أعلنت روسيا أنها لم يكن بوسعها السماح لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بالوصول إلى سيفاستوبل في القرم ليغير موازين القوى في البحر الأسود، بينما قرر الاتحاد الأوروبي أنه غير مستعد لفرض عقوبات جديدة على روسيا على الفور. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها في اجتماع سفراء روسيا ومندوبيها في الخارج اليوم الثلاثاء وفق ما نقلته وسائل الإعلام الروسية، إنه لم يكن يحق لموسكو ترك سكان القرم وسيفاستوبل ليواجهوا ممارسات المتعصبين القوميين الأوكرانيين، والسماح بتقييد القوات الروسية في حوض البحر الأسود. وقال الرئيس الروسي إن الأحداث في أوكرانيا أظهرت أن النظام أحادي القطب فشل وأن العلاقات مزدوجة المعايير مع روسيا لا تعمل، مشيرا إلى أن شعوبا ودولا تعلن عن عزمها تقرير مصيرها بنفسها والحفاظ على هويتها الثقافية والحضارية، مما يتناقض مع محاولات بعض الدول للتمسك بسيطرتها في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاديلوجية. وذكّر الرئيس الروسي بأن الدول الغربية كانت تقنع موسكو بنواياها الطيبة والاستعداد للتعاون في إقامة شراكة استراتيجية، إلا أنها كانت بالتزامن مع ذلك تقوم بتوسيع الناتو وفرض سيطرتها العسكرية والسياسية على المناطق القريبة من الحدود مع روسيا. وقال بوتين إن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو يحمل كامل المسؤولية العسكرية والسياسية عن الوضع في أوكرانيا بعد رفضه تمديد الهدنة. وأشار الرئيس الروسي إلى أن هناك حملة تهدف إلى تصفية الصحفيين تجري في أوكرانيا، مضيفا أنه أكد في مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني يوم الاثنين أن قتل الصحفيين غير مقبول على الإطلاق. وفي المقابل قالت برلين إنها لن تتردد في تأييد فرض عقوبات اقتصادية على روسيا رغم تأثير ذلك على اقتصادها إذا استمرت موسكو في انتهاك القانون الدولي في أوكرانيا. وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء إن العقوبات قد تضر بمصالح الشركات الألمانية لكنه أضاف "ذلك لن يمنعنا من القيام بما يجب علينا." وأكد الوزير مخاوفه من السيولة المفرطة التي تضخها البنوك المركزية في أسواق المال العالمية وقال إن الأمر يرجع إلى ساسة أوروبا في معالجة المشاكل الاقتصادية بالمنطقة لا إلى المركزي الأوروبي. وفي بروكسل قرر الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إنه غير مستعد لفرض عقوبات جديدة على روسيا على الفور بخصوص الأزمة في أوكرانيا. وكان الرئيس الأوكراني أعلن اليوم الثلاثاء عدم تجديد إتفاق وقف إطلاق النار الذي كان أعلن للسماح بإجراء محادثات سلام واندلعت معارك في شرق البلاد. والتقى دبلوماسيون أوروبيون كبار في بروكسل صباح اليوم الثلاثاء لبحث ما إذا كانوا سيفرضون عقوبات جديدة بعد أن حذرت قمة لزعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة موسكو من أن العقوبات الجديدة أمر محتمل إذا لم تسفر محادثات السلام عن نتائج. وقال دبلوماسي أوروبي طالبا عدم نشر اسمه "قرروا مراقبة الوضع... الوضع على الأرض مختلط. في الوقت الحالي هناك إعداد مكثف لفرض عقوبات". من جانب آخر أعلن رئيس البرلمان الأوكراني ألكسندر تورتشينوف أن قوات الأمن الأوكرانية استأنفت اليوم الثلاثاء عمليتها الأمنية بشرق البلاد وبدأت قصف مواقع المسلحين الانفصاليين الموالين لموسكو في المنطقة. وذكرت هيئة الجمارك الروسية أن وحدات الحرس الوطني الأوكراني شنت هجوما قرب معبرين على الحدود الأوكرانية الروسية في مقاطعة لوغانسك، مشيرة إلى أن حرس الحدود الروس وموظفي هيئة الجمارك ابتعدوا عن الحدود على مسافة آمنة بعد أن سمحوا لجميع اللاجئين بالعبور إلى الأراضي الروسية. من جهة أخرى أعلن المسلحون الانفصاليون أنهم أسقطوا اليوم الثلاثاء طائرة عسكرية بشرق مقاطعة دونيتسك، إلا أن القوات الأوكرانية لم تؤكد هذا النبأ إلى حد الآن. وقال شهود عيان إن هناك إطلاق النار بالهاون والرشاشات فجر الثلاثاء في مدينة دونيتسك. وأفادت تقارير أولية أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب 5 آخرون بعد تعرض حافلة لقصف في مدينة كراماتورسك الواقعة في هذه المقاطعة، مضيفة أن الجرحى نقلوا إلى المستشفى. من جهة ثانية أعلن المسلحون الانفصاليون أن قوات الدفاع المحلية مستعدة لبحث مسألة إلقاء السلاح فقط بعد انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي هذه الجمهورية المعلنة من جانب واحد.