تشهد اليونان اليوم الأربعاء إضرابا عاما لمدة يوم كامل في ظل احتفال أكبر نقابتين للعاملين بالقطاعين العام والخاص بعيد العمال وتنظيم مسيرات مناهضة للتقشف في وسط أثينا وغيرها من المدن الكبرى. وطاف آلاف الأشخاص بالشوارع مستنكرين السياسات الاقتصادية المشددة التي فرضت على مدار الثلاثة أعوام الماضية في إطار مساعدات الانقاذ المالي الدولية لمواجهة أزمة الدين في اليونان. وهتف المشاركون في المظاهرات أمام مبنى البرلمان اليوم "لا للعبودية الحديثة، لا لمزيد من التقشف، حياة كريمة للجميع". وتأتي تلك المظاهرات بعد 3 أيام من موافقة البرلمان على أحدث مجموعة إجراءات لخفض الإنفاق ورفع الضرائب والإصلاحات طالب بها المقرضون من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لإرسال قروض إنقاذ لليونان خلال الشهر الجاري تقدر قيمتها بنحو 9 مليار يورو (11.9 مليار دولار أمريكي). ووافق مسؤولون في منطقة اليورو على إرسال أول دفعة من تلك المساعدات المالية وتقدر بنحو 2.8 مليار يورو. لكن زعماء النقابات العمالية الذين نظموا سلسلة من المظاهرات المماثلة منذ عام 2010 والمتظاهرون الذين نظموا مسيرات إلى ميدان سينتاجما في يوم عيد العمال دعوا إلى الإنهاء الفوري لاجراءات التقشف التي أدت لارتفاع قياسي في معدلات البطالة. وتحافظ الحكومة الائتلافية لليونان والمحاسبون الأجانب على اليونان من الإفلاس التام بفضل اتفاقيات بدأت منذ مايو عام 2010 وهم يرون أن الاستقرار الصعب وبرنامج الاصلاح لهما ضرورة حتمية وأن هذا هو الحل الوحيد لأوجه الخلل المزمنة وخفض العجز وتعزيز النمو لمواجهة الأزمة.