نجحت جهود مجتمعية مشتركة في مناطق عدة، في مديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء، في تخطي الحواجز بتنفيذ مبادرات ومشاريع، مثلت بارقة أمل للدولة والمجتمع على حد سواء في البناء والتنمية. وشكّلت المبادرات المجتمعية، بإنجازها لمشاريع ذاتية، أنموذجاً في الإصرار والوعي والعزيمة التي لا تلين أو تقهر لمواجهة تحدّيات المرحلة الصعبة، تخطيطاً وتنفيذاً في توفير احتياجاتهم الخدمية، بسواعدهم ومعاولهم وتبرعاتهم النقدية ومساهماتهم الفاعلة. وبرزت الجهود المجتمعية في هيئة تجارب ملهمة تجسّد الصمود والصبر على حمل الصخور، وتحقيق المصلحة العامة، وترسيخ قيم التماسك والتكافل والتلاحم المجتمعي. مسؤولية مجتمعية فرض المجتمع المحلي في مديرية الحيمة الداخلية نفسه في استعادة هوية الأجداد، بجهود تستشرف المستقبل بأفق واسعة لجعل العطاء قيمة راسخة وممارسة متواصلة بمبادرات تنموية وخدمية، تنعكس آثارها على واقعهم بعد سنوات من المعاناة والحرمان والانتظار. المبادرات المجتمعية أصبحت جزءاً مهماً من مبادرات وتجارب ملهمة لأبناء المجتمع بالتنسيق مع قيادة المجلس المحلي في المديرية في إطار الخطة الاستراتيجية لإدارة الأزمة الراهنة، وتوفير الخدمات للمجتمع بأيدي أبنائها. قهر التحديات ظلت مناطق عدة في مديرية الحيمة الداخلية تعاني الحرمان لعقود من الزمن، وتفتقر للمشاريع الخدمية، وما تزال في حاجة ماسة للخدمات، ولعل أبرزها شق ومسح وتسوية الطرق، بما يخفف من معاناة المواطنين في التنقل وتوفير احتياجاتهم. ولتنامي الوعي المجتمعي، بدأت ثمار المبادرات تتجلى في رصف الطرق في المناطق الوعرة، وأصبحت سالكة للتنقل يستفيد منها آلاف المواطنين، وشكلت نقطة ضوء لحشد الجهود والانطلاق نحو مبادرات تحقق التطلعات في الإعمار والتنمية. نماذج ملهمة جسّد أبناء قرية بيت مريط الوادي في عزلة الأحبوب أنموذجاً مغايراً في تنفيذ مبادرة نوعية تراعي الجانب الإنساني، برصف طريق مشاة، بشكل درج أو سلالم من أسفل جبل شاهق إلى أعلاه، هو الممر الوحيد الرابط بين بيت مريط الوادي وقرية الصياح في أعلى القمة. ويُعتبر هذا الطريق الممر الوحيد للمشاة من أبناء المنطقة، بما فيهم طلاب المدارس، والمرضى القاصدون المركز الصحي والمسافرون والمواشي، حيث تم إنجاز المرحلة الأولى من مبادرة تنفيذ الطريق البالغ طوله 710 أمتار. عكس إنجاز هذه المبادرة بقيادة عاقل المنطقة عمرو أحمد مريط، وتكاتف أبنائها، عنواناً للإرادة الصلبة في تعزيز التلاحم، وتلبية احتياجات أبناء المنطقة، في ظل وعورة الطرق وظروف المرحلة الاستثنائية. وأشار مريط إلى استمرار تنفيذ المراحل المتبقية من مبادرة تنفيذ الطريق التي سيستفيد منها أكثر من خمسة آلاف و400 نسمة في مناطق بيت مريط والصياح وباعر وجدر والميفوع وبيت شمس والظهرة والمحفد وبيت رفيق وبيت راصع. في حين عكست مبادرة مجتمعية أخرى في مناطق العر بعزلة الحدب، حملت اسم "شباب الحيمة"، مدى التفاعل المجتمعي بأهمية المبادرات واستمرار تنفيذ المشاريع وتجاوز تحديات العدوان والحصار. مدير مكتب المبادرات المجتمعية، في المديرية دارس العمري، أوضح أن المبادرة المجتمعية تتضمن رصف طريق بطول 50 متراً وعرض أربعة أمتار تحت مستشفى مركز المديرية .. لافتاً إلى استمرار التنسيق لتنفيذ مبادرات عديدة خلال المرحلة المقبلة. مؤشرات إيجابية أثمرت الجهود المجتمعية، خلال العام الجاري، في تنفيذ حزمة من المبادرات في مناطق عدة في المديرية، انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع، في مواجهة تحديات المرحلة، وعدم الانتظار للمساعدات في ظل المعركة المصيرية ضد قوى العدوان والمرتزقة. ومن ضمن المبادرات المنجزة في عزلة بني عمرو، رصف طريق نقيل الشنصبة بطول 600 متر، نفذها أهالي ربع نعام، وكذا رصف طريق الظهيرا، وشق طريق العيون ورصف طريقي الجرمي ومحرم، ومبادرات أخرى يجري تنفيذها في العزلة. وأنجز المجتمع المحلي في منطقة راضة مبادرة رصف طريق القصير في عزلة بني النمري بطول 80 متراً، وكذا رصف طريق بيت النش في عزلة الأحبوب ورصف طريق بني أحمد في عزلة بني يوسف. بناء الذات وفي هذا السياق، أكد مدير المديرية، محمد البشيري، الحرص على تنسيق الجهود مع المجتمع والجمعيات التنموية لمواصلة تنفيذ مبادرات نوعية تشكل نواة لمواجهة صعوبات المرحلة استشعاراً للمسؤولية في تحسين الخدمات بتعاون المجتمع. واعتبر التوجّه لتحفيز المبادرات أولوية مهمة لترسيخ الهوية وترجمة توجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وقيادة المحافظة .. لافتاً إلى نجاح عشرات المبادرات الطوعية خلال الفترة الماضية. وأشار البشيري إلى دلالات المبادرات المجتمعية وتبنّي تشجيعها، خاصة واليمن يقترب من تدشين العام الثامن في مواجهة العدوان، واستمرار القيود المفروضة على التنمية وتحسين الخدمات .. منوهاً بوعي المجتمع وقناعاته في الكفاح والمشاركة في تحقيق المصلحة العامة. تجارب ملهمة لأبناء الشعب اليمني في ظل تحديات العدوان والحصار، تعزّز من الوعي بأن الأحلام، ستصبح حقيقة في شق الطريق نحو المستقبل، مع اليقين الشديد أن الصعاب، تمثل فرصة وحافزاً لإيجاد البدائل والمضي في البناء والعمل التنموي بطرق ووسائل ذاتية متعددة.