سلم 23 حرفياً يمنياً من الجنسين مساء اليوم اعمالهم الحرفية البالغة 31 منتجا حرفيا للجنة المشرفة على مسابقة أفضل منتج حرفي تقليدي، والتي تم إنتاجها على هامش فعاليات صيف صنعاء السياحي السادس التي تنظمها وزارة السياحة وذلك بهدف إعادة الاعتبار للمنتجات الحرفية التقليدية المهددة بالانقراض، في ظل سطوة وهيمنة الجديد والمستورد والمقلد من المنتجات الحرفية. في خيمة تراثية قديمة تقع وسط حديقة السبعين بالعاصمة صنعاء، وفي اطار المسابقات التشجيعية المعلنة ضمن فعاليات المهرجان عمل الحرفيون بعزم وهمة متواصلة منذ انطلاقه فعالياته في ال18 من اغسطس ، بهدف تقديم افضل منتج حرفي جدير بالاهتمام، وقادر على حصد الجائزة في موعد اقصاه مساء اليوم لتنتهي المسابقة والبدء في تقييمها على أن يتم إعلان الفائزين غدا الأحد. و تبرز من بين أهم شروط العمل المقدم للمنافسة أن يتم انجاز العمل داخل الخيمة آنفه الذكر، وضمن فعاليات المهرجان، بالاضافة إلى أن يكون العمل يمنيياً تقليدياً خالصاً، من حيث الطابع والخامات الأساسية للمنتج، وجودة المنتج. فيما تبلغ قيمة الجائزة الاجمالية 700 ألف ريال موزعة على ثلاثة مستويات تتفاوت ما بين300 الف ريال للمستوى الاول، و250 الف للمستوى الثاني، و150 ألف ريال للمستوى الثالث. الحرفيون المشاركون في المسابقة سجلوا انطباعاتهم لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) في سياق هذا التقرير عن طبيعة المنتجات التي يعملون على انجازها املا في تقديمها، حيث أكد الاخ احمد جبران الرازحي مشارك من صعدة أن طبيعة مشاركته في مسابقة أفضل منتج حرفي تتمثل في عملين فنيين عبارة عن مجسم لجامع المحضار ومنارة تريم المشهورة منحوت في حجر صعدي وسلسلة حجرية منحوته يبلغ طولها مترين مكونة من 22 حلقة استغرق نحتها نحو اسبوعين ليل ونهار. واشار إلى ان العمل في هذا المجال شاق ومتعب ولكنه يهوى النحت والرسم على الاحجار الصعدية منذ اكثر من 20 عام، حيث بدأ بإتقان العمل على "الحراضي" الصعدية الخاصة باطعمة السلتة والفحسة الشعبية التي تجعل من الطعام مذاق ونكهة خاصة. ولفت إلى أن تكلفة مشاركته في العمل اكثر من قيمة الجائزة حيث يبلغ قيمة الجائزة نحو 300 ألف ريال فيما تبلغ قيمة العمل المنحوت اكثر 500 ألف ريال، مشيراً إلى أنه شارك في مهرجان صيف صنعاء الخامس وحاز على المرتبة الأولى لأفضل عمل منتج حرفي فيما كان العمل المشارك فيه يبلغ قيمته اكثر من مليون ريال. فيما يشارك الحداد يوسف احمد زيد من كوكبان لأول مرة في المسابقة بعمل فني عبارة عن عمل مقص من النحاس في شكل طائر ابو منقار، ومنقوش عليه شعار المهرجان .. مشيراً أن مشاركته تأتي في إطار الترويج بأهمية الحفاظ على هذه المهنة من الاندثار .. مؤكداً أن مهنة الحدادة موجودة في اليمن منذ القدم، وتوارث هذه المهنة من والده وجده الذين عملوا بها خلال حياتهم. كما شاركت عزيزة محمد عبدالله من عدن بعمل فل مصنوع من الصوف وعدد من المنتوجات اليدوية حيث تشارك لأول مرة بالمهرجان، كما تشارك ام محمد بعمل حرفي ابداعي عبارة عن مرآة من الزجاج مشكلة بقطع قماشية ومطعمة بأصداف بحرية يجعل منها تحفة فنية نادرة، وتشارك حانية علي من محافظة مأرب بميدالية يدوية مطرزة بألوان مختلفة من الخرز وتتمنى ان تفوز في المهرجان. وتلفت الزائر للخيمة الخاصة بالمشاركين في هذه المسابقة فتاة تجلس على كرس تعمل بصمت وهدوء في الرسم على الزجاج حيث شاركت الفنانة التشكيلية حورية مهدي الغيل بلوحتين فنيتين في الرسم على الزجاج والسيراميك مستخدمة ادوات الزينة واللماع والصمغ لتضفي عليها نوع من الجمال والإبداع..مشيرة إلى أنها اول مرة تشارك في هذا المهرجان وتتمنى أن تشارك في إقامة معرض للفنون التشكيلية خاص بالرسم على الزجاج . كما يشارك الفنان التشكيلي محمد الحسيني بعمل مجسم لأكثر من مبنى ومعالم يمنية بارزة ليشكل بها لوحة فنية بديعة الجمال والإتقان مصنوعة من " المكرونة" والصمغ حيث قام بعمل مجسم " لباب اليمن، وحصن الغويزي، ودار الحجر، وعرش بلقيس، منارة تريم، بوابة عدن، ولفت إلى أنه شارك في المهرجان السابق وحصل على المرتبة الثانية في أفضل منتج حرفي مصنوع من مادة المكرونة . كما شارك عبد القاهر عبد العزيز باعمال فنية في مجال جلخ وصقل الأحجار الكريمة " العقيق اليماني” بأنواعها المختلفة وإشكالها ،حيث شارك بثلاثة أعمال فنية عبر النحت وجلخ وصقل احجار كريمة طبيعية على شكل سمكة، حيث تدخل لوضع التشكيل الهندسي فقط بينما لونها الشفاف والملون فهي حجر طبيعية، إضافة إلى العلم الجمهوري مطعمة بالألوان الطبيعية . كما تشارك الحجة ايمان صالح محمد الشوماني بعمل فني عبارة عن حزام جنبية مكون القماش الشموة والسيم الذهبي الهندي درجة اولى، حيث يعتبر الحزام المسمى " المفضلي" من اصعب الاحزمة الخاصة بالجنابي اليمنية كون العمل يحتاج إلى دقة وإتقان بالغين " وخاصة النوعية الجيدة والعريضة وتتنوع الاحزمة مابين" الكبسي ، العنكبوت، القمرين، المتوكلي، المفضلي" . واشارت إلى أن الحزام استغرق انجازه قرابة الأسبوعين بمقدار ثلاثة ساعات يوميا في ورش مفتوحة طيلة فترة المهرجان . ورغم ان جميع المشاركات تستحق التكريم والدعم نتيجة الجهد الذي بذلنه خلال المشاركة وما واجهنه من متاعب ومصاعب إلا أن المكسب بالنسبة لهن لم يعد الفوز بقدر الفائدة التي حققنها من خلال الاحتكاك مع الخبرات الأخرى باعتبارها من أبرز الاهداف الايجابية التي دفعتهن للمشاركة بهذه المسابقة في مهرجان صيف صنعاء.