ، بعد إدانته بسوء معالجة عملية إجلاء فاشلة من أرض مما أسفر عن قتل 17 شرطياً ومزارعاً. واطلق الاف من انصار حزب كولورادو الذين كانوا يرتدون قمصانا واوشحة حمراء ابواق السيارات وعزفوا الموسيقى في العاصمة اسونسيون ابتهاجا بعودة الحزب الى السلطة بعد انتهاء حكمه للبلاد الذي استمر 60 عاما في 2008. وتعهد كارتيس باصلاح الحزب الذي له تاريخ طويل من الفساد. وقال كارتيس في كلمة الفوز ان"ساقاي ترتعشان عند التفكير في المسؤولية الضخمة والمذهلة بان اكون رئيسا لكل مواطني باراجواي. "اريد من الاشخاص الذين لم يصوتوا لنا ان يعرفوا انني سأبذل كل جهدي لكسب ثقتهم." يشار انه يحق لنحو 5ر3 مليون ناخب مسجل في الكشوف الانتخابية التصويت في انتخابات البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 6ر6 مليون نسمة لاختيار رئيس ونائب رئيس وأعضاء الكونجرس ومحافظين ومسؤولين آخرين في جولة واحدة من التصويت. ونحو 40 في المئة من سكان باراجواي البالغ عددهم 6.6 مليون نسمة فقراء. وتعتمد باراجواي التي ليس لها منافذ بحرية على تصدير فول الصويا ولحوم الابقار ولكنها تشتهر ايضا بتجارة السلع المهربة والتمويل غير القانوني. وسيتولى كارتيس السلطة في اغسطس لمدة خمس سنوات. ويأتي انتخابه مخالفا للاتجاه في امريكا الجنوبية حيث حقق اليساريون مكاسب ثابتة في السنوات الاخيرة. ولا يحكم المحافظون سوى كولومبيا وتشيلي. ويواجه كارتيس العديد من التحديات ومنها محاربة الفقر الذي تفشى بصورة واسعة في البلاد، وإعادة عضوية بلاده في تكتل "ميركوسور" التجاري في أمريكا الجنوبية واتحاد دول أمريكا الجنوبية "اوناسور"، والتي كانت قد علقت بعد تنحية لوغو في يونيو 2012. وكان ينظر إلى الانتخابات على أنها حاسمة من أجل استعادة علاقات البلاد على الصعيد الدولي بعد إقالة لوغو التي أدت إلى قيام العديد من الدول بالحد من علاقاتها مع باراغواي. ومن المتوقع أن تستعيد باراغواي عضويتها في المجموعتين "ميركوسور" و "أوناسور"على الأكثر بعد تنصيب الرئيس الجديد في 15 آب/أغسطس. وأرسلت منظمة الدول الأمريكية واتحاد دول أمريكا الجنوبية والاتحاد الأوروبي ومؤسسات أخرى أكثر من 300 مراقب دولي لمراقبة الانتخابات. وكان فرناندو لوجو وهو اسقف كاثوليكي سابق ويساري قد فاز برئاسة باراجواي عام 2008 في انتخابات اعطت امالا باجراء اصلاح عميق ولكنه اتهم بالتقصير في يونيو حزيران الماضي عندما تخلى الحزب الليبرالي الذي يمثل يمين الوسط عن ائتلافه الحاكم ثم تولى السلطة في البلاد خلفا له. وعزل الكونجرس لوجو بعد ادانته بسوء معالجة عملية اخلاء ارض قتل فيها 17 شرطيا ومزارعا.