أخلى المئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي قرية عين حجلة أحدث رموز المقاومة الشعبية المقامة منذ الجمعة الماضية في القرية المهددة أرضها بالاستيلاء عليها في الأغوار، حيث أصيب واعتقل العشرات من المقاومين العزل إثر اقتحام الجنود للقرية، والاعتداء عليهم بوحشية وإجبارهم على المغادرة. وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الاقتحام بدأ على الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية بإطلاق الجنود للقنابل الضوئية والصوتية والغازية على النشطاء وانهالوا بالضرب عليهم بالهراوات من ثم شرعوا بإخلاء المقاومين الذين زاد عددهم عن أكثر من 500 بالقوة.. وهرعت عشرات سيارات الإسعاف للمكان لنقل الجرحى فيما اعتقلوا آخرين. كما اعتدى جنود الاحتلال على الطواقم الصحفية التي تنقل الأحداث وتعمدت قطع البث المباشر لتلفزيون فلسطين. وقال عبدالله أبو رحمة وهو أحد النشطاء الموجودين في القرية ل"وفا" إن المئات من جنود الاحتلال اقتحموا القرية في ساعات الفجر واعتدوا بشكل وحشي على المواطنين وقاموا بإخلائهم من القرية باستخدام حافلات كبيرة أحضروها إلى المكان. وأضاف أبو رحمة أن نحو 41 مواطنا أصيبوا بجروح خلال عملية الاقتحام والإخلاء التي تمت بوحشية غير مسبوقة من قبل جنود الاحتلال الذين حاصروا القرية بالكامل. وأقام نشطاء قرية "عين حجلة" يوم الجمعة الماضي في الأغوار، ضمن حملة "ملح الأرض" التي تؤكد على أن هذه الأرض فلسطينية. ومنذ ما يقارب السنتين بدأ نشطاء المقاومة الشعبية بإقامة القرى على الأراضي المهددة بالاستيلاء، حيث كانت البداية في قرية باب الشمس التي أقيمت في 11-1-2013 في منطقة "E1" التي تفصل بين مدينة القدس والضفة الغربية من الناحية الشرقية، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سارعت إلى إخراج النشطاء وهدمت القرية اليوم التالي. وبدأ الناشطون مطلع العام الماضي 2013 باعتماد أسلوب جديد من المقاومة الشعبية السلمية يتمثل في بناء قرى على أراضيهم المهددة بالسلب من قبل قوات الاحتلال والمرابطة فيها لحمايتها، على غرار باب الشمس شرق القدس وكنعان جنوب الخليل وباب الكرامة في بيت اكسا والعودة وعين حجلة في الأغوار الفلسطينية إلا أن قوات الاحتلال هاجمت هذه "القرى" وأخلتها بالقوة واعتدت على سكانها.