أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هنا اليوم التزام بلاده بتعهداتها الدولية والإقليمية وحتى وعودها الشفوية وبتحقيق الأمن القومي العربي والتزامها بدعم القضية الفلسطينية. جاء ذلك في أول خطاب يلقيه الشيخ تميم للشعب القطري بث مساء اليوم عقب توليه مقاليد الحكم في البلاد حيث حدد فيه ملامح سياسة بلاده الخارجية والداخلية. وأكد الشيخ تميم بن حمد أن مصلحة قطر على رأس أولوياته لافتا إلى أن قطر ستواصل التزامها بدعم القضية الفلسطينية مشددا على أن قطر ستظل كعبة المظلوم. وأشاد بالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مشيرا إلى أنه استطاع أن يحقق ثورة هادئة ومتدرجة وشاملة في كل مفاصل الدولة القطرية بلا استثناء ليصنع في بضع سنين معجزة حقيقية في هذه المنطقة ويقدم أنموذجا فريدا لشعوبها. وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضع مصلحة قطر والشعب القطري على رأس سلم أولوياته مشيرا إلى أن هذا يشمل الإنسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة والهوية الثقافية والانتماء لمنطقة الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي وأيضا الإنسانية والمجتمع الدولي. وشدد على مواصلة الاهتمام بالنهوض بالاقتصاد الوطني وتطوير الخدمات وبناء المرافق العامة وتطوير قطاع الشباب والرياضة والاستثمار للأجيال القادمة وتنويع مصادر الدخل مبينا أن التطور وارتفاع مستوى المعيشة ليس ممكنا من دون نمو اقتصادي وتنمية بشرية تركز على تحسين أداء الفرد ونبل قيمه وجديته وإنتاجيته في العمل وإخلاصه لوطنه. وحول علاقات دولة قطر الخارجية أوضح أمير دولة قطر أن دولة قطر تحترم التزاماتها الإقليمية والدولية ومعروف عن قيادة قطر أنها تلتزم حتى بوعودها الشفوية فضلا عن العهود والمعاهدات. وأكد أن سياسة دولة قطر الخارجية فيما يتعلق بالعلاقات الدولية ومستقبل الإقليم وعلاقات الأخوة وحسن الجوار والصداقة تنطلق من مصلحة بلاده مشددا على أن دولة قطر ترتبط بعلاقات الأخوة والتعاون مع الأشقاء العرب وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وبين الشيخ تميم أن "قطر تحولت من دولة يعرف موقعها البعض بالكاد على الخريطة إلى فاعل أساسي في السياسة والاقتصاد والإعلام والرياضة على مستوى العالم". وبين أن "هذا الواقع الجديد قد يبهر الأنظار فيفقد البعض توازنه من بلاغة المديح والإطراء وهو من جهة أخرى قد يثير حسد الحاسدين فيسيئون لقطر وأهلها ظلما وبهتانا ونحن لا يجوز أن ننزلق لأي من الطرفين". وشدد على أن "الأهم في موقع قطر الدولي والإقليمي الجديد أنه نقل قطر من دولة تصارع على بقائها ونموها إلى دولة واثقة راسخة المكانة.. ويجب أن نستفيد من هذه المنزلة وان نفيد الآخرين أيضا.. ولا يجوز أن نصاب بالغرور فالتواضع الذي لطالما عرف به القطريون هو سمة الأقوياء والواثقين من أنفسهم والغرور يقود إلى ارتكاب الأخطاء". وتابع بقوله "قرر سمو الوالد أن يختتم فترة حكمه وهو في قمة عطائه .. كما أراد أن يقرن أقواله بالفعل لاسيما قوله حول ضرورات التغيير وتعاقب الأجيال فسلمني الراية تعبيرا عن ثقته بولي عهده وكلي أمل أن أكون أهلا لهذه الثقة وأن أكون قادرا على مواصلة الطريق الذي شقه هذا الرجل الذي هو بحق باني دولة قطر الحديثة ورائد نهضتها". وبين الشيخ تميم أن "ما يصنع الولاية الرشيدة على الأمة هو العدل والصدق والقدوة الحسنة" مضيفا "لقد حملتني الأقدار مسؤولية كبيرة ويشهد الله أني عملت بما يمليه علي واجب ولاية العهد والضمير. وها أنا أستجيب لنداء الواجب لأحمل الراية بكل فخر واعتزاز". وقال انه "استكمالا لمسيرة الإصلاح والحداثة رسمنا في عام 2008 خريطة طريق لمستقبل البلاد تحت رؤية قطر الوطنية 2030 ترمي إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة".