تسود حالة توتر حاد مدينة القدسالمحتلة في هذه الأوقات وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال الإسرائيلي ودورياتها في اعقاب العملية البطولية بالمدينة والتي أدت الى مقتل خمسة اسرائيليين وجرح سبعة آخرين. وقتل خمسة إسرائيليين في عملية طعن وإطلاق نار نفذها شخصان قتلا بالرصاص واستهدفت فجر اليوم كنيسا يهوديا قرب مستوطنة "راموت" غربي القدسالمحتلة. وقالت مصادر إسرائيلية إن المهاجمين كانا يحملان سلاحا رشاشا وبلطات وسكاكين وأن عدد الإصابات والقتلى قد يرتفع في أي لحظة. وأغلقت شرطة الاحتلال المنطقة بالكامل وكافة الشوارع والطرقات القريبة والمؤدية إلى مكان الحادث في حين شرع المستوطنون الإسرائيليون بملاحقة العمل الفلسطينيين من مدينة القدس والذين يعملون في الشطر الغربي من المدينة وتحدثت أنباء عن اعتداءات واسعة على العمال في حين تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بدهم مراكز الأعمال وتطلب من المقدسيين العودة إلى منازلهم خشية على حياتهم بعد الحالة الهستيرية التي تسيطر على المستوطنين في المنطقة. و باركت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية البطولية بالقدسالمحتلة مؤكدة أن العملية تأتي في سياق الرد الطبيعي على الجرائم الاسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس ومسجدها. وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن العملية تأتي كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأقصى والشعب الفلسطيني في مدينة القدس. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح متلفز "شعبنا لم ولن يستسلم في ظل المجاز المرتكبة بحقه، سيستمر في عملياته بكل الوسائل، ومن الطبيعي أن يهب شعبنا لحماية نفسه ومقدساته". وبين أن كل المؤشرات والمبشرات تؤهل لانتفاضة جديدة، "فهناك فعل شعبي واضح وموحد في مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية". بدورها، باركت حركة الجهاد الإسلامي العملية الفدائية، مؤكدة أنها تأتي كرد طبيعي على جرائم الاحتلال ومستوطنيه. وأكدت الحركة على لسان الناطق باسمها داوود شهاب أن "الحالة الفلسطينية امام انتفاضة وثورة حقيقية جاءت كرد طبيعي على السياسات الاحتلالية المتراكمة، وبفعل الاعتداءات المتواصلة بحق مدينة القدس ومسجدها". وأوضح أن الشعب الفلسطيني لن يلتفت إلى دعاوى التهدئة في القدس والضفة لسببين، أولهما أن "إسرائيل" مستمرة في عدوانها على الفلسطينيين وطليقة اليد في الجرائم المتواصلة ضد المقدسات دون أن يحرك أحدًا ساكنًا أو يلجم جرائمها، ثانيهما أن موجة الغضب العارمة في صفوف الفلسطينيين لم تولد في لحظة، وجاءت نتيجة تراكم الاعتداءات بحق كل ما هو فلسطيني. وأشار إلى أن العملية تدلل على أن الشعب الفلسطيني لن يبقى صامتًا أمام الجرائم الإسرائيلية، لافتًا إلى أن لدى الفلسطينيين ما يحقق الرد والعقاب السريع على الجرائم، وعلى الاحتلال أن يتوقع مزيدًا من الغضب العارم الذي يتأجج بالشارع الفلسطيني". وطالب شهاب الجهات الداعية للتهدئة أن تترك المبادرة للشارع والشباب الفلسطيني، وأن على السلطة نبذ التنسيق الأمني والتخندق إلى جانب الشارع الفلسطيني في مواجهته مع المحتل، داعيًا العرب إلى دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في انتفاضته ضد المحتل. من جهتها، أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن العملية البطولية في القدس هي الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال ضد أهلنا ومقدساتنا في القدس، مؤكدة أن باب الثأر لن يوصد طالما بقيت جرائم العدو متواصلة في المدينة. وحييت منفذيها الأحرار من أبطال القدس، والذين نهضوا رغم قلة الإمكانيات للثأر للشهداء وللمسجد الأقصى الذي يتعرض لأبشع عمليات التدنيس من قبل العصابات الإسرائيلية. وأوضحت أن انتفاضة القدس انطلقت للدفاع عن المقدسات، ولن يستطيع أحد أن يوقفها طالما استمرت اعتداءات المحتلين ضد أهلنا ومقدساتنا في المدينة. وحذرت لجان المقاومة الاحتلال من التعرض لأهلنا ومقدساتنا، مطالبة بالمزيد من العمليات البطولية التي تستهدف الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في القدس ومدن الضفة، وتصعيد الفعل الثوري للجم العدو بعد تصاعد العدوان على أهلنا ومقدساتنا بالمدينة المقدسة. من جهتها، باركت حركة المجاهدين الفلسطينية العمليات البطولية بالقدس والداخل المحتل، قائلة "يجب تصعيد عمليات الضفة لتشمل كل تواجد للمحتل على أرضنا". وقال الناطق باسم الحركة سالم عطا الله ان العمليات عمل مقاوم بطولي جاء ردًا على جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتكررة في القدس والمسجد الأقصى، وهي نتيجة طبيعية للعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة. وأضاف "عندما تكون المدينة المقدسة واقصاها في خطر، فإنه لا مجال للتكهن برد فعل أبناء شعبنا"، مؤكدًا أن المطلوب الآن وقفة قوية من الأمة الإسلامية لنصرة القدس بالتوازي مع عمليات الأبطال الجهادية. بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل سترد بقوة على مقتل المستوطنين الخمسة بهجوم على كنيس بالقدس. وفي تعقيب أولي على العملية هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد بيد من حديد على عملية المعهد الديني في القدس. واضاف نتنياهو ": هي نتيجة طبيعية للتحريض الذي يمارسه أبو مازن وحركة حماس ضد اسرائيل ، ويتهم العالم بالتغاضي عن هذا التحريض ". ووفقا للمصادر الاسرائيلية فان نتنياهو سيعقد ظهر اليوم في مكتبه أجتماع أمني لدراسة تطورات الأوضاع. من حهته دعا وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون لاجتماع عاجل لقيادة الجيش والأجهزة الأمنية الاسرائيلية لدراسة وتقدير الموقف بعد العملية في حين صدرت تصريحات تحمّل الرئيس الفلسطيني أبو مازن المسؤولية المباشرة عن العملية. وبحسب ما نشرت المواقع العبرية التي عنونت وصفها للعملية "بالمجزرة"، في الوقت الذي حمّل وزير الاقتصاد زعيم حزب "البيت اليهودي" المتطرف نفتالي بينت أبو مازن المسؤولية بالقول "ان أبو مازن أعلن الحرب على اسرائيل وعلينا التعامل معه على هذا الأساس". وقال قائد الشرطة العام في اسرائيل يوحنان دانينو الذي وصل الى موقع العملية إنه لايوجد لدينا في هذا الوقت حلول كاملة لمثل هذه العمليات". ودعا وزير الاسكان اوري ارائيل رئيس الوزراء لعقد اجتماع فوري للمجلس الوزاري المصغر "الكابينيت"، لاستعادة الأمن في